استمع إلى الملخص
- يهدف مشروع القانون "ميغوباري" إلى دعم اندماج جورجيا في الاتحاد الأوروبي والناتو، ويفرض عقوبات إذا لم تُلبَّ مطالب المعارضة بإعادة الانتخابات واستئناف مفاوضات الانضمام.
- التظاهرات مدعومة من الطبقة المتوسطة، بينما يؤيد الفقراء الحزب الحاكم، وسط دعوات دولية لدعم الديمقراطية وإجراء انتخابات جديدة بوساطة دولية.
شارك آلاف المتظاهرين المنتمين للحركات والأحزاب اليمينية في التظاهرات الليلية المستمرة ضد حزب الحلم الجورجي الحاكم في العاصمة الجورجية تبليسي، ملوحين بأعلام الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "ناتو" وأوكرانيا، كما رفع بعضهم صور الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وذلك دعماً لمشروع قانون أميركي قد يفضي إلى فرض عقوبات على أعضاء بارزين في الحزب الحاكم للبلاد، من ضمنهم رئيس الوزراء إيراكلي كوباخيدزه، ومؤسس الحزب ورئيسه الفخري بدزينا إيفانشفيلي.
وجاءت هذه التظاهرة دعماً لمشروع قانون، تقدم به كل من عضوي مجلس الشيوخ الأميركي جيم ريتش (الحزب الجمهوري) وجين شاهين (الحزب الديمقراطي)، اتفق على تسميته اختصاراً بقانون "ميغوباري"، ويؤكد دعم الولايات المتحدة لاندماج دولة جورجيا في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.
وينص هذا القانون على فرض عقوبات على مسؤولي حزب "الحلم الجورجي" الحاكم في حال عدم تلبية مطالب المعارضة، التي بدأت بالتحشيد لتظاهرات ليلية مستمرة منذ إعلان نتائج الانتخابات في أواخر شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إذ اتهمت أحزاب المعارضة التابعة للغرب الحزب الحاكم، الموالي لموسكو، بتزوير نتائج تلك الانتخابات للاستفراد بالسلطة، وإحكام التبعية لموسكو، على حد تعبيرها.
الاختصار باللغة الإنكليزية لتسمية مشروع القانون المذكور (ميغوباري) يعني "صديق" باللغة الجورجية، بيد أن نص تسميته الكامل هو "قانون تعبئة وتعزيز خيارات جورجيا لبناء المساءلة والمرونة والاستقلال".
ويطالب المتظاهرون بإعادة إجراء الانتخابات تحت إشراف دولي، وبالمضي في مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي التي قررت الحكومة الحالية للبلاد تعليقها مدة أربع سنوات، إثر قيام بروكسل بفرض عقوبات على قيادات الحزب الحاكم، الذي يتهمه كل من المعارضة والاتحاد الأوروبي بالتبعية للكرملين الروسي، تزامناً مع تصاعد وتيرة الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
الجدير بالذكر أن غالبية المتظاهرين المؤيدين لانضمام البلاد إلى الاتحاد الأوروبي ينتمون للطبقة الاجتماعية المتوسطة وما فوق المتوسطة، بيد أن أبناء القرى والعمال المنتمين للطبقات الفقيرة يؤيدون خطاب الحزب الحاكم الداعي إلى الحفاظ على علاقات ودية مع الروس، رغم أن مؤسس الحزب الحاكم إيفانشفيلي، الذي كون ثروته في موسكو، تدور حوله العديد من علامات الاستفهام في ما يتعلق بقضايا فساد ونهب لمؤسسات الدولة.
وفي تفاعله مع أحداث ليل السبت، نشر عضو الكونغرس الجمهوري جو ويلسون على منصة إكس قائلا: "الشعب الجورجي الشجاع وطني يسعى إلى دولة قوية ذات علاقات وثيقة مع أميركا، وهو يرفض نظام إيفانشفيلي الاستبدادي ومحاولته بيع جورجيا للنظام الإيراني والحزب الشيوعي الصيني. الولايات المتحدة تقف إلى جانب جورجيا!".
كما قالت رئيسة البلاد السابقة سالومي زورابشفيلي، التي نشأت وترعرعت في فرنسا، على صفحتها على موقع "فيسبوك" قبل بضعة أيام: "أحثكم على إيلاء الاهتمام المطلوب للتطورات المثيرة للقلق في جورجيا، حيث يقوم النظام المستنسخ عن النظام الروسي بتوسيع نطاق الإجراءات القمعية ضد ديمقراطية جورجيا وسيادتها ومستقبلها الأوروبي يومياً. وأضافت زورابشفيلي بالقول: "الطريقة السلمية الوحيدة للخروج من المأزق الحالي هي إجراء انتخابات جديدة، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال الوساطة الأوروبية على صعيد رفيع المستوى، والأميركية في نهاية المطاف.
يذكر أن أكبر أحزاب المعارضة التي تدعمها زورابشفيلي هو حزب الحركة الوطنية الموحدة، الذي أسسه الزعيم الأسبق الموالي للغرب ميخائيل ساكاشفيلي، الذي يقبع حاليا في السجن بسبب الانتهاكات الفظيعة ضد حقوق الإنسان التي اقتُرفت خلال فترة حكمه.