تفاؤل أوروبي بعد مكالمة مع ترامب بمشاركة زيلينسكي قبل قمة ألاسكا
استمع إلى الملخص
- شددت رئيسة المفوضية الأوروبية على تعزيز الموقف المشترك بين أوروبا والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، مؤكدة على التنسيق لتحقيق سلام عادل ودائم، وأكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي على وحدة الجهود.
- أعرب زيلينسكي عن أمله في أن يكون وقف إطلاق النار الموضوع الرئيسي لقمة ألاسكا، داعيًا لعقوبات جديدة على روسيا، بينما أبدى ترامب رغبته في لقاء زيلينسكي بعد قمته مع بوتين.
تحدث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وزعماء أوروبيون في اجتماع عبر الإنترنت، اليوم الأربعاء، مع نظيرهم الأميركي دونالد ترامب قبل قمته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في محاولة منهم لتوضيح مخاطر التنازل عن مصالح كييف سعياً لوقف إطلاق النار.
وتحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عن أن ترامب أكد أنه يتعين إشراك أوكرانيا في المحادثات بشأن الأراضي في أي اتفاق لوقف إطلاق النار مع روسيا. وهذه التعليقات أول مؤشر على نتائج محادثات ترامب وقادة أوروبيين وزيلينسكي. وإصرار ترامب على إشراك أوكرانيا، إذا ما أُكِّد، قد يمنح بعض الطمأنينة لكييف وحلفائها، الذين يخشون من إمكانية توصل ترامب وبوتين إلى اتفاق يتخلى عن مصالح أوروبا وأوكرانيا الأمنية، ويقترح تقسيم أراضي أوكرانيا.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين، من جهتها، إن أوروبا والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي عززوا موقفهم المشترك بشأن أوكرانيا. وكتبت فون ديرلاين على منصة إكس بعد الاجتماع: "أجرينا مكالمة جيدة للغاية". وأضافت: "عززت أوروبا والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي اليوم الأسس المشتركة في ما يتعلق بأوكرانيا. سنواصل التنسيق الوثيق. لا أحد يريد السلام أكثر منا، سلاماً عادلاً ودائماً".
Together with @POTUS, @ZelenskyyUa and other European leaders, we have had a very good call.
— Ursula von der Leyen (@vonderleyen) August 13, 2025
We exchanged on the upcoming bilateral meeting in Alaska.
Today Europe, the US and NATO have strengthened the common ground for Ukraine.
We will remain in close coordination. Nobody…
وعقب المكالمة الهاتفية، أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، أن الأوروبيين ودونالد ترامب "متحدون" في مساعيهم لإنهاء الحرب في أوكرانيا، واصفاً المكالمة بـ"الممتازة". وأضاف: "الكرة الآن في ملعب (فلاديمير) بوتين".
من جانبه، لفت المستشار الألماني فريدريش ميرز إلى أن القادة الأوروبيين وزيلينسكي أجروا مناقشات "بناءة" مع ترامب. وتحدث ميرز بجانب زيلينسكي بعد المؤتمر الذي عُقد عبر الفيديو، وقال إنه يمكن اتخاذ "قرارات مهمة" في مدينة أنكوراج في ألاسكا، لكنه أكد أنه "يجب حماية المصالح الأمنية الأساسية الأوروبية والأوكرانية" خلال الاجتماع.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد وصل اليوم الأربعاء إلى برلين لإجراء محادثات مع المستشار الألماني، وعقد اجتماعات افتراضية مع ترامب والقادة الأوروبيين الآخرين قبل قمة ألاسكا. وأعلن زيلينسكي في المؤتمر، أن التوصل إلى وقف إطلاق نار "فوري" في أوكرانيا يجب أن يكون "الموضوع الرئيسي" لقمة ألاسكا، داعياً إلى فرض عقوبات جديدة على روسيا في حال رفضها ذلك.
وقال زيلينسكي الذي لن يحضر الاجتماع: "نأمل أن يكون الموضوع الرئيسي للاجتماع وقف إطلاق النار. وقف إطلاق نار فوري". وأضاف: "يجب فرض العقوبات وتعزيزها إذا لم توافق روسيا على وقف إطلاق النار في ألاسكا".
وقبيل توجهه إلى برلين، قال زيلينسكي، اليوم الأربعاء، إن على بلاده وحلفائها العمل معًا للضغط على روسيا لإنهاء غزوها. وأضاف في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي: "يجب الضغط على روسيا من أجل سلام عادل. علينا أن نتعلم من تجربة أوكرانيا وشركائنا لمنع روسيا من الخداع. لا توجد حاليًّا أي مؤشرات على أن الروس يستعدون لإنهاء الحرب".
كذلك، أعلن ترامب أنه يرغب في تنظيم لقاء بينه وبين نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "مباشرة تقريبًا" بعد قمته مع الرئيس الروسي، المقررة الجمعة في ألاسكا. وقال ترامب، في مؤتمر صحافي، إن "بإمكاننا تحقيق بعض الإنجازات العظيمة في الاجتماع الأول، سيكون اجتماعًا بالغ الأهمية، لكنه يمهّد الطريق لاجتماع ثانٍ"، مشيرًا أيضًا إلى "اتصال جيد جدًا" أجراه في وقت سابق مع قادة أوروبيين، بينهم زيلينسكي.
ويجري ترامب وبوتين، المنبوذ من الغرب منذ الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022، محادثات في ألاسكا يوم الجمعة في إطار جهود الرئيس الأميركي لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية. وأدى عدم القدرة على التنبؤ بما ستسفر عنه القمة إلى تأجيج المخاوف الأوروبية من أن يتخذ الزعيمان الأميركي والروسي قرارات بعيدة المنال وأن يحاولا حتى إجبار أوكرانيا على قبول اتفاق غير ملائم لها. وقال أحد كبار المسؤولين من شرق أوروبا "نركز الآن على ضمان ألا يحدث ذلك ونتواصل مع الشركاء الأميركيين ونبقي على الوحدة والتنسيق على الجانب الأوروبي. لا يزال هناك الكثير من الوقت حتى يوم الجمعة".
وتأمل أوكرانيا في أن يكون الاجتماع، ولو جزئيًّا على الأقل، بمثابة ثقل أوروبي موازن لقمة ألاسكا. وأمس الثلاثاء، أكد قادة دول الاتحاد الأوروبي وجوب أن يتمكن الأوكرانيون من "تقرير مصيرهم"، معتبرين أنه لا يمكن إجراء مفاوضات جوهرية إلا "في إطار وقف إطلاق نار أو خفض الأعمال الحربية".
وقال ترامب الاثنين إنه يتطلّع إلى محادثات "بناءة" الجمعة مع بوتين. وفي إشارة من شأنها أن تثير قلق الرئيس الأوكراني، قال ترامب إنه "منزعج بعض الشيء من قول زيلينسكي إنه يحتاج إلى موافقة دستورية للتنازل عن أراض"، مؤكدًا أنه "سيكون هناك تبادل أراض"، في وقت تحتل روسيا حاليًّا حوالي 20% من أراضي أوكرانيا.
موسكو: الدبلوماسية الأوروبية بشأن أوكرانيا "بلا أهمية"
في موازاة ذلك، اعتبرت روسيا، الأربعاء، المشاورات الدبلوماسية التي ستجريها الدول الأوروبية وأوكرانيا مع ترامب "بلا أهمية". وقال نائب الناطق باسم الخارجية الروسية أليكسي فادييف "نعتبر المشاورات التي يسعى لها الأوروبيون بلا أهمية عمليًّا وسياسيًّا". وأضاف أن "الأوروبيين أيّدوا شفهيًّا الجهود الدبلوماسية لواشنطن وموسكو الرامية لحل هذه الأزمة المرتبطة بأوكرانيا، لكن الاتحاد الأوروبي يقوم في الحقيقة بتخريبها". وأفاد فادييف بأن خطاب الاتحاد الأوروبي "بشأن الدعم المفترض لإيجاد حلول سلمية ليس إلا محاولة أخرى لتعطيل التوصل إلى تسوية". وأضاف "سنراقب تحرّكات البلدان الأوروبية المرتبطة بالقمة المقبلة، ونأمل ألا تُتّخذ خطوات تمنع انعقادها والتوصل إلى اتفاقيات بنّاءة".
وتطالب موسكو بأن تتخلّى كييف رسميًّا عن أربع مناطق يحتلّها الجيش الروسي جزئيًّا هي دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون، فضلًا عن شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمّها الكرملين بقرار أحادي سنة 2014. وبالإضافة إلى ذلك، تشترط موسكو أن تتوقّف أوكرانيا عن تلقّي أسلحة غربية وتتخلّى عن طموحاتها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. وتعتبر كييف هذه الشروط غير مقبولة وتطالب من جهتها بسحب القوّات الروسية وبضمانات أمنية غربية، من بينها مواصلة تسلّم أسلحة ونشر كتيبة أوروبية على أراضيها.
(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)