تصاعد دوامة الاتهامات بين ألمانيا وأوكرانيا بشأن توريد الأسلحة

تصاعد دوامة الاتهامات بين ألمانيا وأوكرانيا بشأن توريد الأسلحة

31 مايو 2022
لم تلتزم ألمانيا بتوريد الأسلحة الثقيلة في موعدها (Getty)
+ الخط -

لم تتوقف التراشقات والاتهامات السياسية بين ألمانيا وأوكرانيا بخصوص عدم الالتزام من قبل برلين بتوريد الأسلحة الثقيلة لكييف لمساندتها على مواجهة العدوان الذي تشنه عليها روسيا منذ فبراير/ شباط الماضي.

وفي هذا الإطار، برز موقف للمستشار الألماني أولاف شولتز، اليوم الثلاثاء، في مقابلة مع عدد من الصحف الألمانية، بينها "شتوتغارتر تسايتونغ"، عبّر فيه عن عدم تفهمه للانتقادات الأوكرانية التي تتهم برلين بالتقصير في تقديم دعم العسكري والأسلحة لكييف.

وأوضح شولتز: "سلمنا الأسلحة وسنسلم المزيد منها، الطلبات الإضافية قيد التحضير"، في إشارة الى الإمدادات المتفق عليها مع الشركات المصنعة للأسلحة، مبرزا أنه تم الاتفاق على تسليم دبابات "غيبارد" المضادة للطائرات نهاية شهر يوليو/ تموز المقبل. وبالإضافة إلى ذلك، يجرى بالفعل تدريب الجنود الأوكرانيين على مدافع "هاوتزر 2000".

من جهة ثانية، أعرب شولتز عن دهشته من الانتقادات الموجهة من بولندا بشأن عدم توفير البديل المتفق عليه لعمليات التسليم التي قدمتها لأوكرانيا، مشيراً إلى أن "هناك محادثات مع جميع الشركاء الأوروبيين، ونريد دفع المحادثات مع وارسو بجدية كما نفعل مع التشيك وسلوفاكيا"، قبل أن يستطرد بالقول "جميع حلفاء ألمانيا كانوا على دراية بأن الجيش الألماني ليس لديه مخزون كبير من المركبات الجاهزة للاستخدام لكي يصار إلى تقديمها على الفور، هناك مشكلة كبيرة في الجيش الألماني الذي يعاني من نقص التمويل الهيكلي منذ عام 2010، وهذا ما حد من قدرتنا الشاملة في الدفاع عن أنفسنا، إلا أن الوضع يجب أن يتبدل مع التوافق على الصندوق الخاص بالبوندسفير والبالغة قيمته 100 مليار يورو".

وأمام ذلك، أشارت "شبيغل أون لاين" إلى أن العلاقة السيئة مع بولندا تزعج ألمانيا، لا سيما أنه داخل "الناتو" تعتبر وارسو شريكاً أساسياً في ما خص وضعية كييف وحربها مع موسكو، وبولندا قامت باستقبال معظم اللاجئين الفارين من الحرب، هذا عدا عن أن جميع شحنات الأسلحة والمساعدات الإنسانية لأوكرانيا يتم نقلها عبرأراضيها.

في المقابل، عبر وزير الخارجية الأوكراني، في مقابلة مع صحيفة روبيبليكا الإيطالية، اليوم الثلاثاء، عن شكوكه بشأن صدق ألمانيا فيما يتعلق بتسليم الأسلحة، ولفت في حديثه قائلاً إن لدى أوكرانيا شكوكاً جوهرية حول ما إذا كانت برلين ستستمر بتقديم الأسلحة بكميات كبيرة لبلده كما وعدت.

وفي رد على سؤال عما إذا كانت ألمانيا تماطل بالفعل في تقديم الأسلحة للقوات الأوكرانية، أجاب كوليبا أن "هناك دولاً تنتظر منها الشحنات، وأخرى سئمنا منها الانتظار، وألمانيا تنتمي إلى المجموعة الثانية، مطالبا الغرب بأن يرسل في هذه المرحلة البنادق من عيار 155 ملم وقاذفات الصواريخ المتعددة.

وفي خضم ذلك، تساءلت "تاغس تسايتونغ" عما إذا كان هناك من خوف لدى الحزب الاشتراكي الديمقراطي، والذي يقود الائتلاف الحاكم، ومع كل ما يحصل في شرق أوروبا، أن يحافظ على علاقة مع روسيا لفترة ما بعد الحرب، فيما رأت "تاغس تسايتونغ"، أن "التأخير في تسليم الأسلحة لكييف مخز، ودائما هناك أعذار وتجاهل لقرار البرلمان الألماني، والمناشدات والتوسلات من كييف لم تتوقف"، معتبرة أن "مناورات الحكومة الإتحادية في هذا الموضوع محرجة، وتشوه سمعتها على المدى الطويل، سيما وأن الخسائر التي تتكبدها أوكرانيا ترجع أيضا إلى نقص في الأسلحة الثقيلة".

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حذر، وخلال محادثة أجراها نهاية الأسبوع الماضي مع كل من المستشار الألماني شولتز والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، من تسليم المزيد من الأسلحة الثقيلة للقوات الأوكرانية لأنه من شأن ذلك أن ينطوي على مخاطر تزيد من زعزعة استقرار الوضع وتفاقم الأزمة الإنسانية ، في إشارة إلى أن الأمر قد يدفع موسكو للتعنت أكثر في تصدير الحبوب من أوكرانيا على الرغم مما يشهده العالم من أزمة غذاء.