تصعيد إسرائيلي في جنوب لبنان ولودريان يلتقي رئيس كتلة حزب الله

11 يونيو 2025   |  آخر تحديث: 23:27 (توقيت القدس)
رعد مستقبلاً لودريان في بيروت، 11 يونيو 2025 (وسائل إعلام لبنانية/إكس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تصاعدت التوترات في جنوب لبنان بعد غارة إسرائيلية على بلدة بيت ليف، مما أدى إلى استشهاد شخص وإصابة ثلاثة آخرين، في خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الذي شهد أكثر من ثلاثة آلاف خرق منذ نوفمبر 2024.

- التقى المبعوث الفرنسي جان-إيف لودريان برئيس كتلة "حزب الله" لمناقشة التجديد لقوات يونيفيل والاعتداءات الإسرائيلية، مع تأكيد دعم حزب الله لموقف الدولة في التمديد.

- وقّعت يونيفيل والجيش اللبناني مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون، وسط تقارير عن توافق أميركي إسرائيلي لإنهاء مهمة يونيفيل، بينما أكد نبيه بري رغبة لبنان في بقاء القوة الأممية.

استشهد شخص وأُصيب ثلاثة آخرون، الأربعاء، بغارة إسرائيلية على إحدى بلدات قضاء بنت جبيل جنوبي لبنان، في خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار. وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام بأن "مسيرة معادية (إسرائيلية) أطلقت صاروخًا على باحة منزل في بلدة بيت ليف" جنوبي لبنان. وبشأن حصيلة الضحايا، قالت وزارة الصحة اللبنانية، في بيان، إن "الغارة أدت إلى سقوط شهيد وإصابة ثلاثة أشخاص بجروح".

وفي 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، شنت إسرائيل عدوانًا على لبنان تحوّل إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول 2024، ما أسفر عن أكثر من أربعة آلاف شهيد ونحو 17 ألف جريح. ومنذ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، ارتكبت إسرائيل نحو ثلاثة آلاف خرق له، خلّفت ما لا يقل عن 212 شهيداً و507 جرحى، وفق بيانات رسمية.

وذكرت الوكالة أيضًا أن قوتين إسرائيليتين اخترقتا حدود البلاد الجنوبية، بفارق ساعات بينهما. وقالت إن "أكثر من 50 جنديًا إسرائيليًا تجاوزوا الخط الأزرق وقاموا بعملية تجريف في منطقة بئر شعيب، شرق بلدة بليدا جنوب لبنان، فجر اليوم". وذكرت أن الجنود تجاوزوا الخط الأزرق – الفاصل الحدودي بين إسرائيل ولبنان – وبرفقتهم جرافتان، وبدأوا "عملية تجريف".

ودان النائب عن "حزب الله" علي فياض، بشدّة "الجريمة الإسرائيلية الغادرة التي ارتكبها العدو الإسرائيلي في بلدة شبعا، وأدّت إلى ‏استشهاد مواطن ‏ونجله العسكري في الجيش اللبناني، وإصابة الابن الآخر بجروحٍ بليغة". وأكد أن "هذا الاعتداء الإجرامي بحق مدنيين ‏عزّل، إنما يفضح الطبيعة ‏العدوانية لهذا الكيان الذي لا يحتاج إلى ذرائع لتبرير جرائمه، وأن كل ‏المزاعم التي يسوقها حول أهداف ‏عسكرية ما هي إلا أكاذيب واهية ليغطي حقيقته ككيان إرهابي ‏مجرم".‏

كما خرقت قوة إسرائيلية معززة بآليتين وجرافة مجنزرة، ليل الثلاثاء/ الأربعاء، السياج التقني (الشائك) في منطقة كروم المراح شرق بلدة ميس الجبل الحدودية، وتوغلت داخل الأراضي اللبنانية، دون تحديد ما إذا كانت قد اخترقت الخط الأزرق. والخط الأزرق هو الخط الفاصل الذي رسمته الأمم المتحدة بين لبنان من جهة، وإسرائيل وهضبة الجولان من جهة أخرى، في 7 يونيو/ حزيران 2000. ولا يُعتبر الخط الأزرق حدودًا دولية، بل تم إنشاؤه بهدف وحيد هو التحقق من الانسحاب الإسرائيلي من لبنان.

مبعوث فرنسا إلى لبنان يلتقي برئيس كتلة حزب الله

إلى ذلك، التقى المبعوث الفرنسي جان-إيف لودريان، الأربعاء، برئيس كتلة "حزب الله" البرلمانية محمد رعد، حيث استعرضا مسألة التجديد لقوة الأمم المتحدة المؤقتة العاملة في لبنان (يونيفيل)، بحسب ما أفاد بيان صادر عن الحزب. وذكر البيان أن الجانبين استعرضا خلال لقائهما، الذي عُقد في مقر الكتلة في ضاحية بيروت الجنوبية، "تطورات الأوضاع السياسية في لبنان، والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على لبنان، وخروقاتها لاتفاق وقف إطلاق النار".

وتطرّق لودريان، من جهته، بحسب البيان، إلى "الجهود التي تبذلها فرنسا من أجل... التجديد لمهمة قوات الطوارئ الدولية (يونيفيل)"، التي ينتهي تفويضها في أغسطس/ آب. بالإضافة إلى ذلك، أكّد رعد "موقف الحزب الداعم لموقف الدولة في التمديد لقوات يونيفيل"، وفقًا للبيان.

ويأتي ذلك في وقت يواجه فيه حزب الله والسلطات اللبنانية ضغوطًا متزايدة بشأن مسألة نزع سلاح الحزب، الذي خرج مُضعفًا سياسيًا وعسكريًا بعد حرب مدمرة مع إسرائيل، انتهت بوقف إطلاق نار في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني. وتشرف على تطبيق وقف إطلاق النار لجنة تضم كلًّا من لبنان، وإسرائيل، والولايات المتحدة، وفرنسا، ويونيفيل. وأعلنت يونيفيل، الثلاثاء، عن تعرض إحدى دورياتها للرشق بالحجارة من قبل سكان قرية في جنوب لبنان، مشيرة إلى أن "استمرار استهداف" قواتها "غير مقبول". 

"يونيفيل" والجيش اللبناني يوقعان مذكرة تعاون

وفي السياق ذاته، وقّعت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) والجيش اللبناني، مذكرة تفاهم جديدة، بدعم من فرنسا، تهدف إلى تعزيز التعاون في مجالي المحروقات والتغذية، في ظل الظروف الاقتصادية والأمنية الراهنة في البلاد. وقالت "يونيفيل" في منشور على منصة "إكس"، الأربعاء، إن توقيع المذكرة (أمس الثلاثاء) يأتي في إطار "التزامنا القوي تجاه الجيش اللبناني".

وأضافت: "سنواصل دعم السلطات اللبنانية كجزء من ولايتنا – وهو أمر أساسي للحفاظ على الاستقرار في جنوب لبنان". والثلاثاء، قالت وزارة الدفاع اللبنانية، في بيان، إن مذكرة التفاهم وُقِّعت في الوزارة باليرزة، قضاء بعبدا في محافظة جبل لبنان، وتتضمن اتفاقًا على هبة فرنسية مخصصة لدعم الجيش اللبناني في مجالي المحروقات والتغذية.

ونقلت الوزارة عن قائد قوات "يونيفيل" الدولية، أرولدو لازارو، تأكيده، على هامش حفل التوقيع، أهمية المذكرة "التي تعكس التزام فرنسا بدعم الجيش اللبناني، واستمرار يونيفيل في أداء دورها ومساندة الجيش والحكومة اللبنانية في هذه المرحلة الدقيقة". ويأتي هذا التطور في ظل تقارير إعلامية عبرية أفادت، الأحد، بوجود توافق أميركي إسرائيلي على الدعوة لإنهاء مهمة "يونيفيل" في جنوب لبنان، مع توقع اتخاذ قرار نهائي بهذا الشأن في مجلس الأمن الدولي خلال أغسطس/ آب 2025.

بري: لبنان وأبناء الجنوب يريدون بقاء "يونيفيل"

ورداً على التقارير بشأن "يونيفيل"، أفاد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري بأن لبنان وأبناء الجنوب يريدون بقاء قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان، مشيرًا إلى أن الإشكالات التي تحصل معها في الجنوب سببها قيام "يونيفيل بدوريات في أملاك خاصة دون مرافقة الجيش اللبناني". وقال بري، في تصريح لصحيفة النهار المحلية نشرته اليوم الأربعاء، إن "لبنان وأبناء الجنوب قبل سواهم يريدون بقاء يونيفيل في بلداتهم والحفاظ على العلاقة المتبادلة بين الجانبين منذ قدوم وحداتها عام 1978".

وحول الإشكالات الأخيرة مع الأهالي في أكثر من بلدة، قال بري إن "هذه الإشكالات تحصل بسبب قيام دوريات ليونيفيل في أراضٍ خاصة من دون مرافقة الجيش اللبناني، ولا يعترض الحزب على عملها، ولا نقبل بتعديل المهمات التي تقوم بها". وأضاف: "إن أي دبلوماسي غربي أو أممي لم يفاتحني في أن القوة الدولية ستغادر الجنوب". وتكررت في الفترة الماضية حوادث اعتراض دوريات "يونيفيل" من قبل الأهالي أثناء قيامها بمهامها في عدد من المناطق في جنوب لبنان بدون مرافقة الجيش اللبناني لها.

(الأناضول، فرانس برس، أسوشييتد برس)

المساهمون