تطورات سورية | حراك أممي وحقوقي لحفظ أدلة الجرائم ومساءلة الأسد

أعلنت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، أن طهران تجري محادثات دبلوماسية لإعادة فتح سفارتها في دمشق والسفارة السورية لدى إيران. وأكدت أن البلدين مستعدان لذلك. وأضافت مهاجراني في مؤتمر صحافي، اليوم الثلاثاء، بحسب ما نقلت وكالة "إرنا" الإيرانية: "المهم بالنسبة لإيران هو حكومة تعتمد على الأصوات الشعبية للشعب السوري".

اجتمع وفد من المجلس الوطني الكردي، اليوم الثلاثاء، في مدينة القامشلي مع ممثل فرنسا بهدف توحيد الصف الكردي في المنطقة. وقالت شبكة "روداوا" الكردية إن الاجتماع جاء بهدف "تقريب وجهات النظر بين الأطراف الكردية". وجاء اللقاء عقب يوم من لقاء جمع وفد من "الوطني الكردي" بقائد قوات سوريا الديمقراطية "قسد" مظلوم عبدي بحضور وفد من التحالف الدولي.

أجرى وزير الاقتصاد في حكومة تسيير الأعمال السورية، باسل عبد الحنان، محادثات في دمشق مع وفد من جمعية موصياد التركية بهدف دراسة الاستثمارات القادمة في سورية. وجرى اللقاء، بحسب ما نقلت وكالة "سانا" الرسمية، بحضور رئيس غرفة تجارة دمشق وعدد من التجار والصناعيين السوريين، وتم خلاله بحث عدد من الاستثمارات القادمة في سورية.

أجرى وفد من وزارة الخارجية الإيطالية، اليوم الثلاثاء، محادثات مع أسعد الشيباني، وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تسيير الأعمال. وبحسب ما نقلت وكالة "سانا" الرسمية، جرى النقاش حول مستقبل سورية وسبل التعاون بين البلدين. وأكد الوفد الإيطالي دعم حكومته للإدارة الجديدة واستمرار عملها في سورية.

قُتل شخصان وأصيب 4 آخرون في حصيلة أولية جراء انفجار عبوة ناسفة مزروعة بسيارة مدنية في شارع التجنيد بمدينة منبج السورية شرقي حلب، وفق ما أعلن الدفاع المدني السوري، إذ تسبب الانفجار باندلاع حرائق في السيارات المجاورة وتضرر بعضها.

وأكد مصدر عسكري لـ"العربي الجديد" أن كل الدلائل تشير إلى ضلوع "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في تفجير السيارة المفخخة، مؤكداً أن معلومات أولية وردت إلى الفصائل العسكرية قبل عدة أيام عن إمكانية تفجير سيارة مفخخة في المدينة، مشيراً إلى عدم وجود أي معلومات إضافية حول نوعية السيارة أو المواد التي حُمّلت بها، فضلاً عن المكان الذي سيتم تجهيز السيارة فيه بالمتفجرات.

وتابع المصدر: "في الوقت الحالي، هذا دليل واضح على سعي "قسد"، وعناصر حزب الاتحاد الديمقراطي خاصة، ذراع حزب العمال الكردستاني في سورية، لزعزعة الأمن في المناطق التي خسرت السيطرة عليها، لا سيما مدينة منبج، وهي كبرى ريف حلب الشرقي ومركز مهم من الناحية العسكرية، ومن الناحية الاقتصادية، لافتاً إلى أن هناك صعوبات في عملية ضبط الأمن ضمن المدينة، وهذا ما يعيق ملاحقة وتفتيش كل السيارات فيها.

وتبعد منبج، التي تسيطر عليها قوات "قسد" منذ منتصف عام 2016، عن مدينة حلب نحو 90 كيلومتراً، وعن الحدود السورية التركية نحو 35 كيلومتراً، ويشكل العرب غالبية سكانها، مع وجود سكاني محدود للأكراد والتركمان والشركس في المدينة وريفها.

قالت منظمة "هوستيدج إيد وورلدوايد" الأميركية غير الحكومية، إن المطران السوري الأميركي يوحنا إبراهيم الذي خطف خلال الحرب في سورية العام 2013، شوهد في سجن تابع لسلطات بشار الأسد بعد خمس سنوات على ذلك.

وقال رئيس هذه المنظمة نزار زكا إن "يوحنا إبراهيم مواطن أميركي. وشوهد في العام 2018 في الفرع 291" في دمشق. وخُطف مطران حلب (شمال سورية) للسريان الأرثوذكس برفقة مطران حلب للروم الأرثوذكس بولس يازجي في نيسان/إبريل 2013 قرب حلب. واتّهمت السلطات السورية يومها "جهاديين شيشان" بخطفهما.

أفادت وسائل إعلام إيرانية، بأنّ الرحلات الجوية الإيرانية إلى سورية ستظلّ معلّقة حتى أواخر يناير/كانون الثاني، وذلك في أعقاب سقوط بشار الأسد حليف طهران. ونقلت وكالة أنباء "إيسنا" عن رئيس منظمة الطيران المدني حسين بورفرزانة قوله "من أجل السفر إلى بلد ما، يتعيّن على بلد الوجهة أن يمنح تصاريح دخول وقبول". وأضاف "حالياً، لن يُسمح بالرحلات إلى سورية قبل 22 يناير، أي بعد عطلة رأس السنة الميلادية".

وليس من الواضح متى أوقفت إيران رحلاتها إلى سورية.

عبر أكثر من 25 ألف لاجئ سوري الحدود التركية إلى بلدهم خلال الأيام الـ15 الأخيرة، بحسب ما أعلن وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا.

وقال يرلي كايا لوكالة أنباء الأناضول الرسمية، "تجاوز عدد العائدين إلى سورية في الأيام الـ15 الأخيرة، الـ25 ألف شخص". وكانت أرقام سابقة نشرتها السلطات التركية أشارت إلى عودة 7620 شخصاً من تركيا إلى سورية بين 9 و13 ديسمبر/ كانون الأول، أي بعد أربعة أيام من سقوط حكم بشار الأسد.

قال سفير سورية لدى روسيا بشار الجعفري، إن بلاده في عهد الرئيس المخلوع بشار الأسد كانت بلا نظام، إنما تحكمها "منظومة فساد ومافيا"، داعياً إلى الاحتفال بالتغيير.

جاء ذلك في كلمة بمقر السفارة لدى موسكو بحضور عدد من أبناء الجالية السورية الذين ظهر بعضهم متوشحاً بعلم البلاد الجديد، بحسب مقطع فيديو نشره في حسابه الشخصي على فيسبوك، مساء الاثنين. وخاطب الجعفري الحاضرين قائلاً إنه دعا أبناء الجالية السورية للاحتفال بـ"التغيير وانتصار إرادة الشعب بإسقاط عهد الظلم وبداية عهد جديد يدعو للتفاؤل بغد مشرق". وأضاف: "بإذن الله الغد أفضل من أمس، ويجب أن ننطلق من هذا الشعار الرئيسي لبناء وطن عنوانه الازدهار والمحبة والسلام وإعادة البناء".

ولفت الجعفري إلى أنه "بفضل شعار الدين لله والوطن للجميع، استطعنا في فترات زمنية سابقة بناء الدولة السورية". وتابع: "ربما تفاجؤون لو أقول إنه لم يكن هناك نظام بأي مرحلة، لو كان هناك نظام لدافع عن نفسه، بل كان هناك منظومة فساد مافيوية رهنت مصالح البلاد لخدمة مآربها الشخصية ولذلك سقطت بهذه السرعة".

قالت الآلية الدولية المحايدة والمستقلة للتحقيق في الجرائم الخطيرة في سورية التابعة للأمم المتحدة إن السلطات الجديدة في البلاد كانت "منفتحة جداً" على طلبها للتعاون خلال زيارة انتهت في الآونة الأخيرة إلى دمشق. وكانت الزيارة التي قادها روبرت بيتي، رئيس الآلية الدولية المحايدة والمستقلة للتحقيق في الجرائم الخطيرة في سورية، هي الأولى منذ تأسيسها من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2016 للمساعدة في جمع الأدلة ومقاضاة الأفراد المسؤولين عن جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، والإبادة الجماعية منذ بداية الحرب الأهلية السورية في 2011.

ومنذ إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد في الآونة الأخيرة من قبل المعارضة، وفتح السجون ومراكز الاحتجاز، تزايدت مطالب السوريين بمقاضاة المسؤولين عن الفظائع والقتل التي حدثت خلال فترة حكمه. وقال المتحدث المساعد باسم الأمم المتحدة، ستيفان ترمبلي، يوم الاثنين، إن فريق التحقيق "يستعد للانتشار الميداني في أقرب وقت ممكن وبمجرد الحصول على الإذن للقيام بأنشطته على الأراضي السورية".

بحث وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال السورية باسل عبد الحنان، أمس الاثنين، مع وفد من جمعية رجال الأعمال والصناعيين الأتراك "موصياد"، الاستثمارات المقبلة في سورية. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عبر منصة "إكس" أن "وزير الاقتصاد باسل عبد الحنان التقى وفداً من جمعية موصياد (MÜSİAD) التركية، بحضور رئيس غرفة تجارة دمشق وعدد من التجار والصناعيين السوريين". وأوضحت أنه جرى خلال اللقاء "بحث عدد من الاستثمارات القادمة في سورية الحرة"، من دون مزيد من التفاصيل.

دعت ثلاث منظمات غير حكومية، أمس الاثنين، الإدارة الجديدة في سورية إلى اتخاذ تدابير من أجل حفظ الأدلة على "الفظائع" التي ارتكبها نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد. وهذه الأدلة ضرورية لتحديد مصير عشرات الآلاف من المفقودين ومحاكمة مرتكبي الانتهاكات، وتتضمن وثائق حكومية وأرشيف أجهزة الاستخبارات ومواقع المقابر الجماعية.

وقالت رابطة المعتقلين والمفقودين في سجن صيدنايا وهيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية: "يجب على السلطات السورية الانتقالية أن تتخذ بشكل عاجل تدابير لتأمين وحفظ الأدلة على الفظائع التي ارتكبت إبان حكومة الرئيس السابق". ويجسد هذا السجن، الذي شهد العديد من عمليات الإعدام خارج نطاق القضاء والتعذيب والاختفاء القسري، الفظائع التي ارتكبها مسؤولون في ظل حكم الأسد ضد المعارضين. وقال شادي هارون من رابطة المعتقلين والمفقودين في سجن صيدنايا، في بيان نشرته منظمة العفو الدولية، إن "كل دقيقة إضافية من التقاعس تزيد من خطر عدم اكتشاف عائلة مطلقاً لما حدث لأقاربها المفقودين، وإفلات شخص مسؤول عن جرائم مروعة من العدالة".

وأشارت المنظمات غير الحكومية إلى أنه "في جميع مراكز الاحتجاز التي جرت زيارتها، وجد المحققون أن الوثائق الرسمية غالباً ما كانت من دون حماية، مع نهب العديد من الأوراق أو إتلافها". ونقلت عن شهود أنه "في بعض الحالات، أحرق أفراد من الأمن والاستخبارات معلومات أساسية قبل الفرار عندما سقطت حكومة الأسد". كما أفادت شهادة أخرى بتعرض وثائق للحرق والنهب من قبل مجموعات مسلحة ومعتقلين أُفرج عنهم حديثاً "سيطروا على المرافق"، ولاحظ محققو المنظمات غير الحكومية أن "المواطنين العاديين، ومن بينهم عائلات المعتقلين المفقودين وصحافيون، أخذوا بعض الوثائق".

واشارت المنظمات غير الحكومية إلى أن "هذه الوثائق قد تتضمن معلومات حيوية"، داعية السلطات الجديدة إلى التنسيق مع الأمم المتحدة "بعد تأمين هذه الأماكن بشكل عاجل وضمان عدم تغيير الأدلة المتبقية"، وشددت المنظمات غير الحكومية على "أهمية تأمين مواقع المقابر الجماعية في جميع أنحاء البلاد"، مشيرة إلى أن السلطات الجديدة "وعدت بتعزيز الأمن حول المنشآت الرئيسية". وقالت آية مجذوب، نائبة المدير الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية: "إنها لحظة حاسمة للحفاظ على الأدلة، وهي حجر زاوية المساءلة والمصالحة". وقال رئيس فريق محققي الأمم المتحدة المعني بسورية، أول من أمس الأحد، إنه طلب من السلطة الجديدة السماح له ببدء العمل الميداني.

قال مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية غير بيدرسون لرويترز، أمس الاثنين، إنه يجب إيجاد حل سياسي للتوتر في شمال شرق سورية بين السلطات التي يقودها الأكراد والجماعات المدعومة من تركيا، وإلا ستكون هناك "عواقب وخيمة" على سورية بأكملها. وتصاعد القتال بين جماعات سورية مدعومة من أنقرة و"قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة من الولايات المتحدة في شمال شرق البلاد منذ إطاحة الرئيس بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول.

وقال بيدرسون عبر الهاتف: "إذا لم يتسن التعامل مع الوضع في الشمال الشرقي تعاملاً صحيحاً، فقد يكون ذلك نذر سوء كبيرة بالنسبة لسورية بأكملها"، مضيفاً أنه "إذا فشلنا هنا، فستكون لذلك عواقب وخيمة عندما يتعلق الأمر بنزوح جديد". وقال بيدرسون إن الحل السياسي "سيتطلب تنازلات جادة للغاية"، ويجب أن يكون جزءاً من "المرحلة الانتقالية" التي تقودها السلطات السورية الجديدة في دمشق. وأضاف بيدرسون أن أحمد الشرع، قائد الإدارة السياسية الجديدة في سورية، أبلغه خلال اجتماعات في دمشق، الأسبوع الماضي، بأن الإدارة الجديدة ملتزمة "بالترتيبات الانتقالية التي ستكون شاملة للجميع". لكنه قال إن تهدئة التوتر في شمال شرق سورية ستكون اختباراً لسورية الجديدة بعد حكم عائلة الأسد الذي دام ما يربو على خمسة عقود، وقال بيدرسون إن "مسألة تأسيس سورية جديدة وحرة برمتها ستكون، بتعبير دبلوماسي،... صعبة جداً".