تصريحات قيادية في "العمال الكردستاني" تثير مخاوف بشأن عملية السلام مع تركيا
استمع إلى الملخص
- أوميد تؤكد أن القضية الكردية هي مشكلة تركيا الرئيسة، وتدعو لتشكيل لجنة برلمانية تمنح حق العمل السياسي لعناصر الحزب، محذرة من فشل الاتفاق إذا لم يحدث ذلك.
- الباحث بهجت سورزي يشير إلى أن تصريحات أوميد تهدف للضغط على أنقرة للحصول على تطمينات جديدة، مؤكداً استعداد الحزب للدخول في السياسة وتأسيس أحزاب جديدة.
أثارت تصريحات قيادية بارزة في حزب العمال الكردستاني حيال خطوات إلقاء السلاح وحل الحزب، مخاوف من إمكانية حصول انتكاسة في عملية السلام الحالية، في وقت ما زالت فيه الأنظار تتجه إلى الخطوة التالية بعد فعالية إلقاء السلاح الرمزية التي جرت قبل أسبوعين في مدينة السليمانية شمالي العراق. ونقلت وسائل إعلام كردية عراقية، اليوم الخميس، عن القيادية والمسؤولة في حزب العمال الكردستاني هيلين أوميد، تأكيدها أنّ المضي بعملية السلام يجب أن تكون بإشراف رئيس ومؤسس الحزب عبد الله أوجلان
.واعتبرت أوميد، استخدام مصطلح "تركيا بلا إرهاب"، من جانب الحكومة التركية أنه "رفض لعملية الحل"، وأن هذا المصطلح يثير المزيد من الشكوك في إنجاح عملية السلام، مضيفة في مقابلة نشرت فحواها مواقع وصحف كردية بعضها مرتبط بحزب العمال الكردستاني، أنه "ليس لأحد أن يتوقع مراسم أخرى لإلقاء سلاح مقاتلي الحزب.. فهذا ليس ضرورياً، لماذا يجب أن يحول هذا الإجراء إلى استعراض؟ فقد تم إرسال الرسالة التي كان يجب أن ترسل، وقد قيل ما كان ينبغي أن يقال".
واعتبرت أنّ "القضية الكردية هي مشكلة تركيا الرئيسة وإذا تم حلّ هذه المشكلة ستصبح تركيا بلداً جميلاً، وسنكون داعمين للذين يحلون القضية الكردية"، وفقاً لقولها. ومن المفترض أن يجري تشكيل لجنة في البرلمان التركي لإنجاح عملية السلام، وهو ما علّقت عليه أوميد بالقول: "تلك اللجنة يجب أن تعمل على منح حق العمل السياسي لعناصر حزب العمال الكردستاني في تركيا وفي إطار القانون وإذا لم يحدث هذا، ستذهب الخطوات التي اتخذناها سدى".
وجاءت تصريحات المسؤولة في حزب العمال الكردستاني، بعد تعليقات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان
، الأخيرة، وحديثه عن أنّ "مؤامرات التخريب والاستفزازات والمكائد لن تثني تركيا عن المسار التاريخي نحو هدفها المتمثل بتركيا بلا إرهاب". وأضاف أنه "من خلال مسار تركيا بلا إرهاب، سنغلق مرحلة مليئة بالألم والدموع، وسنفتح أبواب عهد من الأخوة والازدهار والتنمية على مصراعيها". وفسّر أردوغان، بأنّ تعبير "تركيا بلا إرهاب"، يعني أنها دولة متطورة وقوية وأكثر ازدهاراً، وتوفر لمواطنيها مستوى معيشة أرفع.من جانبه، أشار الباحث المقرب من حزب العمال الكردستاني بهجت سورزي، إلى أنّ تصريحات هيلين أوميد "لا تعني أن العمال الكردستاني يفكر في الانسحاب من الاتفاق مع تركيا، لكنها طريقة ضغط وآلية للحصول على تطمينات جديدة من أنقرة بخصوص استمرار الاتفاق والتعجيل في حسمه"، موضحاً في تصريح لـ"العربي الجديد" أن "العمال الكردستاني استعد بشكلٍ جيد، سواء في العراق أو تركيا للدخول في السياسة، وهو يسعى إلى تأسيس مزيد من الأحزاب والمنظمات، وإطلاق سراح قائده عبد الله أوجلان، لفتح صفحة جديدة".
وأضاف سورزي أنّ "أوميد وغيرها من قياديي الحزب، يخشون بنسبة ليست قليلة من فشل الاتفاق، وخصوصاً أن اتفاقات كثيرة كانت قد فشلت في السابق مع أنقرة"، مشيراً إلى أن "أنقرة تريد البقاء في منزلة المسيطر على الاتفاق، وهذا ما يزعج أغلبية قادة حزب العمال، ومن المهم معرفة أنّ التشنج في التصريحات الإعلامية لا يعكس هشاشة في الاتفاق، بل إن الاتفاق مستمر بأمر أوجلان، وهذا أمر مفروغ منه".