تغيّر خطاب ترامب: من الترحيب باللاجئين الأفغان إلى التحذير من تدفقهم

تغيّر خطاب ترامب: من الترحيب باللاجئين الأفغان إلى التحذير من تدفقهم

21 اغسطس 2021
ترتفع أصوات من اليمين المتشدد للتحذير من تدفق اللاجئين (سيد خضيبردي سادات/الأناضول)
+ الخط -

وراء غالبية التصريحات المفعمة بالتعاطف تجاه الحلفاء الأفغان الذين يسعون إلى الفرار من "طالبان"، بدأت ترتفع أصوات من اليمين المتشدد الأميركي للتحذير من تدفق اللاجئين الى الولايات المتحدة الآن، وفي مقدمهم الرئيس السابق دونالد ترامب.

ولاقت صورة أكثر من 800 أفغاني تم إجلاؤهم بشكل طارئ الأحد في طائرة عسكرية أميركية، فيما كانت "طالبان" استولت للتو على السلطة في كابول، رسائل تعاطف واسعة النطاق من جانب الأميركيين المتأثرين بذلك.

وقصة الطاقم الذي قرر الإقلاع بدلاً من طرد هؤلاء المدنيين بالقوة من الطائرة المحملة فوق طاقتها، كانت بالنسبة إليهم رمزاً إلى تقليد الاستقبال في الولايات المتحدة الذي يفتخر فيه كثيرون، لكن الرئيس الأميركي السابق أصدر بياناً لاذعاً الأربعاء، وقال: "هذه الطائرة كان يجب أن تكون مليئة بالأميركيين. أميركا أولاً!".

لكن ترامب لم يكن يعتمد الخطاب نفسه قبل يومين من ذلك البيان، فقد كتب آنذاك: "هل يمكن أن يتصور أحد أن جيشنا خرج قبل إجلاء المدنيين وغيرهم ممن كانوا صالحين لبلدنا ويجب السماح لهم بالسعي إلى اللجوء؟"، موجهاً انتقادات لاذعة إلى الرئيس جو بايدن بسبب سرعة الانسحاب الأميركي والفوضى التي سادت عمليات الإجلاء.

وبين البيانين، صدرت أصوات معلقين نافذين من اليمين المتشدد ومن مستشار سابق مقرب من الملياردير الجمهوري للتحذير من وصول آلاف اللاجئين، مع تحذيرات تنطوي على لهجة معادية للأجانب.

"يتم غزونا"

"ارفع يدك إذا كنت تريد أن تهبط هذه الطائرة في بلادك". هذا ما كتبه مقدم البرامج ستيف كورتيس في قناة "نيوزماكس"، ساخراً على "تويتر"، تعليقاً على الصورة الشهيرة للأفغان على متن الطائرة الأميركية.

من جهته قال تاكر كارلسون المقدم الشهير على شبكة "فوكس نيوز": "أولاً نحن نغزو، ثم يتم غزونا".

وخططت الولايات المتحدة لإجلاء حوالى 30 ألف أميركي وأفغاني من كابول بينهم مترجمون وسائقون ومتعاقدون ساعدوا القوات الدولية على مدى 20 عاماً، وباتوا يخشون تعرضهم لانتقام في ظل نظام "طالبان".

وبالنسبة لستيفن ميلر الذي كان مستشاراً مقرباً لدونالد ترامب في البيت الأبيض، فإن إدارة بايدن، وعبر إجلاء الحلفاء الأفغان، لديها "هدف سياسي" واضح أكثر مما هو إنساني. وأضاف الأحد على "تويتر" وعلى التلفزيون، قد يكون أكثر "إنسانية" وأقل كلفة بالنسبة للولايات المتحدة أن تتركهم في منطقتهم الأصلية، في جنوب آسيا. لكن "اللاجئين لديهم وصول سريع إلى المواطنة بالتالي فإن إعادة التوطين الأولية ستؤدي إلى موجة هجرة ضخمة متواصلة".

هذا يعني أن الديمقراطيين يريدون مجتمعاً حجم البيض فيه أقل وأكثر تنوعاً يصوّت لصالحهم في المستقبل. ولخص تشارلي كيرك، وهو مقدم إذاعي شاب ذو مواقف راديكالية وداعمة بقوة لدونالد ترامب، الأمر بشكل أكثر وضوحاً. وقال: "ألا يمكن رؤية ما يجري هنا؟ جو بايدن يريد حوالى مئتي ألف إلهان عمر أخرى"، في إشارة إلى النائبة الديمقراطية في الكونغرس اللاجئة السابقة من الصومال، "لكي يأتوا إلى الولايات المتحدة لتغيير سياستها بشكل دائم".

وأثرت هذه الأصوات على دونالد ترامب هذا الأسبوع، لكن تبقى أقلية في صفوف الجمهوريين، حيث كانت الشخصيات الكبرى حتى المقربة من الرئيس السابق لا تزال تدافع الجمعة عن استقبال أولئك الذين خاطروا بحياتهم لمساعدة الأميركيين.

وكتب السناتور ليندسي غراهام: "يشرفنا إجلاء الأفغان الذين قاتلوا إلى جانبنا بشجاعة". لكن البيت الأبيض يراقب بلا شك سلسلة التعليقات المعادية للاجئين، وفي مقدمها مواقف ترامب لأنه قد ينتهي به الأمر بأن يؤثر على النقاش العام.

في الانتظار، فإن التجاذب بين الجمهوريين يعطي مادة للديمقراطيين للسخرية. فقد كتب السناتور كريس مورفي صباح الجمعة ساخراً: "كل الجمهوريين الذين يقولون إن لديهم واجباً أخلاقياً بإجلاء الأفغان، وكل الجمهوريين الذين يقولون إن لدينا واجباً أخلاقياً بإبقاء اللاجئين خارج البلاد، سيكون عليهم أن يجتمعوا ويتناقشوا قريباً".

(فرانس برس)