"رويترز": بايدن قد يصف مذبحة الأرمن بـ"الإبادة الجماعية"

"رويترز": بايدن قد يصف مذبحة الأرمن بـ"الإبادة الجماعية"

22 ابريل 2021
الخطوة قد تثير حنق تركيا (Getty)
+ الخط -

قالت مصادر يوم الأربعاء إنّ من المتوقع أن يعترف الرئيس الأميركي، جو بايدن، رسمياً بأنّ مذبحة الأرمن على أيدي الإمبراطورية العثمانية في أثناء الحرب العالمية الأولى كانت عملاً من أعمال الإبادة الجماعية، في خطوة من المرجح أن تثير حنق تركيا وتفاقم توتر العلاقات بين الدولتين الشريكتين في حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وقالت ثلاثة مصادر مطلعة على الأمر، لـ"رويترز"، إنّ من المرجح أن يستخدم بايدن عبارة "إبادة جماعية" في بيان يوم 24 إبريل/ نيسان عندما تُنظم فعاليات سنوية لإحياء ذكرى الضحايا في مختلف أنحاء العالم.

وقال مصدر على دراية بالأمر: "ما فهمته أنه اتخذ القرار وسيستخدم عبارة إبادة جماعية في بيانه يوم السبت". لكن المصادر حذرت من أنّ بايدن قد يؤثر في اللحظة الأخيرة عدم استخدام هذا التعبير في ضوء أهمية العلاقات الثنائية مع تركيا.

وقالت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض، جين ساكي، للصحافيين، يوم الأربعاء، إنّ البيت الأبيض سيكون لديه "المزيد ليقوله" في هذه القضية يوم السبت على الأرجح، لكنها أحجمت عن الإسهاب في التفاصيل.

ولم تردّ وزارة الخارجية الأميركية على طلب تعقيب، ولم يعلق مجلس الأمن القومي على ما قالته ساكي.

وكان بايدن قد أحيا قبل عام، عندما كان لا يزال مرشحاً رئاسياً، ذكرى 1.5 مليون من الرجال والنساء والأطفال الأرمن الذين فقدوا أرواحهم في الأيام الأخيرة للإمبراطورية العثمانية، وقال إنه سيدعم مساعي وصف عمليات القتل تلك بالإبادة الجماعية.

وذكرت صحيفتا "نيويورك تايمز" و"وول ستريت جورنال" أنّ من المقرر أن يعلن بايدن تصنيف المجازر "إبادة جماعية" السبت في الذكرى الـ106 لعمليات القتل الجماعي التي بدأت عام 1915، عندما كانت الإمبراطورية العثمانية تقاتل روسيا القيصرية خلال الحرب العالمية الأولى في المنطقة التي هي الآن أرمينيا.

وبهذه الخطوة، سيكون بايدن أول رئيس أميركي يصف المجازر بأنها إبادة، وعلى الرغم من عدم وجود عواقب قانونية لهذا التصنيف، إلا أنه سيغضب أنقرة.

وتوافق تركيا على أنّ كثيراً من الأرمن الذين كانوا يعيشون في الإمبراطورية العثمانية قُتلوا في اشتباكات مع القوات العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى، لكنها تشكك في أعداد من قُتلوا، وتنفي أن تكون أعمال القتل مدبرة على نحو ممنهج وتمثل إبادة جماعية.

وأقام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان روابط وثيقة مع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، لكنه لم يتحدث مع بايدن منذ دخول الرئيس الديمقراطي البيت الأبيض يوم 20 يناير/ كانون الثاني.

وقال وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، يوم الثلاثاء إنّ من شأن أي تحرك من قبل بايدن لوصف أعمال القتل بالإبادة الجماعية أن يلحق ضرراً أكبر بالعلاقات المتوترة بالفعل بين الدولتين العضوين في حلف شمال الأطلسي.

وقال مؤسس شركة "أوراسيا غروب" للبحوث والاستشارات، إيان بريمر، إنّ خطوة بايدن المتوقعة تعكس تدهور العلاقة بين البلدين، لكن رد أردوغان عليها سيكون محدوداً على الأرجح.

وأضاف: "من المستبعد أن يستفز أردوغان الولايات المتحدة بتصرفات قد تفاقم تقويض اقتصاد تركيا الضعيف".

وكان أكثر من 100 عضو في الكونغرس، وعلى رأسهم آدم شيف، الرئيس الديمقراطي للجنة المخابرات في مجلس النواب، قد بعثوا برسالة إلى بايدن يحضونه فيها على الوفاء بتعهده بالاعتراف بالإبادة خلال حملته الانتخابية.

وسبق أن اعترف الكونغرس الأميركي رسمياً بالمجازر على أنها إبادة جماعية في ديسمبر/ كانون الأول 2019 في تصويت رمزي.

(رويترز، فرانس برس)