تصعيد إسرائيلي أوسع في غزة تمهيداً لاحتلال المدينة

21 اغسطس 2025   |  آخر تحديث: 22 أغسطس 2025 - 07:42 (توقيت القدس)
مدرعات لجيش الاحتلال الإسرائيلي على مشارف قطاع غزة، 6 أغسطس 2025 (أمير ليفي/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تصاعدت العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة مع تكثيف القصف الجوي والمدفعي، وتحذيرات من خطط لاحتلال المدينة وإجبار السكان على النزوح، مما أدى إلى استشهاد العشرات وارتفاع موجة النزوح.

- استهدفت العمليات أحياء مثل الصبرة والزيتون، مع استخدام طائرات مسيرة لبث رسائل تحريضية ضد حماس، واستمرار القصف في مناطق مثل جباليا البلد وحي أبو إسكندر.

- ألقت القوات الإسرائيلية منشورات تطالب السكان بالنزوح، مما أدى إلى إخلاء مراكز الإيواء، وسط آمال بالتوصل إلى اتفاق لوقف العمليات العسكرية.

تصاعدت وتيرة القصف الإسرائيلي على غزة خلال الأيام الثلاثة الماضية

القصف الإسرائيلي يتركز على المناطق الجنوبية الشرقية لمدينة غزة

الفرقة 99 من جيش الاحتلال تعمل في حي الزيتون بغزة

تصاعدت وتيرة العمليات العسكرية الإسرائيلية خلال الأيام الثلاثة الماضية في مدينة غزة على وقع استعدادات جيش الاحتلال لتنفيذ عملية احتلال المدينة بناء على طلب من المستوى السياسي الإسرائيلي. ورفع الاحتلال الإسرائيلي وتيرة القصف على المدينة سواء عبر القصف الجوي، بالطائرات الحربية والطائرات بدون طيار، والقصف المدفعي. وتعيش المدينة على وقع التحذيرات والتهديدات الإسرائيلية، التي يجري تسريبها عبر وسائل إعلام عبرية، بشأن الخطط المحتملة للسيطرة عليها، وإجبار السكان على النزوح نحو مناطق وسط وجنوب القطاع.

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس الأربعاء، على لسان المتحدث باسمه أنه بدأ المراحل الأولى من الهجوم على مدينة غزة، مضيفاً أن المرحلة الثانية من عملية "عربات جدعون" بدأت بأوامر من المستوى السياسي. ويركز الاحتلال الإسرائيلي في عمليات القصف على المناطق الجنوبية الشرقية لمدينة غزة، لا سيما أحياء الصبرة والزيتون، حيث تشهد هذه المناطق عمليات استهداف وقصف يومية لمنازل ومربعات سكنية. كما يعمل الاحتلال على تنفيذ عمليات نسف في المناطق الشرقية، مثل أحياء التفاح والزيتون، عبر قواته التي تعمل على الأرض، وغالباً ما تتم عمليات النسف في ساعات متأخرة من الليل حيث ينتج عن هذه العمليات أصوات انفجارات عنيفة.

وقبل نحو أسبوع، بدأت الفرقة 99 من جيش الاحتلال العمل في حي الزيتون من جديد بعد فترة من الانسحاب المحدود. قبل أن تنتقل للعمل في المناطق الغربية من الحي والتقدم باتجاه حي الصبرة، حيث يعكس هذا السلوك الرغبة في تطويق المدينة. ويتسبب تركز القصف الإسرائيلي بشكل يومي على منطقة الصبرة، جنوبي مدينة غزة، باستشهاد العشرات من الفلسطينيين فضلاً عن تسجيل إصابات ومفقودين، في ظل ارتفاع موجة النزوح من الأطراف الشرقية للحي.

في الوقت ذاته، لا تخلو بقية أحياء مدينة غزة من عمليات القصف والاستهداف، حيث تشهد أحياء الشيخ رضوان شمال غربي المدينة عمليات قصف جوي بين فترة وأخرى، بالإضافة إلى عمليات استهداف وقصف تطاول مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غرب المدينة. ويبدو السلوك الميداني والعملياتي الإسرائيلي خلال الفترة الحالية يتركز على فكرة الضغط النفسي والعسكري على السكان، بهدف دفع السكان للنزوح نحو مناطق الوسط أو مناطق مواصي خانيونس جنوباً.

في المقابل، شهدت مدينة غزة خلال اليومين الماضيين جولات جوية لطائرات "كواد كابتر" المسيرة، وقامت خلالها ببث رسائل تحريضية ضد حركة حماس والمقاومة الفلسطينية وتهديدات للسكان بشأن العملية العسكرية المرتقبة. كما تشهد المناطق الشمالية من مدينة غزة عمليات قصف ونسف مستمرة، حيث عادت قوات الاحتلال الإسرائيلي للعمل في تلك المنطقة، بعد فترة من الانسحاب والهدوء الميداني شهدتها المنطقة.

وتعمل الفرقة 162 الإسرائيلية على الأطراف الشمالية للمدينة، حيث تقوم بعمليات نسف في منطقة جباليا البلد بالإضافة لعمليات قصف لحي أبو إسكندر، الملاصق لمنطقة جباليا البلد والواقع على أطراف حي الشيخ رضوان بمدينة غزة.

وشهد يوم الثلاثاء الماضي، تجديد الاحتلال إلقاء منشورات تطالب السكان بالنزوح من تلك المنطقة في ظل العمليات العسكرية المستمرة، وهو ما دفع نحو إخلاء عدد من مراكز الإيواء والمنازل والخيام الواقعة في تلك المنطقة. ويعول سكان القطاع على إمكانية الوصول إلى اتفاق يوقف العملية العسكرية في المدينة قبل بدايتها بشكل فعلي، سيما مع تقديرات الجهات الحكومية بوجود قرابة مليون نسمة يعيشون في تلك المنطقة.

وسبق للاحتلال الإسرائيلي أن عمل في مدينة غزة خلال الفترة من نهاية أكتوبر/ تشرين الأول 2023 حتى نهاية ديسمبر/ كانون الأول 2023، وكان الدخول بشكل سريع وعملياتي محدود وانسحب باتجاه الأطراف الشرقية للمدينة دون أن يستقر داخل أحيائها.

المساهمون