ترودو يبدأ ولاية ثالثة ضعيفة على رأس حكومة أقلية في كندا

ترودو يبدأ ولاية ثالثة ضعيفة على رأس حكومة أقلية في كندا

22 سبتمبر 2021
جاستن ترودو يلتقي بالناخبين في محطة مترو جاري في مونتريال (Getty)
+ الخط -

ضمنت الانتخابات التشريعية المبكرة في كندا ولاية ثالثة لجاستن ترودو، لكنه عاد إلى المربع الأول من دون غالبية، حيث سيكون رئيس الوزراء الليبرالي بحاجة لدعم من خصومه في المعارضة كي يتمكن من الحكم، وأظهرت تقديرات رسمية، الثلاثاء، أن الليبراليين يتقدمون أو انتُخبوا في 158 من 338 دائرة انتخابية.

وسيعود المحافظون، مع 119 مقعداً، إلى أوتاوا في صف المعارضة الرسمية، فيما سيكون على ترودو السعي لضمان دعم فصائل أصغر، ككتلة كيبيك الانفصالية (34 مقعداً) أو الحزب الديمقراطي الجديد اليساري (25 مقعداً)، لتمرير أجندته.

وقبل عودته إلى مكتبه، حيا ترودو الركاب في محطة قطار في بابينو، دائرته الانتخابية في مونتريال، وقال لمؤيديه: "أنا من يشكركم"، وتوقف لالتقاط الصور مع عدد منهم، وقالت جوجيتا يوفينو: "أنا سعيدة جداً بطريقة إدارته للوباء.. وسعيدة لمعرفة أنه سيخرجنا منه"، وذكّره آخرون بتطلعاتهم، وقالت شابة: "أنا أعول عليك للتحرك من أجل البيئة".

وفي خطاب الفوز، مساء الإثنين، قال ترودو إنه سمع بوضوح أن المواطنين "يريدون العودة إلى الأشياء التي تحبونها، وألا تقلقوا بشأن هذا الوباء أو بشأن انتخابات"، وأقر بأن الكنديين اختاروا "أعضاء البرلمان من جميع الأطياف (كي) يساندوكم في هذا الأزمة وغيرها".

وفي الوقت نفسه، عوّل على الكنديين لتبني تدابير جريئة جديدة قائلاً: "اللحظة التي نواجهها تستدعي تغييرات حقيقة مهمة، وقد أعطيتم هذا البرلمان وهذه الحكومة توجهاً واضحاً".

وكان رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشال، من أوائل الشخصيات التي هنأت ترودو وغرد: "في هذه الأوقات نحتاج إلى صداقات متينة لتعزيز الحلول المتعددة الأطراف والبناء على تعاوننا القوي وقيمنا المتبادلة".

أما الرئيس الأميركي جو بايدن فأجرى اتصالاً بترودو هنأه فيه على فوزه، وشددا على "التزامهما المشترك تعزيز قدرة الاقتصادين الأميركي والكندي على الصمود والمنافسة وتنسيق الاستجابة لجائحة كوفيد-19".

فشل واضح 

وكانت نسبة التأييد لترودو مرتفعة في بداية حملته، وكان يأمل الاستفادة من حملة تطعيم سلسة ضد كوفيد، تمنحه تفويضاً يخوله قيادة كندا للخروج من مرحلة الوباء، لكن في النهاية بقي عدد مقاعد الليبراليين دون تغيير تقريباً، مع ثلاثة مقاعد إضافية فقط مقارنة بالبرلمان السابق.

وقال أستاذ السياسة في جامعة كيبيك بمونتريال، أندري لامورو: "كان فشلاً واضحاً"، ورأى أن الفرق مع البرلمان الماضي "ضئيل للغاية، مثل التقاط نفس الصورة من زاوية مختلفة قليلاً"، مضيفاً أن ترودو قد يواجه الآن تحديات في قيادة الحزب.

وعلّق إليوت تيبر، من جامعة كارلتون في أوتاوا: "فشل في تحقيق حكومة غالبية بعد واحدة (في 2015)، وخسر التصويت الشعبي في اقتراعين على التوالي (2019 و2021)".

ومن المرجح أن يسعى ترودو للحصول على دعم الحزب الديمقراطي الجديد، والذي يتفق الليبراليون معه إيديولوجياً. وقال زعيم الحزب جاغميت سينغ: "عندما ندعم بعضنا البعض، عندما نرفع بعضنا البعض ننهض جميعاً"، ويمكن أن يعول على كتلة كيبيك لدعم بعض التشريعات، حسبما أعلن زعيم الكتلة إيف-فرنسوا بلانشيت.

من ناحيته استخدم زعيم المحافظين، إرين أوتول، خطاب الإقرار بالهزيمة لينتقد ترودو مرة أخرى لدعوته لانتخابات مبكرة خلال الجائحة، وقال إن الانتخابات "زادت فحسب من سوء" الانقسامات التي كشفت عنها الأزمة الصحية.

وتعهد أوتول، الذي انتخب العام الماضي رئيساً للمحافظين، مواصلة العمل وتحضير حزبه لمعركة انتخابية مرجحة كما قال، في غضون سنتين، وحصل المحافظون على عدد أصوات أكبر من الليبراليين، لكن الدعم للليبراليين كان مركزاً أكثر، ما سمح له بالفوز بعدد مقاعد أكبر.

واحتفظ الخضر بمقعدين، لكن رغم أن التغير المناخي كان في مقدمة مطالب الناخبين، سجل الحزب تراجعاً كبيراً في نسبة التأييد له مقارنة بالانتخابات السابقة، وفشلت مساعي زعيمته، انامي بول، في الحصول على مقعد.

ولم يفز "حزب الشعب"، بزعامة رئيس الوزراء السابق ماكسيم بيرنييه، بأي مقاعد، لكن شعبيته ارتفعت إلى 5%، وقال تيبر إن "حزب الشعب... يمثل حركة شعبوية لم ترها كندا، لكنها مألوفة جداً في الولايات المتحدة وفي أنحاء أوروبا".

ورأى أن الحزب "وسع موطئه في كندا" فيما انتقال المحافظين إلى الوسط "يفسح مجالاً كبيراً على يمين الطيف (السياسي) في كندا لهذا الحزب كي ينمو".

(فرانس برس)