تظاهرة بحي التضامن في دمشق لمحاسبة قائد مليشيا الدفاع الوطني

دمشق

عامر السيد علي

avata
عامر السيد علي
07 فبراير 2025
فادي صقر في حي التضامن.. استفزاز للأهالي أم إعادة تدوير للمجرمين؟
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهد حي التضامن في دمشق مظاهرات حاشدة احتجاجاً على زيارة فادي صقر، قائد مليشيات الدفاع الوطني السابق، حيث اتهم بتنفيذ مجزرة في 2013. عبّر المتظاهرون عن رفضهم لأي تسوية معه، معتبرين وجوده خيانة لدماء الشهداء.
- تحدث الناجون عن تجاربهم المريرة مع مليشيات الدفاع الوطني، مؤكدين دور صقر في الجرائم ضد المدنيين، وأشاروا إلى التناقض في ملاحقة فلول النظام بينما يرافق قادة الحملة أحد المتورطين.
- أثارت زيارة صقر استياءً واسعاً بين الأهالي، الذين تساءلوا عن سبب حريته رغم تورطه في جرائم حرب، مشيرين إلى محاولاته لتلميع صورته عبر لجان السلم الأهلي.

تظاهر مئات السوريين في حي التضامن الدمشقي، اليوم الجمعة، احتجاجاً على زيارة قائد مليشيات الدفاع الوطني في دمشق في عهد النظام السابق فادي صقر إلى الحي برفقة قائد من الأمن العام التابع للحكومة الجديدة، وتجمع المتظاهرون بالقرب من حفرة مجزرة التضامن التي يُتهم عناصر من الدفاع الوطني بتنفيذها في أبريل/ نيسان 2013. وشارك في المظاهرة مواطنون من ذوي الضحايا الذين قتلوا في حفرة التضامن، رافعين صور أبنائهم.

وقال أحد المتظاهرين، واسمه حسن سويداني، لـ"العربي الجديد": "نحن هنا في حي التضامن، وتحديداً في مكان مجزرة التضامن أو ما يعرف بحفرة الموت، التي قام بها أمجد اليوسف وأتباعه، ومنهم فادي صقر رئيس الدفاع الوطني أيام النظام المخلوع، والحقيقة أنهم من خرّب الوطن وليسوا بمدافعين عنه، لا يمكن إجراء تسوية مع المجرم فادي صقر، فمكانه ليس بيننا. وهذه خيانة لدم الشهداء واستفزاز لذوي الضحايا".

أما صالح تركي صقر الذي كان أحد الشهود والناجين من مجزرة حفرة التضامن، وكان قد اعتُقل من قبل مليشيا الدفاع الوطني حينها بسبب إدخاله الخبز إلى منطقة التضامن، فقال لـ"العربي الجديد" إن "ما شفع لي ولم أقتل كبقية ضحايا المجزرة هو أنني من سكان مدينة جرمانا وموظف في مطار دمشق الدولي، واكتفوا باعتقالي في فرع فلسطين لمدة ثمانية أشهر. كنت شاهداً على قتل الأبرياء هنا وشاهداً على الظلم في المعتقلات".

من أجواء المظاهرة في حي التضامن 7 فبراير 2025 (العربي الجديد)

وكان بين المحتجين العديدون من ذوي الضحايا، ومن بينهم أمينة حسن، التي فقدت في حفرة الموت شقيقها وأربعة عشر شخصاً من أبناء أخوالها، من بينهم أطفال، وقالت أمينة حسن لـ"العربي الجديد" وهي تغص بالبكاء: "البارحة ليلاً سمعنا بدخول الأمن العام للمنطقة وهذا شيء طبيعي وشعرنا بالأمان، لكن عندما عرفت أن المجرم فادي صقر كان هنا، تلقيت الخبر وكأنه خنجر في قلبي، الكثير من الضحايا قُتلوا هنا في هذا المكان بأبشع الطرق، ومن بينهم أخي الذي كان يقل ابنته إلى المدرسة عندما خطفوه، وتمت تصفيتهم هنا".

وقال الناشط محمد السيد لـ"العربي الجديد" إن "حالة من الاستياء الشعبي تسود المنطقة وعموم دمشق بسبب زيارة صقر لمنطقة التضامن يوم أمس الخميس، والتي تزامنت مع حملة أمنية للأمن العام في المنطقة بحثاً عن فلول النظام السابق". وتساءل السيد "كيف يستقيم القيام بحملة لملاحقة المتورطين من النظام السابق، بينما يرافق قادة الحملة أحد أبرز هؤلاء المتورطين والذي اقترن اسمه بارتكاب جرائم كثيرة في دمشق وريفها خلال توليه قيادة الدفاع الوطني، حيث قام في حينه بدور رئيسي في حصار مناطق جنوب دمشق، وشارك عناصر من الدفاع الوطني في كثير من الجرائم والتصفيات بحق المدنيين والمسلحين من المعارضة، كما أنه مدرج ضمن قوائم العقوبات الأميركية منذ عام 2012 بسبب انتهاكاته بحق المدنيين".

ووفق وجهاء من حي التضامن تحدثوا مع "العربي الجديد" دخل فادي صقر أمس إلى حي التضامن دون علم من لجان السلم الأهلي في المنطقة، وقال أحد من حضروا الاجتماع مع فادي صقر إنه كان برفقة مدير الأمن العام في دمشق التابع لإدارة العمليات العسكرية، المقدم أبو حسن، ومدير الأمن في المنطقة الجنوبية المعروف بأبي بكر، إضافة لقيادات سابقة في الدفاع الوطني منهم ياسر سليمان، مدير القطاع الجنوبي سابقاً في مليشيا الدفاع الوطني، وغدير السالم قائد المهام الخاصة في تلك المليشيا.

وحذر الوجهاء من انفلات الشارع في حال تواصلت مثل هذه الاستفزازات للأهالي عن طريق السماح لمجرم حرب مثل فادي صقر بزيارة المنطقة التي ارتكب فيها عناصر تابعون لهم جرائمهم. وتساءلوا: "لماذا يبقى فادي صقر حراً طليقاً حتى الآن. وهل حقاً فادي صقر هو عضو في لجان السلم الأهلي في المنطقة؟".

فادي صقر، الذي لقبه النظام المخلوع بصقر الدفاع الوطني، هو أحد أبرز الأشخاص الذين ارتبط اسمهم بأسوأ مراحل العنف في سورية، وبرز عام 2012 كقائد لإحدى فصائل مليشيا "الدفاع الوطني" التابعة لإيران في دمشق، قبل أن يُرقّى لقيادة المليشيا على مستوى البلاد. وكان له دور محوري في حصار أحياء المعارضة جنوب العاصمة، واتُهمت قواته بارتكاب مجازر بحق المدنيين وتدمير منازل ونهب ممتلكات. كما أدرجت الولايات المتحدة اسم صقر على قوائم العقوبات منذ 2012 لتورطه في انتهاكات جسيمة، لكنه ظل يتمتع بحماية النظام قبل أن يتحول بعد سقوط النظام إلى واجهة ما يُسمى بلجان السلم الأهلي، محاولاً تلميع صورته عبر مشاركته في مبادرات الحوار الوطني التي تروج لها الإدارة الحالية. 

ذات صلة

الصورة
احتفالات في دمشق في ذكرى الثورة السورية، 15 مارس 2025 (عامر السيد علي/العربي الجديد)

سياسة

شهدت المدن السورية، اليوم السبت، حشوداً غفيرة لعشرات الآلاف من السوريين الذين احتشدوا في الساحات احتفاءً بالذكرى الرابعة عشرة لاندلاع الثورة السورية.
الصورة
حي الخالدية في حمص، 10 فبراير 2025 (لؤي بشارة/فرانس برس)

سياسة

في ذكراها الـ14 تبدو الثورة السورية أمام تحديات ما بعد الانتصار في 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي، عبر إسقاط نظام الأسد، خصوصاً المحافظة على السلم الأهلي.
الصورة
الشرع ومظلوم عبدي يوقعان اتفاق قسد / دمشق 10 مارس 2025 (إكس)

سياسة

أعلنت الرئاسة السورية، اليوم الاثنين، عن توقيع اتفاق يقضي باندماج قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ضمن مؤسسات الدولة السورية، وتأكيد وحدة الأراضي السورية.
الصورة
وقفة صامتة بدمشق حدادا على ضحايا الساحل 9 مارس 2025 (العربي الجديد)

سياسة

نظّم مجموعة من السوريين والسوريات، اليوم الأحد، في ساحة المرجة، وسط دمشق، وقفة صامتة حداداً على أرواح الضحايا من المدنيين وعناصر الأمن في الساحل السوري.