تعيينات سعيّد الجديدة في مرمى الانتقادات: سياسة محاباة وولاءات

تعيينات سعيّد الجديدة في مرمى الانتقادات: سياسة محاباة وولاءات

29 نوفمبر 2021
أثار قرار سعيّد تعيين 4 محافظين جدد انتقادات الأحزاب السياسية والناشطين (Getty)
+ الخط -

أثار إعلان الرئيس التونسي قيس سعيّد تعيين عدد من المحافظين الجدد منذ يومين، موجة انتقادات واسعة وجدلاً لافتاً، بسبب علاقتهم بالتنسيقيات الداعمة له، منتقدين انتهاج سياسة الولاء والمحاباة على حساب الكفاءة والخبرة.

وأجّج قرار سعيّد تعيين 4 محافظين جدد، مواقع التواصل الاجتماعي، ليثير انتقادات الأحزاب السياسية والناشطين والمتابعين من مختلف التوجهات.

وعيّن الرئيس كلاً من سعيّد بن زايد في وظيفة محافظ مدنين (جنوب شرق البلاد)، وعز الدين شلبي بمهام محافظ بن عروس (جنوب العاصمة تونس)، وفوزي مراد بمهام محافظ صفاقس (جنوب شرق البلاد) ونادر الحمدوني بمهام محافظ قفصة (جنوب غرب البلاد).

وقال القيادي في حزب "قلب تونس" رفيق عمارة، في تعليق لـ"العربي الجديد"، إن الرئيس "ينهى الأحزاب والسياسيين عن شيء ويبيحه لنفسه، فبعد أن أنهكنا بسردية المحاباة والولاءات السياسية في التعيينات خلال السنوات الماضية، سارع بتعيين المقربين منه والموالين له من المنسقين والمسيرين في تنسيقياته الانتخابية، وذلك لتنفيذ مشروعه الغامض في المحليات والجهات".

وأضاف عمارة أن "التناقض يكمن في تحريم شيء على المنافسين والخصوم وإباحته لنفسه لأنه يخدم مصالحه"، مشيراً إلى أنه "أقام الدنيا على أعراف سياسية معمول بها في أعتى الديمقراطيات، فالحاكم الذي يتم انتخابه يعتمد على تعيين قيادات حزبه في المسؤوليات التنفيذية لينفذ برنامجه السياسي الذي انتخب من أجله، ولكن سعيّد شيطن هذه القاعدة، وجعلها مادة لترذيل خصومه، وعند أول امتحان يسقط في المحاباة والمولاة".

وتابع المتحدث: "على الأقل، لو كان المنتمون لفكره وتنسيقياته من الكفاءات والخبرات المشهود لها، لكانت وطأة التعيينات أخف على الرأي العام الذي صدم بسبب السير الذاتية لبعض المعينين في هذه المناصب التنفيذية الهامة"، بحسب تعبيره.

عبير موسي تندّد بالتعيينات

ونشرت رئيسة الحزب "الدستوري الحر" عبير موسي على صفحتها في "فيسبوك"، بياناً مندداً بالتعيينات التي أجراها سعيّد تحت عنوان "لم ينقطع الفساد، بل تغيرت وجهته والمنتفعون منه"، مشيرة إلى أنه "كل يوم تتوضح الرؤية وتظهر نوايا رئيس السلطة القائمة في أن أولويته هي توظيف إمكانيات الدولة لتنفيذ مشروعه السياسي الشخصي، لا تحضير الأرضية لانتخابات قريبة، ولا إيجاد حلول للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية العاجلة".

واستنكر حزب موسي "العودة إلى مربع التعيينات بالولاءات والمحاباة والتحكم في مفاصل الإدارة عبر الترضيات والمكافآت، نظير خدمات انتخابية أو شخصية سابقة استفاد منها الماسك بسلطة القرار، ويعتبر أن مثل هذه الطريقة في تسيير الدولة ليست إلا تكريساً للفساد السياسي والإداري يجب وضع حدّ له".

اتهامات لسعيّد

وقال القيادي بحزب "النهضة" ووزير الخارجية الأسبق رفيق عبد السلام، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "كل التعيينات التي يقوم بها الرئيس قائمة على الولاء الشخصي لا غير، وأكاد أجزم بأن كلّ من تم تعيينهم في مواقع المسؤولية الرسمية من وزراء وولاة ومعتمدين ومدراء عامين وغيرهم هم ممن انخرطوا في الحملة الانتخابية لقيس سعيّد".

وتابع قائلاً "وبعضهم مارس دوراً نشطاً في ما بات يُعرف بالحملة التفسيرية للرئيس، أي تفسير أفكار قيس سعيّد الفوضوية وغير القابلة للتفسير أصلاً، وفي الغالب الشخصيات التي يتم تقديمها لا تتوفر على الحدّ الأدنى من الخبرة السياسية ولا الكفاءة المهنية والعلمية".

وشدد على أن هذا "ما يعني الرئيس الآن، ليس الخبرة ولا الكفاءة، ولكن التمكن من أدوات الدولة، عبر زرع الأنصار والموالين له بعدما اختطف كلّ أدوات السلطة وجمعها بين يديه".

وأوضح محدث "العربي الجديد" أنه "سبق للأحزاب الحاكمة أن عيّنت شخصيات تابعة لها أو قريبة منها في مواقع المسؤولية، ولكن كان ذلك يتم بالتشاور بين مكونات الائتلاف الحكومي، وبعد تمحيص دقيق لقائمة الأسماء لاختيار الأفضل والأكثر كفاءة، بينما الآن كل شيء يخضع لمزاج الرئيس واختياراته الفردية العشوائية".

وانتقد أمين عام حزب "التيار الديمقراطي" غازي الشواشي، التعيينات الأخيرة، على حسابه في "فيسبوك"، قائلاً إن أنصار الرئيس أولى بالمناصب... في انتظار تركيز البناء القاعدي".

ودوّن القيادي في "ائتلاف الكرامة" المحامي الحبيب بنسيدهم على صفحته الرسمية في "فيسبوك" ساخراً من التعيينات الأخيرة، بالقول: "من حكم العائلات إلى حُكم التنسيقيّات، الولاءات، والعلاقات هي الحاكم الحقيقي لتونس منذ الاستقلال.. إن وجد".

ودعا النائب ياسين العياري، في تعليق على تعيين المحافظين الجدد، إلى "وقف استغلال الدولة ومنطق الغنائم والمحاصصة والمعركة على المناصب والتغلغل في المفاصل". وقال العياري في تدوينة على صفحته في "فيسبوك": "بعد المحاصصة في الوزارات والسلك الدبلوماسي والمديرين والداخلية، وصلنا للولاة".

بدوره، نشر المكلف بالإعلام في الاتحاد العام التونسي للشغل، غسان القصيبي، تدوينة على صفحته في "فيسبوك"، استنكر من خلالها تعيين أحد المحافظين الجدد دون أن يذكر اسمه أو جهته، قائلاً: "أسوأ واحد في المحافظة في منطقة ما، همه الوحيد رخصة شراب (لبيع خمر) اليوم تم تعيينه محافظاً، مسكينة تونس"، مشيراً إلى أن تعليقه هذا موقف شخصي لا يعبر عن موقف اتحاد الشغل.

المساهمون