تشديد أمني في بغداد وسط استمرار اعتصام الصدريين وتراجع "التنسيقي"

تشديد أمني في بغداد وسط استمرار اعتصام التيار الصدري وانسحاب تظاهرات "التنسيقي"

02 اغسطس 2022
تؤكد مراجع أمنية أن الوضع ما زال غير مستقرّ (Getty)
+ الخط -

على الرغم من انتهاء التظاهرات الموالية لتحالف "الإطار التنسيقي"، والتي خرجت عصر أمس الإثنين، عند بوابة المنطقة الخضراء وسط العاصمة العراقية بغداد، بعد بيان مفاجئ للتحالف طالب فيه أنصاره بالانسحاب رغم نصبهم خيماً واسعة أمام المدخل المؤدي للمنطقة، بموازاة اعتصامات أنصار التيار الصدري لليوم الرابع على التوالي في مبنى البرلمان، إلا أن التشديد الأمني ما زال مستمراً في بغداد، وسط تأكيدات بأن الوضع ما زال غير مستقر.

وبلغت حدّة التصعيد بين طرفي الصراع في العراق، التيار الصدري والإطار التنسيقي، ذروتها خلال تظاهرات أمس الإثنين، والتي رافقتها إجراءات واستنفار أمني غير مسبوق، خشية وقوع صدامات بين أنصار الجانبين، إلا أن الإطار أبلغ أنصاره بالانسحاب بعد أقل من ساعتين على التظاهر.

وشهدت العاصمة عقب ذلك هدوءًا نسبياً استمرّ حتى صباح اليوم الثلاثاء، ولم تسجَّل أي أعمال عنف أو شغب، وسط استمرار تدفق أنصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى المنطقة الخضراء.

وأكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي عقب ذلك، اتخاذ جميع الإجراءات والتدابير اللازمة لضبط الوضع، والحفاظ على الأمن، ومنع هدر الدم العراقي.

قيادة عمليات بغداد أكدت من جهتها، استمرارها بتأمين الحماية للمتظاهرين والدوائر الحكومية، وذكرت في بيان، أن "وحدات وتشكيلات القيادة مستمرة بتأمين الحماية للمتظاهرين السلميين وللمؤسسات والدوائر الحكومية"، مشددة على "أننا نقف على مسافة واحدة من جميع مكونات الشعب العراقي، ولا نتدخل بالشأن السياسي".

وأكد ضابط في قيادة العمليات المشتركة، لـ"العربي الجديد"، شرط عدم الكشف عن اسمه، أن "الخطة الموضوعة لتأمين التظاهرات ومنع خروجها عن السيطرة تقتضي استمرار الإجراءات الأمنية. نعم، لقد تم تخفيف حالة الإنذار، لكن عمليات الانتشار الأمني داخل وفي محيط المنطقة الخضراء وبعض المناطق الأخرى ستستمر حتى إشعار آخر"، مؤكداً أن "الوضع العام، وإن كان تحت السيطرة، لكنه غير مستقر".

وأوضح أن "بعض الجهات الخارجة عن القانون قد تحاول استغلال الوضع وتنفذ أجندات معينة لإثارة الفتنة والفوضى"، مؤكداً أن "القوات الأمنية مستعدة لمواجهة أي طارئ".

وكان "الإطار التنسيقي"، قد دعا أنصاره، عقب تظاهراتهم يوم أمس، إلى "الاستعداد والجهوزية للدفاع عن الدولة والدستور والنظام، متى ما دعت الضرورة لذلك"، معبراً في بيان، عن شكره لـ"التزامهم بتوجيهات اللجنة التنظيمية خلال التظاهرات".

إلى ذلك، أكد القيادي في التيار الصدري حازم الأعرجي، في منشور له على "فيسبوك"، أن تظاهرات "الإطار" أثبتت ضعف حجمهم، وقلّة جمهورهم. وقال: "منذ انتهاء الانتخابات، كنا نسمع قادة الإطار يتحدثون بأنهم الأكثر جمهوراً، وأن لديهم أكثر من 3 ملايين ونصف ناخب، والتيار جمهورهُ قليل، لكن اليوم ثبت العكس، أي أن التيار الكتلة الأكبر جماهيرياً في العراق، لأن من خلفه الشعب العراقي بكل عشائره وأطيافه وألوانه، ولقد كشفت تظاهرتهم (تظاهرات الإطار) حجمهم الحقيقي الذي صدعوا رؤوسنا به، حيث تبين للجميع أن حجم جمهورهم أقل من حماياتهم الشخصية".

سياسياً، أكد رئيس اللجنة القانونية في البرلمان العراقي النائب محمد عنوز، أن السبيل الوحيد لحلّ الأزمة يكمن بالتوجه نحو انتخابات مبكرة"، وقال عنوز في تصريح لوكالة الأنباء العراقية (واع)، مساء أمس الإثنين، إن "مصلحة الشعب العليا في سلمية التعبير وتبني قرار الانتخابات المبكرة، حيث هذا يعد السبيل الأسلم لحل الأزمة الحالية". وأضاف أنه "بهذا الأمر سيتم ضمان حقوق جميع الأطراف، والتمسك بالديمقراطية كوسيلة لمعالجة الأزمات".

يجري ذلك وسط استمرار الدعم الشعبي والعشائري لاعتصام أنصار الصدر، حيث تتوافد العشائر نحو المنطقة الخضراء.

ويعود قرب تلك العشائر من التيار الصدري إلى أسباب عدة، أبرزها رمزية المرجع محمد الصدر والد مقتدى الصدر، وتبني الأخير شعارات وطنية رافضة للتدخل الإيراني بالشأن العراقي.

في المقابل، يهدد إعلان فصائل مسلحة موالية لإيران، أبرزها مليشيا كتائب الإمام علي بزعامة شبل الزيدي المشاركة في تظاهرات تحالف "الإطار التنسيقي"، بمزيد من تأزم الموقف الميداني في الشارع العراقي.

المساهمون