تشديد أمني في بغداد إثر تصعيد القوى الخاسرة بالانتخابات العراقية

تشديد أمني في بغداد إثر تصعيد القوى الخاسرة بالانتخابات العراقية... وقرار بإعادة فرز 234 محطة

24 أكتوبر 2021
تخوف من انفلات الوضع الأمني (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -

تواصل القوات الأمنية في العاصمة بغداد، منذ مساء أمس السبت، تشديد انتشارها الواسع، إثر تصعيد أنصار القوى الخاسرة بالانتخابات العراقية 2021، والذين تقدموا نحو المنطقة الخضراء التي تضم المباني الحكومية والبرلمان ومقرات البعثات الدبلوماسية، في وقت أعلنت فيه المفوضية المستقلة للانتخابات قبول عدد من الطعون الجديدة بالنتائج، وقررت إعادة العد والفرز في 234 محطة انتخابية.
وكان المحتجون من أنصار القوى الخاسرة قد توقفوا في ساعة متقدمة من ليل أمس عند حاجز الصد الأول لإحدى بوابات المنطقة الخضراء، وهي مغلقة بالحواجز الإسمنتية، حيث انتشرت القوات الأمنية لمنعهم من اختراق المنطقة.
وحتى ساعة إعداد هذا التقرير، يستمر الانتشار الأمني بشكل مكثف داخل المنطقة الخضراء وفي محيطها، ووفقاً لشهود عيان تحدّثوا لـ"العربي الجديد"، فإن "القوات الأمنية وعناصر مكافحة الشعب ضاعفوا أعدادهم عند بوابات المنطقة الخضراء، لا سيما بوابة الجسر المعلق، وهم في حالة تأهب لمنع أي تجاوز ومحاولة اختراق".
وأضافوا أن "الانتشار تم أيضاً منذ الليل داخل المنطقة الخضراء بشكل عام، وعند بواباتها من الداخل، كما تم نشر مفارز في الشوارع والطرق داخل المنطقة".
وتعترض قوى وفصائل مسلحة مقربة من إيران، خسرت الانتخابات، على النتائج، وينظم أنصارها منذ أيام اعتصامات أمام المنطقة الخضراء وسط بغداد ومحافظات جنوبية رفضاً للنتائج.
في الأثناء، قررت المفوضية المستقلة للانتخابات العراقية إعادة العد والفرز اليدوي في عشرات المحطات الانتخابية، إثر قبولها عدداً من الطعون.
ووفقاً لبيان أصدرته المفوضية، فإنها "قامت بدراسة الطعون المقدمة إليها، حيث تم تدقيقها من قبل القسم المعني، وقد تمت الموافقة على إعادة العد والفرز اليدوي لـ234 محطة من المحطات الانتخابية المطعون بها، بناء على 18 طعناً توزعت على محافظات صلاح الدين، والبصرة، وبغداد"، مبينة أن "تلك الطعون جاءت مدعمة بالأدلة".
وأضافت أن "مجلس المفوضين سيقوم بتقديم التوصية المناسبة بشأنها بعد استكمال إجراءات العد والفرز اليدوي"، مؤكدة أن "فرز الأصوات وعدها يدوياً سيكون بحضور ممثلي المرشحين المتنافسين في هذه المحطات، وفق مواعيد وإجراءات وآليات يتم تحديدها لاحقاً والتبليغ بها قبل مدة مناسبة".
وأوضحت المفوضية أنها "ستواصل النظر ببقية الطعون تباعاً، على أن تقوم ببيان الموقف اليومي للطعون في بيانات مستمرة على ضوء ما يتم النظر فيه يومياً، لحين إكمالها جميعاً"، مشيرة إلى "ردها 322 طعناً لأسباب مختلفة أهمها خلو الطعن من الدليل أو مخالفته لأحكام قانون الانتخابات، كما أن بعض المتقدمين بالطعون لم يحددوا المحطة أو المركز الذي يطعن بنتائجه، فضلاً عن مطالبتهم بفتح جميع محطات الدائرة الانتخابية، أو لثبوت تطابق النتائج المعلنة".
وكانت مفوضية الانتخابات قد تسلّمت ما يقارب من 1400 طعن بنتائج الانتخابات من قبل المرشحين المعترضين على نتائج الاقتراع العام.
وتطالب القوى الحليفة لإيران، والتي خسرت الكثير من مقاعدها في الانتخابات، بإعادة العد والفرز اليدوي الشامل لجميع المحطات، وهو أمر عدته المفوضية غير ممكن، ولا مسوغ قانوني لإجرائه.

وقال سعد المطلبي، عضو ائتلاف "دولة القانون" الذي يتزعمه رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، إن "المفوضية لا نية لها بتهدئة الشارع من خلال اتخاذ القرار بإعادة العد والفرز الشامل"، مؤكداً في تصريح صحافي أن "عملية إعادة العد والفرز اليدوي ممكنة في حال أرادت ذلك المفوضية، ولم تخضع لأي ضغوطات من قبل الأطراف الأخرى، وأن ذلك سيؤدي إلى كشف الحقيقة التي ستكون مقبولة مهما كانت".
وكان زعيم "التيار الصدري"، مقتدى الصدر، الذي تصدّرت كتلته نتائج الانتخابات، قد حذّر أمس السبت من جرّ العراق إلى الفوضى وزعزعة السلم الأهلي بسبب عدم قناعة بعض الأطراف بنتائج الانتخابات التشريعية.

المساهمون