تسريبات حول ضغوط من ترامب على نتنياهو لقبول اتفاق غزّة

29 سبتمبر 2025   |  آخر تحديث: 17:37 (توقيت القدس)
ترامب ونتنياهو خلال عشاء في البيت الأبيض، 7 يوليو 2025 (أندرو هارنيك/ Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضغوطًا من الرئيس الأميركي دونالد ترامب لقبول خطة لإنهاء حرب غزة، تشمل انسحابًا إسرائيليًا تدريجيًا وإدارة فلسطينية للقطاع، مع إلقاء حماس سلاحها وإنشاء قوات دولية على الحدود.

- الخطة، التي حظيت بتعديلات من دول عربية مثل مصر وقطر والسعودية والأردن، قد تؤدي إلى عزلة دولية لنتنياهو إذا رفضها، حيث أن العرب وافقوا عليها بنسبة كبيرة.

- هناك محادثات مكثفة بين فريقي ترامب ونتنياهو، مع محاولات إسرائيلية لتعديل الخطة، وسط استياء متزايد داخل البيت الأبيض من مواقف نتنياهو المتشددة.

مصادر لـ"العربي الجديد": الإسرائيليون يعملون على تفخيخ خطة السلام

أحد مستشاري ترامب: حين أرسل بيبي الصواريخ إلى قطر وحّد صفّ الخليج

أكسيوس: إذا رفض نتنياهو الاتفاق هذه المرة فإنه هو من سيُلام

أفاد موقع "أكسيوس" الأميركي بأنه سيتعين على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إما قبول خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف حرب الإبادة في غزة وإما تحمّل تبعات ذلك، بما في ذلك "المجازفة بخلاف علني مع الولايات المتحدة، وحتى مواجهة عزلة دولية في أسوأ الأحوال". ويأتي ما كشف عنه الموقع قبل ساعات من لقاء حاسم يجمع نتنياهو وترامب في البيت الأبيض، مساء اليوم الاثنين، بشأن خطة إنهاء حرب غزة التي طرحها ترامب أولاً الأسبوع الماضي، والتي أدخلت دول عربية تعديلات عليها خلال لقائها الأسبوع الماضي مع ترامب.

وأوضح تقرير أكسيوس أن هذه المرة الأولى التي يبدو فيها ترامب منذ عودته إلى البيت مستعداً للاختلاف مع نتنياهو بشأن غزة، والضغط عليه من أجل التوصل إلى اتفاق. وأضاف أن ترامب يأمل في الإعلان عن التوصل لاتفاق في أعقاب اجتماعه اليوم مع نتنياهو في البيت الأبيض. ونقل عن مستشار لترامب مطّلع قوله إن "العرب وافقوا عليها (الخطة) بما قد يصل إلى 100%. الآن ننتظر أن يمارس الرئيس سحره على نتنياهو". وكانت مصادر مطلعة قد كشفت لـ"العربي الجديد" تفاصيل تعديلات أدخلها قادة أربع دول عربية هي مصر وقطر والسعودية والأردن إلى الخطة الأميركية الأساسية لإنهاء الحرب، وتتضمّن هذه التعديلات انسحاباً إسرائيلياً كاملاً وتدريجياً، وإدارة فلسطينية كاملة للقطاع، وإلقاء حماس سلاحها، إضافة إلى إنشاء قوّات دولية تتمركز على حدود القطاع. وأكّدت المصادر نفسها أنّ ترامب سيعرض الصيغة المعدّلة على نتنياهو اليوم خلال لقائهما.

وبالعودة إلى تسريبات أكسيوس، فإنّ مصدرها قال إن الرأي السائد في البيت الأبيض هو أنه إذا رفض نتنياهو الاتفاق هذه المرة، فإنه هو من سيُلام على استمرار الحرب "وتمكين حماس، وعدم القيام بأي شيء للفلسطينيين الذين يواجهون احتياجات إنسانية كثيرة. الناس سيستمرون في المعاناة من الجوع. نأمل أن نصل إلى هناك"، على حد تعبيره. ولفت تقرير أكسيوس إلى أن ترامب لم يسبق له أن اتهم نتنياهو علناً بإطالة الحرب على غزة أو الفشل في إبرام اتفاق يقود لإطلاق سراح باقي المحتجزين الإسرائيليين في غزة.

ويضيف الموقع الأميركي، بأنه في حال رفض نتنياهو هذه المرة الموافقة على خطة ترامب، فإن بعض مساعدي الرئيس الأميركي يرون بأنه قد ينقلب على رئيس الوزراء الإسرائيلي، وذلك في ظل تصاعد الأصوات الرافضة لمواصلة حرب الإبادة على غزة داخل البيت الأبيض،  وحركة "لنجعل أميركا عظيمة مجدداً" (ماغا) بشكل عام. وقال مسؤول في إدارة ترامب مطلع على محادثات السلام للموقع: "الجميع، وأعني الجميع، مستاؤون من بيبي (التسمية الأميركية المختصرة لنتنياهو)".

وأضاف عن مسؤول آخر قوله إن بعض مستشاري ترامب أخبروه بأن "مسلسل السلام في غزة هو اختبار لمصداقيته على الصعيد الدولي. كل شيء يريد ترامب تحقيقه في الشرق الأوسط سيظل معلقاً حتى يتمكن من إقناع نتنياهو بإنهاء الحرب".

وفي وقت سابق، كشفت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد" عن مباحثات مكثفة جرت قبل لقاء ترامب ونتنياهو، بين فريقَي الرجلين بشأن خطة إنهاء حرب غزة. وأوضحت أن ما حصل خلال الساعات القليلة الماضية أشبه بتفخيخ الخطة وإفراغها من مضمونها من خلال تعديلات يدخلها المفاوضون الإسرائيليون تجعل المقترح مليئاً بالألغام بشكل يصعب تفسيره والاتفاق عليه، فضلاً عن تطبيق جميع بنوده التي كان عددها 21 في النسخة الأصلية التي طرحها ترامب.

من جهة أخرى، لفت تقرير أكسيوس إلى أنه من المفارقات أن مبادرة السلام الأخيرة وُلدت من المحاولة الإسرائيلية الفاشلة لاغتيال وفد حركة حماس التفاوضي في الدوحة خلال العدوان الذي شنّته على دولة قطر في وقت سابق من سبتمبر/أيلول الجاري.

وحول ذلك، قال أحد مستشاري ترامب لأكسيوس: "حينما أرسل بيبي تلك الصواريخ إلى قطر، قام بتوحيد صف العرب في دول الخليج"، مضيفاً "أصبح جميعهم واحداً. يتحدثون بصوت واحد... كان مفعول ذلك حشد الصفوف. وبهذا الخصوص، فإنه لأول مرة كان لديك عالم عربي موحد". وأوضح أن المبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، ووزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو قالا: "حسناً! هذا هو الوقت المناسب"، مؤكداً أن "هذا ما يجري في الوقت الراهن".

كذلك أفاد تقرير أكسيوس بأن الإحباط والانزعاج والارتباك تجاه نتنياهو تصاعد على مدى عدة أشهر في أوساط محيط ترامب، سواء داخل البيت الأبيض أو خارجه، فيما نقل عن مستشار لترامب أن بعضاً من زملائه أخبروا الرئيس الأميركي بأن نتنياهو "يعامله بخشونة". وأضاف الموقع أن عدداً من مستشاري ترامب يعتقدون أن "نتنياهو أقدم على اتخاذ قرارات مزعزعة للاستقرار بشكل كبير، مثل الضربة على قطر، في المقام الأول من أجل المساعدة في بقائه السياسي".

وأضاف مسؤول كبير بالبيت الأبيض "واضح أنه قلق جداً بشأن محاكمته"، معتبراً أن ذلك ربماً يفسر السبب وراء عدوانية نتنياهو، التي وصفها "بغزو وقصف كل دولة على الخريطة". وذكر أكسيوس أن المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين يرون أن نتنياهو عليه في الوقت الراهن الاختيار بين رغبة ترامب في إنهاء الحرب أو الجناح المتطرف ضمن ائتلافه الحكومي الذي يضغط عليه لمواصلة حرب الإبادة في غزة، والذي انحاز إليه مراراً وتكراراً منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

المساهمون