تصاعد الاشتباكات في القامشلي ودخول أميركي على خط الأزمة

تصاعد الاشتباكات في القامشلي ودخول أميركي على خط الأزمة

23 ابريل 2021
يجتمع أعيان وشيوخ ورجال دين في القامشلي لمحاولة إنهاء الاشتباكات (دليل سليمان/فرانس برس)
+ الخط -

تتواصل الاشتباكات بين مليشيا قوى الأمن الداخلي التابعة للإدارة الذاتية الكردية (الأسايش) ومليشيا "الدفاع الوطني" التابعة للنظام السوري في مدينة القامشلي، شرقي سورية، والتي قتل خلالها أحد شيوخ العشائر ممن كانوا يتوسطون بين الطرفين، في وقت سعت الولايات المتحدة إلى الدخول على خط النزاع، إضافة إلى روسيا التي تتوسط بين الطرفين.

وذكرت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أن الاشتباكات تجدّدت اليوم الجمعة بعد فترة هدوء نسبي، حيث تحاول مليشيا "الدفاع الوطني" استعادة مقراتها في حي "طي"، الذي تقدمت فيه "الأسايش" المدعومة بتعزيزات من "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) بعد الاشتباكات التي وقعت بين الجانبين في اليومين الماضيين، مشيرة إلى أن عدة مجموعات من "الدفاع الوطني" هاجمت عناصر "الأسايش" في الحي، ما أدى إلى تجدّد الاشتباكات التي استخدمت فيها مدافع الهاون والأسلحة المتوسطة، حيث سمعت أصوات انفجارات ناجمة عن سقوط قذائف مصدرها الدفاع الوطني، وسط تواصل نزوح المدنيين من مناطق سقوط القذائف.

 من جهتها، تحاول "الأسايش" و"قسد" السيطرة بالكامل على حيي علكو والطي، حيث سيطرتا على حاجز "أفران الشام"، فيما تتجه الاشتباكات في حي طي إلى شارع القوتلي، متسببة في وقوع إصابات بين عناصر الطرفين، بعضهم بحالة خطيرة.  وكانت المليشيات الكردية سيطرت خلال اليومين الماضيين على مستودع للأسلحة والذخائر في حي طي، كما أسرت عدة عناصر من "الدفاع الوطني"، وذلك بعد أن استقدمت تعزيزات إضافية.

ويسيطر "الدفاع الوطني" على أجزاء من حي طي وأجزاء من حي حلكو وأجزاء من الحزام الجنوبي شرقاً وغرباً، إضافة الى حي زنود بالكامل.

واللافت أن قوات النظام السوري لم تشارك في هذه الاشتباكات حتى الآن، في حين تدخلت مفرزة "الأمن العسكري" أمس بشكل محدود، لكن معلومات أشارت إلى مقتل الملازم أول في قوات النظام حسام محمد بركات، وهو من مرتبات كتيبة الهجانة بالمطار، جراء الاشتباكات التي أسفرت أيضاً عن مقتل المدني عبد الله صالح بطلقة بالرأس وإصابة ابنه محمد 18 سنة بشظايا بالفخذ، في حي حلكو بمدينة القامشلي.

 كما قُتل الشيخ هايس الجريان، أحد وجهاء عشيرة البني سبعة، بعدة رصاصات، بعد خروجه من اجتماع ضم وجهاء مدينة القامشلي من أجل بحث وقف الاشتباكات. وذكرت مصادر محلية أن هايس الجريان، من عشيرة بني سبعة، قُتل بمنطقة الحزام الجنوبي، عقب خروجه من الاجتماع متوجهاً إلى منزله، برصاص قناص يُعتقد أنه تابع لـ"الدفاع الوطني"، حيث يعرف القتيل بقربه من "قسد".

ويجتمع أعيان وشيوخ ورجال دين ومثقفون في القامشلي في محاولة إيجاد تهدئة تنهي الاشتباكات.

وتوصل الجانبان أمس إلى اتفاق مؤقت بوساطة روسية، يقضي بوقف إطلاق النار، قبل أن يتم خرقه، وسط حديث عن التوصل إلى اتفاق آخر مؤقت أيضاً لوقف إطلاق النار، على أن تتواصل الاتصالات للتوصل إلى اتفاق دائم.

وفي تعليقها على هذه التطورات، قالت الرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية في شمال وشرق سورية، بريفان خالد، إنه يجب وضع حدّ لـ"مرتزقة الدفاع الوطني، وعدم إفساح المجال أمامهم لضرب الأمن والاستقرار في المنطقة، وخلق الفتنة بين الكرد والعرب"، وفق وكالة هاوار الكردية. واعتبرت خالد أن "هدف الهجمات هو خلق الفتنة والتوتر بين مكونات المنطقة، وخاصة الكرد والعرب".

ماكنزي: جهود لوقف الاشتباكات

في غضون ذلك، قال قائد القيادة المركزية الأميركية، الجنرال كينيث ماكنزي، إن بلاده ستبذل جهدها لوقف الاشتباكات الدائرة في مدينة القامشلي.

وذكر، في تصريح لشبكة "رووداو" الكردية المحلية، أن واشنطن تسعى لحلّ التوتر السائد في القامشلي عن طريق الحوار، و"سنبذل كل ما بوسعنا لتهدئة الوضع. نريد حلّ مشكلة القامشلي عن طريق الحوار"، مشيداً بالدور الذي تقوم به "قسد" في حماية القوات الأميركية بالمنطقة، والتي وصفها بأنها "شريك مهم جداً لنا، وهي تقوم بحماية جنودنا".

كما اجتمعت "الرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي" في "الإدارة الذاتية الكردية" بريفان، أمس، مع نائب المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية ديفيد براونشتاين.

وذكرت "الادارة الذاتية"، في بيان، أن الاجتماع تناول مجمل الأوضاع السياسية في شمال وشرق سورية، وآفاق الحل للأزمة السورية، ومدى أهمية إشراك ممثلي الإدارة الذاتية في أي عملية تفاوضية للوصول إلى حلّ للأزمة السورية.

وامتدت التوترات في القامشلي إلى مناطق سيطرة قوات النظام و"قسد" في محافظة الرقة، حيث قُتل عدد من عناصر قوات النظام أمس الخميس، وأصيب آخرون، جراء اشتباكات مع عناصر من "قسد" في محيط بلدة عين عيسى شمال الرقة، وفق ناشطين.

وذكرت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أن عناصر اللواء أطلقوا النار على نقطة عسكرية تابعة لـ"قسد" في محيط قرية الخالدية القريبة من عين عيسى، ما تسبب باندلاع اشتباكات بين الطرفين، أسفرت عن مقتل عنصرين من اللواء، لتستنفر عقب ذلك قوات النظام. كما شهدت المنطقة حشوداً من جانب "قسد" طالبت بإخراج قوات النظام من المناطق المحيطة باللواء، ومنع تجولهم أو وجودهم خارج حدود اللواء شمال الرقة.

وكانت "قسد" اعتقلت 7 من عناصر اللواء 93 في جيش النظام قبل عدة أيام، بتهمة التجسس على نقاطها العسكرية ومقراتها، ورفضت إطلاق سراحهم إلا بعد التحقيق معهم، على الرغم من الوساطة الروسية حينها.

استهداف بلدية الزر 

إلى ذلك، استهدف مجهولون بقذيفة "آر بي جي" بناء بلدية الزر بريف دير الزور، وتلت ذلك اشتباكات بين المهاجمين وقوات من "قسد"، وحالة استنفار لعناصر "قسد" في المنطقة.

 وفي جنوب البلاد، توفي الملازم مصطفى عبد الحكيم متأثراً بجروحه، بعد إصابته بطلق ناري من قبل مجهولين غرب مدينة داعل في ريف درعا الأوسط.

وذكر موقع "تجمع أحرار حوران" المحلي أن الحكيم من مرتبات المخابرات الجوية وينحدر من حي جب الجندلي في حمص، وكان أصيب مع زميل آخر له أمس إثر إطلاق نار استهدفهما من قبل مجهولين.

من جانب آخر، توفيت طفلة وأصيبت شقيقتها، كما أصيب مدني آخر، جراء انفجار لغمين أحدهما في قرية أبو حبيلات والآخر في منطقة الرحراحة في ريف سلمية الشرقي، وسط سورية.