باكستان تصعّد خطابها ضد أفغانستان بعد اتفاقية الدفاع المشترك مع السعودية
استمع إلى الملخص
- اتهمت باكستان أفغانستان والهند بالتورط في العنف داخل البلاد، مشيرة إلى دور اللاجئين الأفغان في زعزعة الاستقرار، وأشادت بتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة في عهد ترامب.
- انتقدت الرموز الدينية الباكستانية سياسات طالبان، معتبرة أنها تتعارض مع الشريعة وتعاونها مع الهند، مما زاد من تدهور العلاقات وتفاقم أوضاع اللاجئين.
لوحظت حدة غير مسبوقة في تصريحات المسؤولين الباكستانيين حيال أفغانستان، بعد إبرام باكستان اتفاقية الدفاع المشترك مع السعودية، رغم تأكيد وزارة الخارجية الباكستانية أن الاتفاقية لا تهدف إلى فرض الهيمنة، وهي ليست ضد أي دولة. وقال مستشار رئيس الوزراء الباكستاني، رانا ثناء الله، في حوار على قناة محلية مساء الجمعة، إنه وفق اتفاقية الدفاع المشترك مع السعودية، يُعتبر أي هجوم وانتهاك للحدود الباكستانية من جانب أفغانستان هجوماً على المملكة العربية السعودية.
وأكد ثناء الله، أبرز القياديين في الحزب الحاكم، وهو وزير الداخلية السابق، أن "الاتفاقية صفعة على وجه جميع أعداء باكستان في المنطقة"، موضحاً أن الهند، لو أقدمت على شنّ أي هجوم جديد على باكستان، سيُعتبر ذلك أيضاً هجوماً على السعودية. من جهته قال وزير الدفاع الباكستاني خواجة آصف، في تصريح مساء الجمعة، إنه "وبدون أدنى شك، يقول إن أفغانستان دولة معادية، وإن باكستان تتصورها دولة عدواً"، مضيفاً: "أنها تريق دماء أبنائنا من خلال دعم المسلحين". وأكد أن بلاده خاضت حربين من أجل الأفغان، إحداهما ضد الروس، والأخرى ضد الأميركيين، وقبلت كل المخاطر والتهديدات من أجل مساعدة الأفغان، لكن أفغانستان أصبحت في النتيجة بؤرة أعداء باكستان، مستطرداً: "من هنا، لن نشك في أن أفغانستان دولة معادية لباكستان، وخطرها على أمن باكستان أكبر".
إلى ذلك، قال الناطق باسم الجيش الباكستاني الجنرال أحمد شريف، إن الموجة الأخيرة من العنف في باكستان يساهم فيها ضباط من الهند، ورجال وعناصر من أفغانستان، ثم أضاف: "هؤلاء معاً يريقون دماء الباكستانيين". وقال شريف، في حوار له مع التلفزيون الوطني الباكستاني، مساء الجمعة، إن باكستان آوت لمدة 40 سنة الملايين من اللاجئين الأفغان، ولكن هؤلاء اللاجئين باتوا يساهمون في أعمال العنف، وإراقة دماء الباكستانيين، على حد تعبيره.
واللافت في حوار الناطق باسم الجيش الباكستاني، ما قاله بشأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إذ تحدث عن أن ترامب أثبت في الفترة الأخيرة، تحديداً بعد النزاع بين باكستان والهند، أنه قائد محنك، واستراتيجياته عميقة، مشيداً بدور قيادة الجيش الباكستاني في تحسين علاقات إسلام أباد مع واشنطن.
وليس المسؤولون وحدهم من رفعوا نبرتهم حيال أفغانستان، وتحديداً حركة طالبان، بل الرموز الدينية الباكستانية أيضاً، إذ قال رئيس مجلس علماء باكستان طاهر أشرفي، مخاطباً قيادة "طالبان" الأفغانية: "نحن الباكستانيين علمناكم الدين، أنتم طلابنا، سنعلمكم كيف تكون السياسة، وسنصدر الفتاوى ضدكم. أنتم أصبحتم أعداء باكستان، فيما قال رئيس جامعة الرشيد بمدينة كراتشي المفتي عبد الرحيم، الذي كان من أبرز الداعمين لـ"طالبان" الأفغانية في الماضي، في حديث له عبر قناته على "يوتيوب"، إن ما تقوم به حكومة طالبان بحق باكستان معارض للشريعة الإسلامية، ونقض للمواثيق الدولية، كما أنه انتهاك لتوافق الدوحة الذي وقعت عليه "طالبان".
وخلال الحديث عن سوء أحوال اللاجئين الأفغان في باكستان، اعتبر أن حكومة طالبان هي المسؤولة عن كل الويلات التي يواجهها اللاجئون، وأن سياساتها أدت إلى تدهور العلاقات مع باكستان، ما دفع إسلام أباد لاتخاذ هذه القرارات بحق اللاجئين، متهماً الحركة بالعمل مع الهند ضد باكستان. كما اتهم اللاجئين الأفغان بالعمل لمصلحة الهند.