تعثّر تحرير ناشط عراقي مختطف في ذي قار لليوم الثالث

تعثّر تحرير ناشط عراقي مختطف في ذي قار لليوم الثالث

24 سبتمبر 2020
تواصل القوات العراقية البحث عن الناشط المختطف (حسين فالح/فرانس برس)
+ الخط -

لليوم الثالث على التوالي، تواصل قوات كبيرة من جهاز مكافحة الإرهاب والقوات المساندة له عملية البحث عن الناشط المختطف سجّاد العراقي في محافظة ذي قار (جنوباً)، ووسط حديث عن تعثّر جهود الأمن العراقي في العملية، يؤكد مسؤولون أن المهمة قد تتحول إلى استخبارية مع سحب القوات التي زجت بها الحكومة في المحافظة قادمة من بغداد.

وتشارك قوات الجيش وأفواج طوارئ المحافظة، والشرطة، وجهاز مكافحة الإرهاب بإسناد جوي من قبل مروحيات عسكرية في العملية داخل عدّة بلدات في محافظة ذي قار، أبرزها الناصرية وبلدة سيد دخيل.

ووفقاً لمسؤول أمني في المحافظة، فإن "القوات الأمنية المشتركة ستجري اليوم عمليات تفتيش في بعض المناطق الجديدة بحثاً عن الناشط المختطف، ومن ثم ستنسحب لاحقاً إلى مركز المحافظة بمدينة الناصرية"، مبيناً لـ"العربي الجديد"، أن "القوات لم تتوصل إلى أي نتائج بخصوص المختطف، بسبب عدم وجود أي تعاون من قبل عشائر وجهات سياسية في المحافظة".

وأشار إلى أن "العملية قد تتحول من جهد عسكري إلى استخباري، بسبب تعمد تسييس القضية من قبل أطراف حزبية في بغداد وفصائل مسلحة، بدأت حملة تأليب العشائر في المحافظة ضد الحكومة".

محافظ ذي قار، ناظم الوائلي، اعتبر أن القوات الأمنية أكملت مهمتها في التفتيش عن الناشط المختطف"، مبيناً في تصريحات للتلفزيون الرسمي العراقي أن هناك "جهوداً أمنية تبذل من أجل تحرير الناشط والبحث".

وأضاف أن "القوات الأمنية التي جاءت من بغداد مهمتها تفتيشية وليس فرض الأمن في المحافظة، وأنها نفذت عمليات تفتيش في مناطق الدواية، وسيد دخيل، والمنطقة المحاذية لعشيرة العساكرة"، مشدداً على أنه"لا يوجد انفلات أمني في المحافظة".

من جهته، عدّ النائب عن المحافظة، ستار الجابري، عملية استقدام قوات مكافحة الإرهاب إلى المحافظة بأنها كانت "خطأً أمنياً وقراراً متسرّعاً".

وقال في بيان صحافي: "من الخطأ أن نعرّض تاريخ هذا الجهاز ومهنيته بزجه بمهمات هي من مسؤوليات وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية الأخرى في المحافظة، وعلى قادة الجهاز أن يعوا خطورة هذا التوجه"، مؤكداً أن "خطوة استقدام هذا الجهاز بهذه الظروف إلى المحافظة خطأ أمني، وقرار يجب تفاديه وإصلاح عواقبه بأسرع وقت ممكن".

أما ائتلاف "دولة القانون" بزعامة نوري المالكي، فقد عدّ العملية تخبطاً من قبل الحكومة، وقال النائب عن الائتلاف، بهاء النوري في تصريح متلفز، إن "تفتيش بيوت المواطنين في ذي قار، ومن ثم الاعتذار لهم، دليل على تخبّط الحكومة"، منتقداً "محاصرة القوات لبيت شيخ عشيرة معروف في المحافظة".

وشدد على أن "جهاز مكافحة الإرهاب يستخدم في الحالات الطارئة فقط، بقضايا تخصّ الإرهاب حصراً، ولا يمكن استخدامه بمهام كهذه"، معتبراً أن "هيبة الدولة لا تفرض من طريق محاصرة بيت شيخ عشيرة".

وحذّر سياسيون من خطورة فشل العملية وانعكاسها على هيبة الدولة، وقال النائب ظافر العاني، في تغريدة له: "ليست المشكلة في ذهاب كل هذا العدد من أفضل صنوف قواتنا لمجرد تحرير مختطف واحد، لكن الخطيئة الكبرى أن تعود من دون تحقيق الهدف"، معتبراً أن "القرارات المترددة تقضي على بقايا الأمل عند الناس في رؤية دولة متماسكة الأركان وتشجع غيرهم على العصيان" .

 

المساهمون