تضامن في الأردن والمغرب واليمن: مع غزة بلا كلل

06 ديسمبر 2024
مسيرة تضامنية مع فلسطين في الأردن، 6 ديسمبر 2024 (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- في الأردن، شهدت عمّان مسيرة حاشدة دعماً للمقاومة الفلسطينية وانتقاداً لعدم إقامة جنازات شعبية للشهيدين، مؤكدة على أهمية المقاومة ورفض المساومة على القدس.
- في اليمن، احتشد مئات الآلاف تضامناً مع غزة، رافعين الأعلام الفلسطينية وأعلام حزب الله، ورفضوا التهديدات الأمريكية وانتقدوا مواقف بعض الأنظمة العربية الداعمة للاحتلال.
- في المغرب، تواصلت الفعاليات الشعبية للأسبوع الـ61 دعماً لفلسطين، مطالبين بوقف التطبيع مع الاحتلال ومنددين بالتواطؤ الغربي والصمت العربي، مع تأكيدهم على استمرار الاحتجاجات.

تستمرّ المسيرات والفعاليات التضامنية مع الشعب الفلسطيني، خصوصاً في قطاع غزة، في عدد من الدول العربية، حيث نظمت في الأردن اليوم الجمعة مسيرة حاشدة تحت شعار "القدس العاصمة الأبدية لفلسطين من النهر إلى البحر"، في وقت احتشد مئات آلاف اليمنيين في عدد من المحافظات للتضامن مع الشعب الفلسطيني ومقاومته.

الأردن

وانطلقت مسيرة حاشدة بعد صلاة ظهر اليوم الجمعة، من أمام المسجد الحسيني وسط العاصمة الأردنية عمّان، بدعوة من "الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن"، وأحزاب سياسية تحت شعار "القدس العاصمة الأبدية لفلسطين من النهر إلى البحر"، فيما حمل مشاركون جثامين رمزية للشهيدين عامر قواس وحسام أبو غزالة، منفذي عملية البحر الميت، والتي وقعت في 18 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حيث أصابا جنديين إسرائيليين في عملية إطلاق نار بعدما تسللا من الأردن إلى الأراضي المحتلة، وذلك رداً على جرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة. وهتف المشاركون للشهداء الذين ضحوا بأنفسهم لأجل فلسطين، خاصة الشهيدين قواس وأبو غزالة، منتقدين عدم إقامة مراسم لجنازات شعبية للشهيدين. وشدد المشاركون على وقوف الشعب الأردني إلى جانب الشعب الفلسطيني في مواجهته العدوان الصهيوني المستمر، مؤكدين دعمهم فصائل المقاومة الفلسطينية، ومشيرين إلى أن "المقاومة حائط الصدّ الأول في وجه المشروع الإسرائيلي التوسّعي، والذي يستهدف الأردن كما يستهدف فلسطين".

وقال المشاركون إن "القدس هي العاصمة الأبدية لفلسطين من النهر الى البحر، والقدس لا تقبل المساومة أو البيع". وفي كلمة باسم الملتقى الوطني لدعم المقاومة، قال النائب قاسم القباعي: "نقف أمام مرحلة جديدة من محاولات إخضاع هذه الأمة، ومرحلة جديدة من استعبادها لم يسبق لها مثيلٌ، وما حدث في لبنان والضفة وغزة هذه مرحلة جديدة كانت مؤجلة إلى حين القضاء على المقاومة، وحينما فشلوا في القضاء عليها، بدؤوا بها مع قتالهم للمقاومة"، مبيناً أن المقاومة هي الخط الأول الذي يقف في وجه هذه المشاريع. وأضاف أن فلسطين قلب هذه الأمة، والاحتلال لن يرحمنا إن تراجعنا طمعاً في السلامة، فإن تغلبوا على مقاومتنا الباسلة، فلا أمن لهذه الأمة، بحسب قوله.

وشارك المئات من أبناء محافظة إربد شمالي الأردن، اليوم في مسيرة حاشدة انطلقت بعد صلاة ظهر الجمعة من أمام مسجد الهاشمي وسط المدينة، وجابت السوق التجاري، تحت شعار "القدس العاصمة الأبدية لفلسطين من النهر إلى البحر". وأكد المشاركون في المسيرة التي دعا إليها الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن، دعمهم المقاومة الفلسطينية المسلّحة في مواجهة الاحتلال، مستذكرين الشهداء الأردنيين على الأراضي الفلسطينية.

اليمن

وفي اليمن، احتشد مئات آلاف اليمنيين اليوم، في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء، والميادين والساحات الرئيسية في عدد من المحافظات للتضامن مع الشعب الفلسطيني ومقاومته. واحتشد عشرات الآلاف في ميدان السبعين وسط صنعاء، تلبية للدعوة التي أطلقتها جماعة أنصار الله (الحوثيين) للاحتشاد والتضامن تحت عنوان "ثابتون مع غزة.. بلا كَلَال ولا ملل ولا تردد". كما انطلقت مسيرات مؤيدة للمقاومة الفلسطينية في محافظات صعدة، وعمران، والحديدة، وتعز، والمحويت، والجوف، وحجة، وإب، وذمار، وريمة، ومأرب.

ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية وأعلام حزب الله، وصور القادة يحيى السنوار وحسن نصر الله، كما رددوا شعارات مناصرة للشعب الفلسطيني، والمقاومة الفلسطينية، ومنددة بالعدوان الصهيوني الغاشم. وحيا البيان الصادر عن المسيرة "صمود وثبات المجاهدين في فلسطين، مشيداً بعملياتهم وضرباتهم النوعية المنكلة بالعدو". وأوضح البيان أن الشعب اليمني لن يقبل بأن تكون أميركا أو "إسرائيل" هي من تحدّد له من يعادي ومن يوالي.

وخاطب البيان الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بشأن تهديده الأخير للمقاومة الفلسطينية، بالقول: "نحن وكل مجاهدي أمتنا لا نخشى وعيد أميركا وجحيمها، ولا نفرح برضاها وجنتها". وأسف البيان للمواقف المخزية لبعض الأنظمة العربية والإسلامية التي جعلت من نفسها جسر عبور وإمداد للعدو، في الوقت الذي يجوع فيه أهل غزة.

المغرب

في المغرب، تواصلت للأسبوع الـ61 على التوالي الفعاليات الشعبية المؤيدة للشعب الفلسطيني، والمنددة بالعدوان الإسرائيلي وبجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال في قطاع غزة. وتظاهر آلاف المغاربة في مناطق مختلفة من البلاد عقب صلاة الجمعة، تنديداً بحرب الإبادة، وسياسة التجويع والتهجير المرتكبة بحق أهل غزة، واستنكاراً لـ"الصمت والتخاذل الدولي تجاه ما يقع بفلسطين، والتخاذل الدولي والعربي الرسمي، ولسياسة التطبيع مع قتلة الأطفال والنساء".

وجاءت الاحتجاجات التي نظمت أمام المساجد في عدد من المدن عقب صلاة الجمعة، بدعوة من "الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة" غير الحكومية، في جمعة طوفان الأقصى الـ61 تحت شعار: "وما النصر إلا من عند الله"، فيما يُنتظر أن تنظم وقفات مماثلة عقب صلاة المغرب، ووقفة مركزية أمام مقر البرلمان بالعاصمة الرباط مساء اليوم، بدعوة من "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين" غير الحكومية.

إلى ذلك، أعلن المشاركون في الوقفات الاحتجاجية دعمهم للمقاومة في فلسطين في مواجهة العدوان والجرائم الإسرائيلية المتواصلة، والتي ذهب ضحيتها آلاف الفلسطينيين. كما أدان المحتجون ما سموه التواطؤ الغربي مع دولة الاحتلال، والصمت العربي، مطالبين الدولة المغربية بوقف اتفاقيات التطبيع مع الاحتلال. ورفع المحتجون خلال الوقفات أمام المساجد الأعلام الفلسطينية ولافتات تضامنية مع ضحايا العدوان الإسرائيلي، مشددين على مواصلة الاحتجاج في شوارع المغرب حتى وقف العدوان نهائياً، وإلغاء اتفاق التطبيع.

ومن المدن التي عرفت تنظيم وقفات احتجاجية، الدار البيضاء، وأكادير، والحسيمة، والناظور، والقنيطرة، وجرادة، وبني ملال، وخريبكة، وأبي الجعد، وخنيفرة، وجرسيف، وشفشاون، وتنغير، وميدلت، ومراكش، وطنجة، وفاس، ومكناس، وسلا، وسيدي سليمان. وقال الكاتب العام لـ"الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة" محمد الرياحي الإدريسي، لـ"العربي الجديد"، إنه في سياق الفعاليات المستمرة دعماً لغزة وكل فلسطين، أعلنت 56 مدينة مغربية خروجها في 115 مظاهرة في إطار جمعة طوفان الأقصى رقم 61، وذلك استمراراً في الحراك الداعم لغزة العزة، وإسناداً للمقاومة الفلسطينية الباسلة التي ما زالت صامدة في مواجهة العدوان الصهيوني.

ولفت إلى أن فعاليات اليوم تأتي "تأكيداً للدعم المغربي الشعبي للشعب الفلسطيني، وتنديداً بحرب الإبادة المستمرة في غزة، خاصة الشمال الذي يتعرض سكانه للقتل والتجويع والتهجير، تنفيذاً لخطة الجنرالات الصهاينة". وأوضح أن الهيئة رفعت شعار "وما النصر إلا من عند الله"، استبشاراً بموعود الله تعالى في النصر القريب، ويقيناً بأن مع العسر يسراً، وأن بعد الضيق الفرج بإذن الله تعالى"، مؤكداً وقوف الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة إلى جانب الشعب الفلسطيني، وسكان غزة، في مطالبهم العادلة والمشروعة، وعلى رأسها تحرير كامل التراب الفلسطيني، وتحقيق الدولة الفلسطينية الموحدة، وعاصمتها القدس الشريف.

وشدد المتحدث ذاته على أن الهيئة المغربية تثمن صمود المقاومة الفلسطينية في غزة والضفة بكامل فصائلها ومكوناتها، وتعبر عن استنكارها الشديد للمجازر البشعة المرتكبة في حق المدنيين بغزة، وإدانتها الصريحة للتخاذل العربي الرسمي، وعجز الأنظمة العربية في دعم الشعب الفلسطيني. وعبّر عن ⁠استنكاره لسياسة التطبيع العربي الرسمي مع قتلة الأطفال والنساء، داعياً الأنظمة العربية والإسلامية إلى تنفيذ قرارات المحكمة الجنائية الدولية باعتقال مجرمي الحرب بنيامين نتنياهو ووزير أمنه السابق يوآف غالانت.