استمع إلى الملخص
- مراسم التسليم والرسائل: حضر مئات المقاومين وأسرى محررين مراسم التسليم، ورفعت لافتات تندد بسياسات الاحتلال، مع ظهور قيادات ميدانية زعم الاحتلال اغتيالها سابقًا.
- ردود الفعل الإسرائيلية: عبرت عائلات المحتجزين عن قلقها من انهيار الصفقة، مطالبة بتسريع المفاوضات، فيما أشار تقرير طبي لصعوبة تحديد ظروف وفاة الأسرى.
سلمت المقاومة الفلسطينية، اليوم الخميس، 4 جثامين لأسرى إسرائيليين لديها، قتلهم الاحتلال الإسرائيلي خلال حرب الإبادة التي تواصلت على قطاع غزة لأكثر من 15 شهراً متواصلاً. ومن بين الأسرى الذين تم تسليمهم من قبل كتائب القسام وسرايا القدس وكتائب المجاهدين، جثامين عائلة بيباس وجثمان الأسير عوديد ليفشتس والذين كانوا جميعاً على قيد الحياة قبل أن يتم قصف أماكن احتجازهم من قبل طائرات الاحتلال.
وجرت مراسم تسليم جثامين الأسرى الأربعة الإسرائيليين ضمن صفقة التبادل في منطقة بني سهيلا شرق مدينة خانيونس قرب مقبرة سهيلا التي شهدت أحداثاً كثيرة خلال فترة الحرب الإسرائيلية على القطاع. ووضعت المقاومة الفلسطينية الجثامين في توابيت خشبية سوداء كانت قد جهزتها مسبقاً لتسليم الأسرى الإسرائيليين فيها للاحتلال، عبر منظمة الصليب الأحمر الدولية، حيث ستشهد المرحلة الأولى تسليم 8 جثامين من ضمنهم 4 اليوم الخميس و4 جثامين الأسبوع المقبل.
وكان كل جثمان من الجثامين الأربعة في تابوت خشبي باللون الأسود ويحمل اسم الأسير بالإضافة إلى صورة نتنياهو وعبارات باللغة العبرية والعربية "قتلهم نتنياهو"، فيما وضع على مقربة منها صواريخ إسرائيلية لم تنفجر في إشارة إلى القصف الإسرائيلي الذي طاولهم خلال أسرهم لدى المقاومة الفلسطينية.
وشهدت هذه المنطقة عمليتين عسكريتين استمرتا لشهور حيث بدأ الاحتلال الإسرائيلي بالتوغل في تلك المنطقة في 5 ديسمبر/كانون الأول 2023 وبقي فيها لمدة 4 شهور، ثم عاود الكرة في إبريل/نيسان 2024 من دون أن ينجح في الوصول إلى أي من الأسرى والجثث الإسرائيليين. وتحدث عدد من القادة الميدانيين في المقاومة خلال مراسم التشييع وعبر المنصة المركزية أن الاحتلال قام بنبش المنطقة وحفرها بحثاً عن الأنفاق وعن جثث الأسرى من دون أن يصل إلى أي منهم طوال شهور عدة.
وتخللت مراسم التشييع ظهور قائدي الكتيبة الشرقية والشمالية في خانيونس اللذين زعم الاحتلال الإسرائيلي اغتيالهما سابقاً، حيث أشرفا على عملية تسليم الجثامين الأربعة للأسرى الإسرائيليين في مشهد يعيد إلى الأذهان ما جرى مع قائدي كتيبة الشاطئ وبيت حانون في القسام اللذين أعلن الاحتلال اغتيالهما فيما ظهرا حيَّيْنِ لاحقاً. ورفعت المقاومة عدة لافتات خلال عملية التسليم كان من أبرزها لافتة باللغات الثلاث العربية والعبرية والإنجليزية: "عودة الحرب = عودة الأسرى في توابيت" في إشارة إلى إمكانية تكرار مشهد الجثامين حال عادة حكومة نتنياهو للحرب.
وفي لافتة أخرى، بدت غير معتادة هذا الأسبوع، وضعت المقاومة إجمالي أعداد الشهداء والجرحى الفلسطينيين بالإضافة إلى عدد المجازر الإسرائيلية باللغات العربية والعبرية والإنجليزية، فيما وجهت اتهامات "بالنازية" إلى الحكومة الإسرائيلية. وفيما كانت اللافتة الأبرز هي لصورة رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو مع عائلة بيباس حيث كتب عليها بالعربية والعبرية والإنجليزية: "قتلهم مجرم الحرب نتنياهو بصواريخ الطائرات الحربية"، فيما وضعت المقاومة أسفل المنصة لافتة أخرى حملت رسالة: "ما كنا لنغفر أو ننسى.. وكان الطوفان موعدنا".
وعلى السياق الميداني، شهدت مراسم التسليم ظهور مئات المقاومين من مختلف الأذرع العسكرية المحسوبة على الفصائل الفلسطينية، فضلاً عن أسلحة إسرائيلية تم الحصول عليها خلال يوم هجوم 7 أكتوبر 2023 أو خلال حرب الإبادة الإسرائيلية. وشهد هذا الأسبوع من عملية التسليم، ظهور أسرى محررين أبعدهم الاحتلال إلى غزة شاركوا في حضور مراسم تسليم جثامين أسرى الاحتلال الأربعة شرق خانيونس، بعضهم من الضفة الغربية والقدس والأردن. وأطلقت كلمات عدة كان من أبرزها كلمة باللغة الإنجليزية وجهت فيها المقاومة الفلسطينية رسائل عدة كان من أهمها حجم المجازر الإسرائيلية التي ارتكبها الاحتلال طوال فترة الحرب ولجوء الاحتلال إلى قتل أسراه.
إلى ذلك، قالت حركة حماس، في بيان، إن كتائب القسام والمقاومة حرصت في مراسم تسليم جثامين الأسرى على مراعاة حرمة الموتى ومشاعر عائلاتهم، رغم أن جيش الاحتلال لم يراعِ حياتهم وهم أحياء. وأضافت الحركة: "حافظنا على حياة أسرى الاحتلال، وقدمنا لهم ما نستطيع، وتعاملنا معهم بإنسانية، لكن جيشهم قتلهم مع آسريهم"، مشددة في الوقت ذاته على أن جيش الاحتلال قتل أسراه بقصف أماكن احتجازهم.
وبحسب حماس: "يتباكى المجرم نتنياهو اليوم على جثامين أسراه الذين عادوا إليه في توابيت، في محاولة مكشوفة للتنصّل أمام جمهوره من تحمّل مسؤولية قتلهم، في حين بذلت كتائب القسام والمقاومة كل ما في وسعها لحماية الأسرى والحفاظ على حياتهم، إلا أن القصف الهمجي والمتواصل للاحتلال حال دون تمكّنها من إنقاذ جميع الأسرى".
ووفقاً لبيان الحركة فقد وجهت رسالة إلى عائلات بيباس وليفشتس: "كنّا نفضّل أن يعود أبناؤكم إليكم أحياءً، لكن قادة جيشكم وحكومتكم اختاروا قتلهم بدلاً من استعادتهم. وقتلوا معهم: 17881 طفلاً فلسطينياً، في قصفهم الإجرامي لقطاع غزة، ونعلم أنكم تدركون من المسؤول الحقيقي عن رحيلهم. لقد كنتم ضحية لقيادة لا تكترث لأبنائها".
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن الطبيب حين كوجل، مدير المعهد الإسرائيلي للطب الشرعي، أن فحص ظروف الوفاة "جزء لا يقل أهمية عن تحديد الهوية". ومع ذلك، أشار إلى أن الإجراء من المتوقع أن يستغرق بعض الوقت. وتابع كوجل: "سنبذل قصارى جهدنا، وهذا ليس ممكناً دائماً، خاصة مع رفات يصل بعد فترة طويلة من الوفاة، وفي كل الأحوال سنبذل قصارى جهدنا لتعرف العائلات ما حدث لأحبائها. ويجب أن نأخذ في الاعتبار أنه في بعض الأحيان لا يكون هذا ممكناً بسبب حالة الأدلة".
في سياق متصل، يسود قلق كبير في أوساط عائلات المحتجزين الإسرائيليين، من احتمال انهيار المراحل المقبلة من الصفقة، مطالبة الحكومة الإسرائيلية باستعادة جميع المحتجزين. وجاء في بيان صادر عن المنتدى: "هناك 69 مختطفاً آخرين محتجزين لدى حماس، ولا يزال بعضهم دون موعد محدد للإفراج عنهم. ندعو صناع القرار إلى تسريع المفاوضات والعمل على إعادة جميع المختطفين على الفور. يجب عدم المماطلة والمخاطرة بفقدان حياة مختطفين آخرين أو اختفاء جثامين".
إلى ذلك أفادت القناة 12 العبرية، بأن نتنياهو فحص إمكانية المشاركة في مراسم تسلّم الجثث في الجانب الإسرائيلي. وصدرت تعليمات للمسؤولين في الميدان بالاستعداد لذلك، ولكن في اللحظة الأخيرة تقرر أنه لن يأتي.