استمع إلى الملخص
- في باريس، نظم المحتجون مسيرة بشارع "الشهداء" مطالبين بإنهاء الإبادة وإدخال المساعدات الإنسانية، مع استنكار استهداف الصحافيين الفلسطينيين.
- في فرانكفورت، تظاهر الآلاف رغم محاولات الحظر، وسمحت المحكمة بالتجمع، كما شهد مهرجان فينيسيا السينمائي تظاهرات تضامنية ودعوات لمقاطعة إسرائيل.
شهدت مدن أوروبية، السبت، تظاهرات ومسيرات دعا المشاركون فيها إلى إنهاء الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وعبروا عن غضبهم واحتجاجهم على الإبادة والتجويع التي تفرضها إسرائيل على الفلسطينيين في القطاع الذي تحاصره، ومواصلتها استهداف الصحافيين أثناء ممارسة عملهم.
وتظاهر مئات الأشخاص في العاصمة السويدية استوكهولم، احتجاجاً على الإبادة الجماعية واستهداف إسرائيل للصحافيين في غزة. وتجمّع المئات في ساحة أودنبلان، بدعوة من منظمات المجتمع المدني، وحملوا توابيت فارغة وصور الصحافيين الذين استشهدوا في قصف إسرائيل في 25 أغسطس/ آب الجاري، على مستشفى ناصر في خانيونس جنوبي قطاع غزة.
كما رفع المتظاهرون لافتات كُتب عليها "الأطفال والمدنيون يتضوّرون جوعاً في فلسطين"، و"الحرية لفلسطين، لا لخطة (رئيس الوزراء الإسرائيلي) نتنياهو و(الرئيس الأميركي دونالد) ترامب"، و"الصحافة ليست جريمة"، و"الصحافيون ليسوا أهدافاً"، و"أوقفوا قتل الصحافيين". وسارت التظاهرة أمام مبنى وزارة الخارجية السويدية.
وفي حديث لوكالة الأناضول، أشار الناشط والصحافي السويدي يوناس سيرنيهولت، إلى أنه على الرغم من أنه كفيف، يشارك في التظاهرات ضد إسرائيل كل سبت في استوكهولم منذ نحو عامين. وقال سيرنيهولت: "ما يحدث في فلسطين هو تطهير عرقي وإبادة جماعية. من غير المقبول أن يقتل نتنياهو عمداً العاملين في مجال الرعاية الصحية والصحافيين"، وأضاف: "لا أجد كلمات تصف قتل نتنياهو لزملائي الصحافيين. باختصار، هذه فاشية".
محتجون في باريس يطالبون بإنهاء تجويع غزة
وفي باريس، حمل محتجون أكياس طحين وأواني طعام فارغة، تعبيراً عن غضبهم واحتجاجهم على الإبادة والتجويع التي تفرضها إسرائيل على الفلسطينيين في قطاع غزة. وخرجت مسيرة في شارع "الشهداء" بالمنطقة التاسعة في العاصمة الفرنسية، رفع المشاركون فيها أعلام فلسطين، ولافتات تطالب بإنهاء الإبادة والتجويع في غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية للقطاع.
وردّد المتظاهرون هتافات من قبيل: "كلنا صحافيو غزة" و"إسرائيل قاتلة، و(الرئيس الفرنسي إيمانويل) ماكرون شريك في الجريمة". وطالب المشاركون في التظاهرة بإنهاء الإبادة التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في غزة، معربين عن استنكارهم لاستهداف الصحافيين الفلسطينيين، كما دعوا إلى فتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وحمل بعضهم أكياس طحين فارغة وأواني طعام رمزية تجسيداً لمعاناة الفلسطينيين مع المجاعة في غزة، جراء الإجراءات القسرية لإسرائيل.
كما جرى عرض نعوش ودمى ترمز إلى الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي في غزة، إلّا أن المنظمين للاحتجاج قالوا إنهم اضطروا لإزالتها بناءً على تعليمات من شرطة باريس. إحدى المشاركات وتدعى حنان، قالت لـ"الأناضول" إنها جاءت للتعبير عن دعمها للصحافيين الفلسطينيين الذين "يؤدون عملاً عظيماً في غزة".
وأكدت حنان، أن مقتل عدد من الصحافيين أخيراً، بينهم مراسل قناة الجزيرة أنس الشريف، يمثل جريمة واضحة ارتكبتها إسرائيل في محيط مستشفى الشفاء. وأضافت أنّ المجاعة المفروضة على غزة "جريمة حرب منظمة يجب أن تتوقف". بدورها، شدّدت مشاركة أخرى تُدعى ماغالي، على أن ما يجري في غزة "غير مقبول"، وأكدت ماغالي، لـ"الأناضول"، على أن الفلسطينيين يعيشون على أرضهم الشرعية.
6500 متظاهر في فرانكفورت
وفي ألمانيا تظاهر آلاف الأشخاص في مدينة فرانكفورت احتجاجاً على الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة الفلسطيني المحاصر. وبحسب الشرطة، فقد تجمع بعد ظهر اليوم حوالى 6500 شخص في حديقة الميناء بينما كانت الجهة المنظمة أبلغت السلطات المختصة عن مشاركة 5000 شخص فقط في التظاهرة.
ولوح متظاهرون بأعلام فلسطين ولافتات احتجاجية بينما كان يجري عبر مكبرات الصوت ترديد شعارات مثل "فلسطين ستتحرّر من النهر إلى البحر"، و"الحرية لفلسطين". وحملت التظاهرة شعار "متحدون من أجل غزة-أوقفوا الإبادة الجماعية الآن". وبحسب الشرطة، "لم يجرِ تسجيل حوادث كبيرة أو أعمال عنف حتى فترة بعد الظهر".
وكانت سلطات مدينة فرانكفورت حاولت، دون جدوى، حظر التظاهرة باعتبارها "تجمعاً قد يكون معادياً للسامية". وحذّرت السلطات من دوامة تصعيد محتملة في ظل التوتر الشديد بين نشطاء مؤيدين لفلسطين وآخرين منحازين لإسرائيل. غير أن الجهة المنظمة طعنت على قرار الحظر أمام المحكمة الإدارية في فرانكفورت، التي حكمت لصالحها الخميس، إذ رأت المحكمة أن حظر المظاهرة غير مبرّر استناداً إلى تقييم الشرطة للمخاطر، لافتة إلى أن الحظر يشترط وجود خطر مباشر على الأمن العام.
Around 10,000 people gather in Frankfurt for Gaza, but organisers say police won’t let them march and won’t explain why pic.twitter.com/eXa3Be5M74
— James Jackson (@derJamesJackson) August 30, 2025
وفي نهاية المطاف، نظرت المحكمة الإدارية العليا في كاسل في القضية، وقرّرت أمس الجمعة السماح بتنظيم المظاهرة. وجاء في قرارها أن بإمكان الشرطة التدخل بشكل ملموس ضد الأفراد المثيرين للشغب لضمان الحق الأساسي لبقية المشاركين في حرية التجمع.
"فلسطين حرة" في مهرجان فينيسيا
كما تظاهر الآلاف تضامناً مع الفلسطينيين في قطاع غزة على هامش مهرجان فينيسيا السينمائي. ورفعت خلال التظاهرة، التي دعت إليها منظمات يسارية في منطقة فينيسيا، لافتات تدعو إلى مقاطعة إسرائيل، ووضع حد لحرب الإبادة الجماعية على الغزيين، وسط عدد كبير من الأعلام الفلسطينية عند مدخل المهرجان، وسط حراسة أمنية مشددة، وهتف العديد من المشاركين "فلسطين حرة".
واتسم افتتاح مهرجان فينيسيا السينمائي برسالة مفتوحة تدين حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة وقّعها ألفا شخص، بينهم مشاهير من السينما العالمية، من كين لوتش إلى أودري ديوان مروراً بأبيل فيرارا. وكتبت الرسالة مجموعة "فينيسيا من أجل فلسطين" التي أسّسها عشرة مخرجين إيطاليين مستقلين، وأكد أحد مؤسسي المجموعة، فابيوماسيمو لوزي، لوكالة فرانس برس، أنّ "الهدف من الرسالة كان وضع غزة وفلسطين في قلب الاهتمام العام في فينيسيا، وهذا ما حدث".
(الأناضول، أسوشييتد برس، فرانس برس، العربي الجديد)