تعزيزات للنظام في ريف درعا وجرحى بانفجار لغم في إدلب

تعزيزات للنظام في ريف درعا وجرحى بانفجار لغم في إدلب

29 مارس 2021
مخاوف لدى أهالي المدينة من نية النظام اقتحامها (فرانس برس)
+ الخط -

شهد ريف درعا الغربي جنوبي سورية، مساء أمس الأحد، مزيداً من التعزيزات العسكرية لقوات النظام السوري تزامناً مع الأنباء التي تتحدث عن مفاوضات مع اللجنة المركزية في المنطقة لمنع وقوع عمل عسكري، فيما جرح مدنيون جراء انفجار لغم بسيارة مدنية في ريف إدلب، شمال غربي البلاد.

وقال الناشط محمد الحوراني، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن قوات النظام أحضرت تعزيزات عسكرية إلى نقاطها في محيط بلدة المزيريب بريف درعا الشمالي الغربي، وكان جلها قد دخل إلى مبنى مؤسسة الري، وتمركز بعضها على طريقي اليادودة وطفس.

وذكر الناشط أن التعزيزات ضمت جنوداً وآليات مدرعة وسيارات مزودة برشاشات ثقيلة، وأغلبها تابعة لـ"الفرقة الرابعة"، لافتا إلى أن الكثير من التعزيزات من المنتسبين الجدد للمليشيات من أهالي درعا ومحيطها، وذلك يثير الخوف لدى أهالي المدينة من نية النظام اقتحامها وإحداث نعرات وعمليات ثأر بين مكونات درعا في المستقبل.

وكان انتسب جزء من شباب درعا وعناصر فصائل المعارضة السابقة إلى مليشيات الفرقة الرابعة، بعد إجراء تسوية ومصالحة مع النظام، وقتلت مجموعة كبيرة من هؤلاء في السابع عشر من الشهر الجاري بكمين على مدخل مدينة المزيريب، إثر محاولة اقتحام منزل قيادي سابق في فصائل المعارضة.

ويتخوف أهالي المدينة من عمليات انتقامية عند اقتحام النظام المدينة. 

وتجرى حالياً مفاوضات مع أعضاء في اللجنة المركزية، التي تضم أطرافاً من النظام ومن المعارضة سابقا، بهدف حل الموضوع من دون تعريض المدينة لعمل عسكري من قوات النظام، حيث يتذرع النظام بأنه يريد القبض على مطلوبين.

ويريد النظام السوري فرض سيطرته على المزيريب وإلقاء القبض على قيادي سابق وعناصر في فصائل المعارضة السورية المسلحة، رفضوا الانخراط في المليشيات التابعة للنظام. 

تجري حاليا مفاوضات مع أعضاء في اللجنة المركزية، التي تضم أطرافا من النظام ومن المعارضة سابقا، بهدف حل الموضوع دون تعريض المدينة لعمل عسكري من قوات النظام

وقالت مصادر "العربي الجديد" إن قوات النظام تريد اعتقال القيادي السابق في "الجيش السوري الحر" أبو طارق الصبيحي، من بلدة المزيريب، حيث تتهمه بالضلوع في الهجمات على النظام بالمنطقة.

وكانت الطرق المؤدية إلى مدينة المزيريب قد شهدت عدة هجمات من مسلحين مجهولين على قوات النظام السوري، وأسفرت عن خسائر بشرية في صفوفه.

إلى ذلك، قال الناشط مصطفى محمد، لـ"العربي الجديد"، إن ثلاثة مدنيين أصيبوا بجروح متفاوتة الخطورة، جراء انفجار لغم أرضي زرعه مجهولون على الطريق الواصل بين بلدتي النيرب وقميناس في ريف إدلب الشرقي. وأوضح الناشط أن المدنيين الثلاثة جرى نقلهم إلى المستشفى من قبل فرق الدفاع المدني.

في غضون ذلك، جدد الجيش التركي والجيش الوطني السوري عمليات القصف المدفعي على مواقع لـ"قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، في ناحية تل رفعت بريف حلب الشمالي. 

وذكرت مصادر مقربة من "قسد" لـ"العربي الجديد" أن القصف طاول مناطق في قرى شعالة وزويان وتل مضيق، وأسفر عن أضرار مادية فقط.

من جانب آخر، ذكرت مصادر محلية أن ثلاثة مدنيين أصيبوا بجروح في مدينة الرقة الخاضعة لسيطرة "قسد"، مضيفة أن الجرحى سقطوا جراء اشتباك مسلح بين عائلتين في المدينة.

وارتفعت وتيرة استخدام السلاح في الخلافات العائلية أو الشخصية في مناطق سيطرة "قسد" في الآونة الأخيرة، نتيجة انتشار السلاح بشكل كبير في تلك المناطق، التي تشهد أيضا فلتانا أمنيا مستمرا في ظل سيطرة المليشيات.

"قسد" تواصل حملتها الأمنية في الهول

إلى ذلك، اعتقلت مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) قرابة عشرة أشخاص، اليوم الاثنين، خلال مواصلة عملياتها الأمنية في مخيم الهول للنازحين السوريين واللاجئين العراقيين في محافظة الحسكة، شمال شرقي سورية.

وقالت مصادر لـ"العربي الجديد" إن "قسد" اعتقلت عشرة أشخاص على الأقل، جلهم من العراقيين القابعين في مخيم الهول، وذلك خلال حملتها الأمنية التي تجريها في المخيم على خلفية ارتفاع معدل الجرائم والخروقات الأمنية فيه منذ بداية العام الجاري.

وذكرت المصادر المقربة من "قسد" أن الأخيرة عثرت على مجموعة من الخنادق في عدد من الخيام، كما عثرت على شخص مصاب بجروح من المرجح أنه تعرض لهجوم من مجهولين، فيما قالت مصادر أخرى إنه عنصر من عناصر "قسد" كان يختبئ في المخيم.

وكانت "قسد" قد بدأت أمس عملية أمنية بدعم من قوات التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش"، وتهدف إلى إنهاء تأثير "داعش" في المخيم، وفق بيان صادر عن قوى الأمن الداخلي التابعة للمليشيات، وجاءت تحت مسمى "الإنسانية والأمن".

بدورها، قالت وكالة الأنباء الكردية "هاوار" إن "قسد" عثرت على خندق يحوي ألبسة عسكرية وحواسيب خلال عمليات التفتيش اليوم في مخيم الهول، مضيفة أن الحملة بدأت ضمن القطاع الأول الخاص بالعراقيين، وجرى أمس اعتقال تسعة أشخاص، من بينهم  شخص يدعى أبو سعد العراقي، وزعمت أنه عمل فترة طويلة على تجنيد الأشخاص لصالح "داعش".

من جانبه، قال القائد العام لـ"قسد" مظلوم عبدي، في تغريدة، اليوم: "إننا نجدد دعوتنا للبلدان الأجنبية كي تستعيد مواطنيها وتمنح دعما إنسانيا أكبر للهول، من أجل تحسين الظروف والاستقرار في المخيم". وأضاف: "لقد أطلقت قواتنا عملية إنسانية وأمنية في الهول من أجل اعتقال مجرمي الدولة الإسلامية وحماية المدنيين".

ويقع مخيم الهول في منطقة صحراوية شرقي محافظة الحسكة، ويضم عشرات الآلاف من النازحين السوريين واللاجئين العراقيين، من بينهم أسر عناصر من تنظيم "داعش"، جرى احتجازها في المخيم بعد انهيار التنظيم في آخر معاقله بمنطقة الباغوز في ريف دير الزور، شرقي سورية.

وفي شأن متصل، قالت مصادر لـ"العربي الجديد" إن "قسد" اعتقلت ثلاثة أشخاص بتهمة التعامل مع تنظيم "داعش" في قرية الهرموشية بريف دير الزور الغربي، وذلك بعد مداهمة المكان الذي يسكنون فيه بالقرية.

وعلى صعيد آخر، أصيب مدنيون، اليوم الاثنين، جراء انفجار مجهول المصدر وقع في وسط مدينة رأس العين الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية المسلحة، وتضاربت الأنباء عن سبب الانفجار، حيث أشارت مصادر لـ"العربي الجديد" أن عبوة ناسفة انفجرت بسيارة أمام محل تجاري، فيما ذكرت مصادر أخرى أن الانفجار وقع داخل متجر في شارع "قهوة أحمد"، وأدى إلى وقوع جرحى.

وتعرضت المدينة سابقا لعدة حوادث مشابهة أسفرت عن مقتل وجرح مدنيين وعناصر من الجيش، كان آخرها في الثالث والعشرين من الشهر الجاري، حيث أسفرت عن مقتل سائق السيارة الملغمة وجرح مدنيين.

وقالت مصادر لـ"العربي الجديد" إن اشتباكات وقعت على محور مرعناز في ريف حلب الشمالي بين "قسد" والجيش الوطني السوري، أسفرت عن وقوع خسائر بشرية من الطرفين.

وتشهد محاور القتال بين الطرفين معارك وقصفا متبادلا بشكل متكرر على خلفية عمليات تسلل ونصب كمائن من الطرفين.