تعزيزات للنظام وروسيا إلى الرقة.. و"قسد" تفرج عن معتقلة إثر احتجاجات

تعزيزات للنظام وروسيا إلى الرقة.. و"قسد" تفرج عن معتقلة إثر احتجاجات

13 نوفمبر 2021
يتواصل التدهور الأمني في سورية (دليل سليمان/ فرانس برس)
+ الخط -

دفعت قوات النظام السوري بتعزيزات جديدة إلى مناطق تل أبيض وعين عيسى في ريف محافظة الرقة، فيما شهد ريف محافظة درعا ليلة أمس اغتيالات راح ضحيتها خمسة أشخاص.

وأفادت وسائل إعلام موالية ومعارضة بأن قوات النظام السوري والقوات الروسية دفعت بالتعزيزات العسكرية بالتزامن مع تكثيف اللقاءات والاجتماعات مع قيادات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد).

وأشارت المصادر إلى أن التعزيزات وصلت إلى مناطق التماس مع القوات التركية وفصائل المعارضة، وكان آخرها خلال الساعات الماضية إلى مناطق في ريف تل أبيض وعين عيسى شمالي الرقة.

ووصلت أيضاً تعزيزات عسكرية مماثلة للقوات الروسية إلى المناطق نفسها عبر معبر مدينة الطبقة غربي الرقة، ومنه إلى القواعد الروسية.

ويأتي ذلك في ظل تواصل اللقاءات الثلاثية بين ضباط من النظام السوري و"قسد" برعاية روسية في قاعدة تل السمن بريف الرقة وتل تمر بريف الحسكة.

في المقابل، كثفت القوات التركية وفصائل "الجيش الوطني السوري" المعارض للنظام من عمليات التدريب والمناورات التي تحاكي ظروف الحرب في مناطق مبروكة بريف الحسكة وتل أبيض بريف الرقة.

وتشهد خطوط التماس بين الجانبين حالة من التأهب والاستنفار، خصوصاً بعد ارتفاع حدة التصريحات التركية بتنفيذ عملية عسكرية وشيكة شمالي سورية.

اغتيالات وهجرة في درعا

وفي جنوب البلاد، شهد ريف محافظة درعا ليلة أمس اغتيالات راح ضحيتها 4 أشخاص. وذكر "تجمع أحرار حوران" أن رجلاً وطفلته البالغة 7 سنوات وشاباً مدنياً قتلوا، وأصيب 5 آخرون بينهم نساء، بعضهم بحالة خطرة، إثر استهدافهم برصاص مسلحين أمام منزلهم في مدينة الصنمين شمالي درعا.

وأشار الموقع إلى أنّ الرجل المستهدف أحد المتعاونين مع جهاز الأمن العسكري في منطقة الصنمين عقب تسوية يوليو/ تموز 2018.

كذلك قُتل شاب جراء انفجار قنبلة عنقودية من مخلفات القصف الأخير الذي طاول أحياء درعا البلد من قبل قوات النظام.

من جهة أخرى، انسحب جزء من قوات عسكرية ومليشيات تابعة لـ"الفرقة الرابعة" من مواقعها في حيّ الضاحية على مدخل مدينة درعا.

وذكر موقع "درعا 24" أن تلك القوات انسحبت من عدد من بنايات الضاحية التي كانت تتخذها مقراً لها منذ بدء العمليات العسكرية على درعا البلد أواخر أغسطس/ آب الماضي. وكذلك انسحبت الحواجز العسكرية التي كانت تتمركز على الشوارع بالقرب من هذه البنايات، فيما يبقى جزء من قوات ومليشيات "الفرقة الرابعة" في عدد من بنايات الضاحية.

وذكر شهود عيان للموقع أن سيارات محملة بأثاث منازل رافقت انسحاب "الفرقة الرابعة" يوم أمس واليوم، حُمِّلَت من بنايات الضاحية التي كان يُجمَع فيها أثاث المنازل التي نُهبَت خلال الحملة على درعا.

أحوال درعا مازالت متدهورة

وكانت المليشيات والقوات التابعة لـ"الفرقة الرابعة" قد تمركزت في حيّ الضاحية لأكثر من مرة، واتخذته مركزاً لعملياتها العسكرية ضد المنطقة الغربية ومدينة درعا، حيث كانت تستدعي تعزيزاتها إلى حيّ الضاحية، وتستولي على البنايات فيها، حتى بات الحيّ غير مرغوب للسكن، لكونه منطقة عسكرية للنظام.

على صعيد آخر، يدفع استمرار التدهور الأمني والمعيشي في محافظة درعا المئات من سكانها إلى السعي للمغادرة باتجاه مناطق سيطرة المعارضة في الشمال السوري أو إلى خارج البلاد، وذلك رغم إعلان النظام السوري انتهاء عمليات سحب السلاح وفرض "التسوية" الثانية التي انطلقت قبل أكثر من شهرين.

وقال الناشط عامر الحوراني من موقع "تجمّع أحرار حوران" لـ"العربي الجديد" إن مئات الأشخاص يتقدمون للحصول على جوازات سفر من أجل الهجرة، هرباً من الأوضاع الأمنية غير المستقرة، إضافة الى تردي الوضع الاقتصادي وانعدام فرص العمل، على الرغم من وعود النظام وروسيا بأنه ستكون هناك خطة عمل تنموية في حوران بعد "التسوية".

وأوضح أن أياً من المشاريع التي كانت قد طرحت خلال المفاوضات لم يُنفَّذ، ومنها مشروع حفر آبار لتأمين المياه.

ضغط الاحتجاجات الشعبية

وتحت ضغط الاحتجاجات الشعبية، أفرجت "قسد" وقوات التحالف عن سيدة اعتُقِلَت بعملية إنزال جوي الاثنين الماضي.

وذكر الناشط أبو عمر البوكمالي أن "قسد" أفرجت الليلة الماضية عن السيدة التي سبّب اعتقالها احتجاجات ومظاهرات في ريف دير الزور الشرقي، خاصة في بلدة صبحة.

وامتدت تلك الاحتجاجات إلى بلدة بريهة، حيث قطع المتظاهرون الطريق العام بالإطارات المشتعلة احتجاجاً على مداهمة منازلهم واختطاف سيدة وزوجها. وطالب المحتجون بالإفراج عن جميع المختطفين.

إغلاق معبر نهري

من جهة أخرى، استولت "قسد" على عدة سيارات كانت معدة للتهريب من الصبحة إلى بلدة البوليل على الضفة الأخرى من نهر الفرات شرقي دير الزور.

وذكرت شبكة "نهر ميديا" المحلية أن القيادي في "قسد"، هفال كماش، أمر بإغلاق المعبر النهري الرابط بين البلدتين، بسبب عدم دفع الإتاوة المطلوبة، مشيرة إلى أن "قسد" نقلت السيارات المصادرة إلى قاعدة التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" الإرهابي في حقل العمر النفطي بريف دير الزور الشرقي.

وشنت "قسد" حملة مداهمات داخل مخيم الهول شرقي الحسكة، وذلك على خلفية مقتل أحد سكان المخيم من الجنسية العراقية، إضافة إلى سيدة، برصاص مسلحين مجهولي الهوية في القسم الأول من المخيم.

واعتقلت "قسد" رجلين خلال حملة نفذتها، مساء أمس، على عدد من المنازل في مدينة البصيرة شرقي دير الزور، بتهمة الانتماء إلى تنظيم "داعش".

وأشار الناشط البوكمالي الى انتشار حواجز ودوريات لـ"قسد" في مدينة البصيرة ومنطقة المعامل شمالي المحافظة، وقرية الشهابات غربي دير الزور، بحثاً عن مطلوبين للتجنيد الإجباري في صفوف المليشيا.

وفي دير الزور أيضاً، تعرضت دورية تابعة لـ"قسد"، لهجوم شنه مسلحون يعتقد أنهم تابعون لتنظيم "داعش"، استهدفوا الدورية في أثناء تجولها في محيط بلدة السوسة شرقي دير الزور.