استمع إلى الملخص
- في بيت لاهيا، تحولت التظاهرات إلى احتجاجات ضد حكم حماس، ورفع المتظاهرون لافتات تندد بالمعاناة. انتهت التظاهرات دون إشكاليات كبيرة، لكن تبادل الناشطون الاتهامات حول دوافعها.
- استغلت إسرائيل التظاهرات للتحريض ضد حماس، حيث هدد وزير الأمن الإسرائيلي بتوسيع العمليات العسكرية في غزة، محذرًا من تعقيد الوضع الإنساني.
شارك آلاف الفلسطينيين اليوم الأربعاء، في تظاهرات بمناطق مختلفة من قطاع غزة ترفض استمرار الحرب وتدعو حركة حماس إلى التخلي عن حكم القطاع. وفي بيت لاهيا ومخيم جباليا خرجت تظاهرة لليوم الثاني للمطالبة بوقف الحرب والدعوة إلى الإعمار ومطالبة "حماس" بترك الحكم، ومثلها خرجت مسيرات في حيّ الشجاعية شرقي مدينة غزة.
وفي دير البلح ومخيم النصيرات وسط القطاع، خرج أيضًا عدد من المتظاهرين حاملين لافتات تطالب الحركة بترك الحكم، فيما قال ناشطون إن حراكًا في مدينة خانيونس يستعد للخروج إلى الشارع للمطالبة بذات المطالب. وكان الحراك عفوياً خالصاً، يوم أمس، لكن حراك اليوم يغلب عليه التحريض من مجموعات معارضة لحماس شبه منظمة في الخارج ومن عناصر في حركة فتح.
وشارك عشرات الفلسطينيين في مدينة بيت لاهيا شمالي القطاع، أمس الثلاثاء، في تظاهرة شعبية دعت إلى وقف الحرب الإسرائيلية وإعادة الإعمار ووقف المعاناة، وتحولت في نهايتها إلى فعالية احتجاجية نادرة ضد حكم الحركة للقطاع.
وبعد ساعات من أوامر إخلاء إسرائيلية لمدينة بيت لاهيا المدمرة، خرج سكانها إلى الشوارع مطالبين بوقف الحرب وإنهاء معاناتهم وسط حالة من الاحتقان سرعان ما تحولت بجوار المستشفى الإندونيسي شرقي المدينة إلى حالة تهجم على حركة حماس ورشق بالحجارة للمشفى. ونشر ناشطون صوراً للفعالية الشعبية التي حمل فيها المتظاهرون لافتات صغيرة كتب عليها "دماء أطفالنا ليست رخيصة.. نعم لوقف الحرب"، وردد المشاركون، وبينهم مخاتير ووجهاء في المدينة التي كانت أحد معاقل حماس الرئيسية هتافات ضد الحركة.
وعقب الفعالية التي انتهت من دون إشكاليات كبيرة، تبادل ناشطون من حركتي حماس وفتح الاتهامات على وسائل التواصل حولها، بزعم أنّ التظاهرة كانت موجهة منذ البداية ضدّ الحركة الإسلامية التي لا تزال تحكم غزة، وإن كان حكمها قد أصبح ضعيفاً للغاية، وهو أمر غير دقيق، إذ خرجت التظاهرة من أجل وقف الحرب والإخلاءات والمطالبة بالتدخل لإنهاء المعاناة.
من جهتها، حاولت إسرائيل استغلال التظاهرات بالتحريض على حركة حماس، وبتهديد سكان القطاع بمزيد من الضغط والإجراءات للخروج ضد الحركة، إذ علّق رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، قائلاً إن "التظاهرات تدل على أن سياستنا أتت أُكلها"، فيما هدد وزير الأمن يسرائيل كاتس، خلال خطاب مصور باللغة العبرية وجّهه إلى أهالي غزة، بتوسيع الحرب. وطالب السكان بـ"الانضمام لسكان بيت لاهيا الذين خرجوا أمس في تظاهرات، وأخرى مخططة اليوم ليلاً ضد حماس"، مضيفاً "فلتتعلموا من سكان بيت لاهيا، وطالِبوا بطرد حماس من غزة، وإطلاق سراح كل المختطفين الإسرائيليين. فهذا هو السبيل الوحيد لإنهاء الحرب".
وتوعد كاتس أهالي غزة، مشيراً إلى أن الجيش يستعد في هذه الأيام لتوسيع عملياته في المنطقة، بعدما تنصلت إسرائيل من اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار. وتوجّه لأهالي القطاع قائلاً إنه "قريباً سيعمل الجيش بقوّة في مناطق أخرى في غزة، وستُطالبون بالتوجه جنوباً من أجل سلامتكم. الخطة جاهزة ومُصدّقة. حماس تعرض حيواتكم للخطر، كما أنكم ستخسرون بيوتكم، وسنضم مزيداً من الأراضي لمنظومة الحماية الإسرائيلية"، في إشارة إلى احتلال مزيد من الأراضي الفلسطينية للمنطقة "العازلة".
وزعم كاتس أن "السنوار الأول (الشهيد يحيى السنوار) دمّر غزة. والسنوار الثاني (محمد السنوار) مستعد لحرق ما تبقى من غزة، في محاولة للحفاظ على سلطته الفاسدة وسلطة زملائه القتلة"، على حد تعبيره. وتابع مدعياً "إنهم (السنوار ورفاقه)، يجلسون مع عائلاتهم في الأنفاق، أو في الفنادق الفاخرة مع حسابات بنكية بالمليارات في الخارج، ويستخدمونكم رهائن".