تصاعد الاغتيالات في درعا واتهامات للنظام السوري بالوقوف خلفها

تصاعد الاغتيالات في درعا واتهامات لمخابرات النظام السوري بالوقوف خلفها

09 ديسمبر 2021
تحدث العمليات على الرغم من التسويات التي أجراها النظام (لؤي بشارة/فرانس برس)
+ الخط -

تنشط عمليات الاغتيال مجدداً في الجنوب السوري، على الرغم من التسويات التي أجراها النظام، فيما يتهم النظام بأنه من يقف خلف معظم هذه العمليات. وفي الوقت نفسه، يواصل النظام تسوياته في مناطق شرق البلاد التي تشهد من جهة أخرى اعتقالات من جانب "قوات سورية الديمقراطية" (قسد). 
وذكر الناشط محمد الشلبي، لـ"العربي الجديد"، أن مجهولين اقتحموا، صباح اليوم الخميس، مقر المجلس البلدي في مدينة أنخل شمالي محافظة درعا، وقتلوا نائب رئيس المجلس مأمون أحمد الجباوي، وهو ضابط متقاعد.  
من جهته، ذكرت وكالة "سانا" التابعة للنظام، أن عبوة ناسفة انفجرت، صباح اليوم الخميس، بسيارة أحد الأشخاص في قرية ممتنة بريف محافظة القنيطرة، القريبة من محافظة درعا، ما أوقع أضراراً مادية، دون وقوع اصابات بشرية، وفق الوكالة.
وكان مجهولون قد اغتالوا، أمس، أحد عناصر المجموعات المحلية في مدينة طفس بريف المحافظة الغربي، إثر اطلاق النار عليهم على الطريق الواصل بين الأشعري ومدينة طفس. وأصيب في الهجوم شخص آخر كان برفقته. ويعمل كلا الشخصين ضمن المجموعات المحلية التي يقودها أبو مرشد البردان قبل اتفاقية التسوية والمصالحة في عام 2018 وبعدها.
من جهة أخرى، انفجرت مساء أمس الأربعاء دراجة نارية مفخخة قرب حاجز للمخابرات الجوية قرب الطريق الدولي بين دمشق ودرعا من جهة بلدة الغارية الغربية في ريف درعا الشرقي.
وذكر موقع "تجمع أحرار حوران" المحلي أنه سمع انفجار قرب حاجز المخابرات الجوية عند جسر بلدة الغارية الغربية، بعدما فجّر فريق الهندسة التابع للنظام دراجة نارية مفخخة قرب الحاجز، دون تسجيل أية إصابات.
ونقل الموقع عن قيادي سابق في فصائل المعارضة، قوله إن معظم ما يحدث من تفجيرات واغتيالات في تلك المنطقة من تدبير مخابرات النظام السوري بهدف تعزيز قبضتها الأمنية وتثبيت وجودها ضمن المنطقة.


ورأى القيادي أن مخابرات النظام في درعا تريد أن تقنع ضباط روسيا بأن هذه المفخخات "وضعت لتستهدف سياراتكم وقواتنا، وذلك كي تسمح روسيا للنظام بزيادة نشر الحواجز العسكرية في المنطقة، وهذا ما تسعى له المخابرات الجوية المقربة من إيران شرقي درعا".
وأضاف أن المنطقة التي ادعى النظام تفجير الدراجة المفخخة فيها قرب جسر الغارية الغربية "تحيط بها عدة حواجز تابعة للمخابرات الجوية، وجميع الدراجات التي تمرّ عبر هذه الحواجز تخضع لتدقيق وتفتيش من قبل عناصر أمن المخابرات الجوية، فضلاً عن الدوريات المشتركة للنظام بشكل كبير على الطريق الدولي"، بحسب القيادي.

وكانت مصادر قد تحدثت عن ضغوط من جانب روسيا على ضباط النظام السوري بهدف سحب الحواجز العسكرية من محافظة درعا، منذ سبتمبر/أيلول الماضي، وذلك بعدما وجّه المجتمع الدولي إلى روسيا عدة ملاحظات بشأن عجزها عن ضبط الأمور داخل المحافظة.
ووقع في الآونة الأخيرة عدد من حوادث انفجار لدراجات نارية مفخخة وعبوات ناسفة قرب حواجز ومقارّ عسكرية تابعة لأمن النظام السوري، آخرها انفجار دراجة نارية قرب مبنى للأمن العسكري في مدينة ازرع في الرابع من الشهر الحالي، استهدفت دورية روسية.

 
مصالحات واعتقالات شرقاً

 

في شرق البلاد، ذكرت وكالة "سانا" التابعة للنظام، أن "نحو ألفي شخص سوَّوا أوضاعهم في مركز مدينة البوكمال بريف دير الزور الجنوبي الشرقي في إطار التسوية الشاملة الخاصة بأبناء المحافظة".
وتشمل عملية التسوية التي بدأت في الـ 14 من الشهر الماضي المدنيين المطلوبين والعسكريين المنشقين والمتخلفين عن الخدمتين الإلزامية والاحتياطية، حيث سُوِّيَت حتى الآن أوضاع أكثر من 11 ألف شخص، وفق الوكالة.
من جهة أخرى، عُثر على جثة شاب، مقتولاً بطلق ناري في الصدر، في حيّ الناصرة الخاضع لسيطرة قوات "قسد" في مدينة الحسكة، حيث هاجم مجهولون مكان عمله وأطلقوا النار عليه قبل أن يلوذوا بالفرار.

قسد تشنّ حملة اعتقالات

 إلى ذلك، ذكرت شبكات محلية، منها "فرات بوست" أن قوات "قسد" داهمت منزلاً في بلدة الباغوز شرقيّ دير الزور، واعتقلت أحد الأشخاص بعد إجرائه تسوية مع النظام في الضفة الأخرى لنهر الفرات. واعتقلت المليشيات شخصاً آخر في مدينة هجين، إضافة إلى اعتقال ثالث في سوق مدينة البصيرة، واقتادته إلى جهة مجهولة، بعد اتهامه بالانتماء إلى تنظيم "داعش".
وفي السياق، شنّت قسد حملة مداهمات في القرى المحيطة ببلدة الكرامة شرقيّ الرقة، واعتقلت نحو 30 شاباً بهدف سوقهم للتجنيد الإجباري في صفوفها، إضافة إلى اعتقال أربعة شبان في أثناء محاولتهم العبور إلى مناطق سيطرة الجيش الوطني بمنطقة رأس العين بريف الحسكة، بحسب شبكة "الخابور" المحلية.
على صعيد آخر، سلمت "قسد" الجانب العراقي 100 عنصر من العراقيين التابعين لتنظيم "داعش" والمحتجزين في سجونها بسورية.
وذكر نائب قائد العمليات المشتركة في العراق، الفريق عبد الأمير الشمري، أن العملية جرت عبر منفذ ربيعة الحدودي بين البلدين، مشيراً إلى أن العمليات المُشتركة سلمت العناصر العراقيين لوكالات الاستخبارات للتحقيق معهم.

واعتقالات بريف دمشق

من جهتها، شنّت مخابرات النظام السوري، الليلة الماضية، حملة دهم استهدفت فيها أحد أفران الخبز في مدينة دوما بالغوطة الشرقية.
وذكر موقع صوت العاصمة أن دوريات تابعة لفرع الأمن العسكري، وأخرى للشرطة العسكرية، داهمت فرن "عيبور" في حيّ الشمس بمدينة دوما، واعتقلت أحد العاملين فيه من أبناء مدينة دير الزور المقيمين في المدينة. 
وأضاف أن الدوريات أقامت حاجزاً مؤقتاً بالقرب من الفرن المذكور، وأخضعت جميع المارة لعمليات التفتيش الأمني، حيث اعتقلت 3 شبان من أبناء الغوطة الشرقية العاملين في سوق الهال، في أثناء توجههم إلى عملهم.
وأوضح أن المعتقلين الأربعة من المتخلفين عن الالتحاق بجيش النظام، ونُقلوا إلى فرع الشرطة العسكرية في حيّ القابون بدمشق.