تظاهرات في الأردن والمغرب تنديداً باستمرار حرب الإبادة على غزة

30 مايو 2025   |  آخر تحديث: 18:59 (توقيت القدس)
تظاهرة في عمّان دعماً لغزة، 30 مايو 2025 (لقطة شاشة/فيسبوك)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- في الأردن، شهدت عمّان مسيرة حاشدة ضد العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة الغربية، مطالبين بمحاسبة الاحتلال ووقف التطبيع وإلغاء اتفاقية وادي عربة.
- في المغرب، تظاهر الآلاف دعماً لفلسطين، مطالبين برفع الحصار عن غزة ووقف التطبيع، وشاركت "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين" في مبادرة "المسيرة العالمية إلى غزة".
- دولياً، شهدت أفغانستان تظاهرات حاشدة بدعوة من طالبان، حيث دان رئيس وزرائها ممارسات إسرائيل في غزة واصفاً إياها بـ"الإبادة الجماعية".

تستمرّ التظاهرات الداعمة لقطاع غزة والفلسطينيين في عدد من الدول العربية، حيث شهد الأردن مسيرة حاشدة في عمّان، في وقت تظاهر الآلاف في عشرات المدن المغربية اليوم الجمعة.

الأردن 

شارك أردنيون في مسيرة شعبية حاشدة انطلقت من أمام المسجد الحسيني في عمّان، بعد صلاة ظهر اليوم الجمعة، تنديداً بالعدوان الإسرائيلي المستمر منذ ما يزيد عن 600 يوم على قطاع غزة وجرائم الإبادة وحرب التجويع، إضافة إلى الإجراءات الإسرائيلية في الضفة الغربية، واقتحامات المتطرفين للمسجد الأقصى.

وعبّر المشاركون في المسيرة التي دعا إليها الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن، وحزب جبهة العمل الإسلامي الأردني، تحت شعار "غزة تجوع والأقصى في خطر"، عن غضبهم تجاه ما يتعرّض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مستهجنين صمت الأنظمة والشعوب العربية على تلك الإبادة، في الوقت الذي يستمر فيه دعم الولايات المتحدة لدولة الاحتلال عسكرياً واقتصادياً وسياسياً.

ورفع المشاركون في المسيرة لافتات تطالب بمحاسبة حكومة الاحتلال، باعتبار أعضائها مجرمي حرب يجب أن يقدَّموا للعدالة، ويحاكَموا أمام المحكمة الجنائية الدولية. وحذر المشاركون من نتائج توسّع دولة الاحتلال في سياستها الاستيطانية في الضفة الغربية، والتجاوزات المتواصلة على المسجد الأقصى، واقتحامات المستوطنين وتدنيسهم لباحاته برعاية حكومة الاحتلال، والدعوة إلى الوقوف في وجه الخطر الداهم الذي بات يهدد المسجد الأقصى، مع استمرار دعوات المتطرفين إلى هدمه وبناء الهيكل المزعوم.

وطالب المشاركون الأنظمة العربية بوقف كلّ أشكال التطبيع مع إسرائيل، كما طالبوا الحكومة الأردنية بإلغاء اتفاقية وادي عربة، ووقف أي علاقة مع دولة الاحتلال. وأثنى المشاركون على صمود المقاومة في غزة والضفة، ورباط المقدسيين في الأقصى، معتبرين صمود الشعب الفلسطيني خط الدفاع الأول الذي يحول دون تنفيذ مخططات العدو للتهجير والوطن البديل، وتهويد القدس، وفرض السيطرة الإسرائيلية عليها، والذي يشكل اعتداءً على المصالح والسيادة الأردنية.

ودعا المشاركون دول العالم الحرّ وشعوبها إلى التحرك العاجل لكسر الحصار عن غزة التي تتعرض لحرب تجويع ممنهجة على مرأى ومسمع العالم، مؤكدين في الوقت ذاته ضرورة أن يتحمّل العالم العربي وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، مسؤولياتهم بوقف العدوان الهمجي على قطاع غزة والضفة والقدس.

المغرب

وفي المغرب، تظاهر الآلاف مجدّداً، اليوم عقب صلاة الجمعة، في مختلف أنحاء البلاد، دعماً لصمود الشعب الفلسطيني، وتنديداً باستمرار مجازر الإبادة بحقّ المدنيين في قطاع غزة، وبسياسة التجويع الممنهجة التي يمارسها جيش الاحتلال. ويُنتظر أن تنظم وقفات مماثلة عقب صلاتَي المغرب والعشاء، ووقفة مركزية أمام مقرّ البرلمان في العاصمة الرباط مساء اليوم.

ودان المشاركون، في الوقفات الاحتجاجية التي دعت إليها "الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمّة" (غير حكومية) تحت شعار "غزة تنزف"، عدوان جيش الاحتلال الإسرائيلي على القطاع وعلى عموم الشعب الفلسطيني، معبّرين عن دعمهم لصموده، ووقوفهم مع المقاومة، كما دان المحتجون استمرار الحصار الخانق والممنهج المفروض على القطاع، وسياسة التجويع الممنهجة التي يمارسها جيش الاحتلال، في خرق سافر لكلّ الأعراف والمواثيق، مطالبين برفعه فوراً، وفتح جميع المعابر لإدخال الغذاء والدواء إلى القطاع.

من جهة أخرى، استنكر المشاركون في الوقفات الاحتجاجية التي تنظّم في سياق "جمعة طوفان الأقصى"، "جميع الأشكال التطبيعية مع القتلة والمجرمين". ورفع المحتجون خلال الوقفات أمام المساجد، الأعلام الفلسطينية ولافتات تضامنية مع ضحايا العدوان الإسرائيلي، مشدّدين على مواصلة الاحتجاج في شوارع المغرب، حتى وقف العدوان نهائياً.

وفي حديث مع "العربي الجديد"، قال الكاتب العام للهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمّة، محمد الرياحي الإدريسي، إنّه "في إطار التفاعل الشعبي المستمر مع ما يشهده قطاع غزة من عدوان متواصل وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، قرّرنا داخل الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، تنظيم فعاليات "جمعة طوفان الأقصى" رقم 78، تحت شعار: "غزة تنزف"، كاشفاً عن أن 66 مدينة في مختلف أنحاء البلاد أعلنت الخروج في 110 مظاهرات اليوم.

وأوضح أن هذه الخطوة تأتي في إطار "دعمنا المتواصل على مدى 610 أيام لصمود الشعب الفلسطيني، واحتجاجاً على سياسة الإبادة الجماعية، والتجويع الممنهج التي تمارسها قوات الاحتلال الصهيوني بحقّ المدنيين في قطاع غزة، في خرق واضح للقوانين الدولية والإنسانية وفي تحدٍ سافر لكلّ القرارات والمناشدات الدولية".

وقال: "نعتبر هذه الجمعة فرصة أخرى للإعلان عن استنكارنا الشديد لمختلف أشكال التطبيع التي ينخرط فيها المغرب الرسمي مع سلطات الاحتلال المجرمة والمدانة دولياً، التي تخالف مواقف الشعب المغربي التاريخية المناصرة للقضية الفلسطينية"، وشدّد على أن صوت الشارع المغربي يظلّ وفياً لقِيَم دينه وعقيدته في مناصرة إخوان الدين والعقيدة، وحرصاً على الانتصار لقيم العدالة والكرامة، وحقوق الشعوب في الحرية والانعتاق، كما تقرّها المواثيق الدولية.

وإلى جانب الوقفات التي نُظمت بعد صلاة الجمعة في العديد من مدن المملكة، من بينها الدار البيضاء، وطنجة، وفاس، ومكناس، ومراكش، وابن أحمد، وبني ملال، وتطوان، وخريبكة، والقصر الكبير، والمضيق، وابن جرير، وآيت ملول، وسيدي يحيى، يُنتظر أن تنظم وقفات مماثلة عقب صلاتَي المغرب والعشاء في عدد من المدن، ووقفة مركزية أمام مقرّ البرلمان بالعاصمة الرباط مساء اليوم، بدعوة من "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين"، (غير الحكومية)، تحت شعار: "مع دول العالم.. ضدّ حرب الإبادة الجماعية على غزة.. ضد التجويع الهمجي الممنهج".

من جهة أخرى، أعلنت مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين عزمها الانخراط في مبادرة "المسيرة العالمية إلى غزة" المزمع تنظيمها منتصف الشهر المقبل، ووجهت دعوة مفتوحة للمشاركة الشعبية المغربية في هذا الحدث العالمي. ويأتي هذا التحرك في سياق التنديد بالظروف الإنسانية الكارثية التي يعيشها قطاع غزة، وفي ظل حرب الإبادة الجماعية الهمجية المستمرة ضد الشعب الفلسطيني في غزة منذ أكثر من 600 يوم، إضافة إلى حرب التجويع الممنهج والحصار الوحشي المفروض على القطاع، وفق ما جاء في بيان للمجموعة.

ومنذ 18 مارس/ آذار الماضي، تتواصل احتجاجات المغاربة تنديداً باستئناف جيش الاحتلال حربه على غزة، إذ شهدت عشرات المدن في مختلف أنحاء البلاد تنظيم وقفات ومسيرات غاضبة ومندّدة بالعدوان. ومنذ اليوم الأول لعملية "طوفان الأقصى"، شهد المغرب العديد من مظاهر التضامن والتأييد للشعب الفلسطيني، من خلال وقفات ومسيرات نُظمت على نحوٍ شبه يوميّ في مختلف أنحاء البلاد، كان عنوانها الرئيس دعم ومساندة الفلسطينيين والمقاومة، ورفض التطبيع.

دولياً، تظاهر الآلاف في مختلف أنحاء أفغانستان احتجاجاً على القصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، استجابة لدعوة وجهتها سلطات طالبان. وتجمعت الحشود في عدة مدن بعد صلاة الجمعة، ولوّح المشاركون في التظاهرة بالأعلام الفلسطينية، وأحرقوا صور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وقال جنات، البالغ 28 عاماً، خلال التجمع الذي نُظم في العاصمة كابول: "خرجنا تعبيراً عن مساندتنا لغزة، ولنُظهر للعالم أن غزة ليست وحدها، فنحن نقف إلى جانبها. نحن ندافع عن المسلمين في وجه الاضطهاد الذي يتعرضون له في أي مكان، وندينه".

ودان رئيس وزراء حركة طالبان حسن آخوند اليوم، ممارسات إسرائيل في غزة، واصفاً إياها بأنها "إبادة جماعية"، وأعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف ضد المدنيين الفلسطينيين، وفق "فرانس برس". وقال في بيان: "يستمر الوضع في التدهور يومياً، في انتهاك صارخ للمبادئ الإنسانية الأساسية".

المساهمون