تفاؤل إسرائيلي بوقف لإطلاق النار في غزة: نتنياهو يريد صفقة بأي ثمن
استمع إلى الملخص
- زار نتنياهو كيبوتس نيرعوز والتقى بعائلات المحتجزين، وسط ضغوط من أعضاء الكنيست لفرض سيطرة كاملة على غزة وتحذيرات من حلول بديلة.
- تسعى المؤسسة العسكرية الإسرائيلية لإنهاء الحرب على غزة بدعم أميركي، مع تقدم في السيطرة على القطاع وتعزيز فرص نجاح هدنة مقترحة لمدة 60 يوماً.
مسؤولون إسرائيليون: هناك تفاؤل بشأن إمكانية التوصل لصفقة مع حماس
نتنياهو مصمم على التوصل إلى صفقة بأي ثمن تقريباً وإنهاء الحرب
المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تريد إنهاء الحرب في غضون أسبوعين لـ3
نقل العديد من وسائل الإعلام العبرية، مساء اليوم الخميس، حديث مسؤولين إسرائيليين حول تفاؤل في إسرائيل بشأن إمكانية التوصل إلى صفقة مع حركة حماس، وإجراء مفاوضات غير مباشرة وسط توقعات بأن ترد حماس على مقترح الصفقة في غضون ساعات، وسط ترجيحات بأن يكون الرد إيجابياً. وبينما ذكرت قناة "كان 11"، التابعة لهيئة البث الإسرائيلية، أنّ رئيس وزراء الاحتلال
بنيامين نتنياهو قال خلال زيارته، اليوم الخميس، إلى كيبوتس نيرعوز: "من ناحيتنا، هناك اتفاق، ونأمل أن نعلن عنه قريباً"، نقل موقع واينت العبري عن مسؤولين إسرائيليين كبار أن هناك تقدماً في الصفقة ولكن من المتوقع أن تكون هناك عقبات، مضيفين أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يتطلع للإعلان عن التوصل إلى صفقة خلال لقائه مع نتنياهو، الذي سيزور واشنطن الاثنين المقبل.وبحسب المسؤولين، فإنهم يستعدون لاحتمال أن يقود رد حماس إلى محادثات غير مباشرة وفي ذات المكان، وأن هذه المفاوضات قد تقود إلى صفقة حتى لو لم يكن ذلك فورياً. وأشار "واينت" إلى أن مسؤولين كباراً في المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابنيت) تحدثوا مع نتنياهو، وقالوا إنه "يرغب بشدة ومصمم على التوصل إلى صفقة بأي ثمن تقريباً"، وإنه يعتقد أن نافذة الفرص السياسية التي تقف أمام إسرائيل الآن "تحدث مرة واحدة في كل جيل". ووفقاً لأقوالهم، يقول رئيس الحكومة في محادثات مغلقة: "أمامنا فرص سياسية نادرة، وخيالية". وبحسب فهمهم، يسعى نتنياهو حالياً إلى إنهاء الحرب، وليس إلى اتفاق ينتهي بعودة إسرائيل إلى القتال في غزة، حيث تُطرح على الطاولة أيضاً اتفاقيات محتملة مع السعودية وسورية وربما دول أخرى، بحسب زعمهم.
وأشارت "كان 11" إلى تقديرات مسؤولين إسرائيليين، بأن حماس ستُقدّم رداً على الاقتراح بشأن الصفقة في وقت لاحق من هذه الليلة، وأن الرد سيكون إيجابياً كما يبدو. وبعد تلقي الرد، سيتم تنسيق جولات تفاوضية من المتوقع أن تُعقد في العاصمة القطرية الدوحة. ولفتت القناة إلى تفاؤل في أوساط مسؤولين إسرائيليين بشأن المرحلة المقبلة، لكنهم يعتقدون أيضاً أن المفاوضات قد تستغرق وقتاً، إذ لا تزال هناك قضايا خلافية، من بينها كيفية انسحاب قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة والأماكن التي سينسحب منها، والآلية التي تتمحور حول عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم، وكذلك مسألة إنهاء الحرب.
من جانبها، أفادت القناة 12 العبرية بأنه على خلفية مؤشرات إلى تقدم كبير في الاتصالات نحو إبرام صفقة، زار نتنياهو لأول مرة اليوم، كيبوتس نيرعوز، بعد عام وتسعة أشهر من هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 (عملية طوفان الأقصى). ويدور الحديث عن أحد أكثر الأماكن تضرراً خلال هجوم حماس، والذي أصبح رمزاً للإخفاق الإسرائيلي. وأشارت القناة إلى أن لقاء نتنياهو مع عائلات محتجزين إسرائيليين ومحتجزين سابقين كان مشحوناً.
وتحدث سكان الكيبوتس عن "الأحداث الصعبة" التي مروا بها، وعبّروا في الوقت ذاته عن خيبة أملهم من أن هذه هي المرة الأولى التي يزور فيها نتنياهو المكان رغم ما حل به ورغم أن تسعة من سكان الكيبوتس ما زالوا في الأسر. وطالب السكان نتنياهو بإعادة جميع المحتجزين كما طالبوه بتحمل المسؤولية عن الإخفاق. واعتبرت القناة أن زيارة نتنياهو الكيبوتس في هذا اليوم تحديداً، وعشية انطلاقه إلى واشنطن قد تحمل مؤشرات إيجابية بشأن الصفقة. وأرسل عدد من عائلات المحتجزين الإسرائيليين رسالة إلى نتنياهو، اليوم، طالبوه فيها بالتوصل إلى صفقة شاملة. واعتبرت العائلات أن" كل شيء دون ذلك سيكون بمثابة فشل خطير"، مضيفة أن "عهد الصفقات الجزئية والاختيارات الوحشية قد ولى"، في إشارة إلى اختيار إطلاق سراح محتجزين دون غيرهم في صفقات سابقة.
من جهة أخرى، توجه ستة أعضاء من الكنيست في الائتلاف الحكومي، بعضهم من حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو، برسالة خاصة إلى رئيس الحكومة ووزراء الكابنيت، وطالبوا بحسم كامل ضد حماس وفرض سيطرة إسرائيلية كاملة على قطاع غزة. وحذّر أعضاء الكنيست من "أي حل آخر"، بحسب قولهم، سيشكل "خطراً وجودياً على دولة إسرائيل". وأضافوا أنهم "يتوقعون دعماً من الولايات المتحدة".
المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تريد إنهاء الحرب في غضون أسبوعين أو ثلاثة
من جهتها، ناقشت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية في تقرير تحليلي العوامل التي ترجح الوصول إلى إنهاء الحرب على غزة. ونقلت الصحيفة عن مصادر، وصفتها بالرفيعة، تأكيدها أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تريد إنهاء الحرب على غزة، التي تشنها إسرائيل منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، في غضون أسبوعين أو ثلاثة أسابيع. وأشارت الصحيفة إلى أن قرار إنهاء الحرب متعلق بالضغوط الأميركية التي تطالب بذلك، بمواجهة معارضة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير اللذين يطالبان باستمرار الحرب.
ورأت الصحيفة أن هناك احتمالاً وارداً بقوة لنجاح الهدنة المقترحة لمدة 60 يوماً من قبل واشنطن هذه المرة، على عكس المرات السابقة، بسبب وجود رئيس الأركان الإسرائيلي الحالي، إيال زامير، حيث إنه يمتلك عوامل قوة بعكس سابقه هرتسي هليفي، الذي حقق "إنجازات كبيرة" خلال الحرب، ولكنه أيضاً تحمّل مسؤولية عملية طوفان الأقصى، 7 أكتوبر 2023، التي لطخت سمعته بشكل دائم، ولم يثق به نتنياهو قط، لأنه عُيّن أثناء وجود الأخير خارج منصبه، وهذا يفسّر رفض نتنياهو لطلبات هليفي بإنهاء الحرب أواخر عام 2024 وأوائل عام 2025 كجزء من صفقة كبرى لاستعادة جميع المحتجزين.
في المقابل، سيطر زامير على 75% من قطاع غزة في غضون أشهر، كما وعد، وضرب البرنامج النووي الإيراني، وبرنامج الصواريخ الباليستية، والقيادة العسكرية العليا بمطرقة ثقيلة في عدوان الـ12 يوماً. وعليه يستطيع زامير القول إنه استخدم كل ما لم يكن هليفي ليفعله: السيطرة على 75% من غزة، بدلاً من التوغل فيها مؤقتاً ثم الانسحاب؛ وقطع المساعدات الإنسانية الجديدة عن غزة لمدة شهرين تقريباً؛ وأوقف سيطرة حماس على المساعدات الغذائية في وسط وجنوب غزة باستخدام مؤسسة غزة الإنسانية لتوزيعها، وكان مستعداً للقيام بكل هذا على الرغم من مخاوف البعض من أن هذه الخطوات ستُعرّض للخطر ما تبقى من محتجزين إسرائيليين، وعددهم 20.
واعتبرت الصحيفة أن زامير يستطيع بالتالي أن يجادل نتنياهو بأن أي سيطرة إضافية على الـ25% المتبقية من مناطق غزة ستُعرّض المحتجزين للخطر، لأن هذه هي المناطق التي سيُحتجزون فيها. ويستطيع زامير بالتالي الضغط لاستعادة المحتجزين المتبقين حتى لو أدى ذلك إلى إنهاء الحرب، وهو ما نسبته إليه تسريبات إعلامية، دون أن يتعرض لتشويه سمعة مثلما حصل لهليفي.
وأشارت الصحيفة إلى عامل آخر قد يجبر نتنياهو على الرضوخ وإنهاء الحرب، فالرئيس الأميركي ترامب عبر عن رغبته بإنهاء الحرب، ولن يستطيع نتنياهو مواجهته بعد أن منحه ترامب الضوء الأخضر لشن هجوم على إيران بل والاشتراك في قصف منشآت نووية إيرانية من قبل الجيش الأميركي، كما سمح ترامب لنتنياهو وزامير بتنفيذ أشد تحركاتهم عدوانية ضد حماس خلال الأشهر القليلة الماضية، وهو ما لم يكن الرئيس الأميركي السابق جو بايدن ليسمح به أبداً. لذا، قالت الصحيفة، عندما يلتفت ترامب إلى نتنياهو ويقول: "انتهى الوقت"، سيكون من الصعب عليه الرفض.