تركيا والنظام يواصلان التعزيز و"الجيش الوطني" يرفع الجاهزية

تركيا والنظام يواصلان التعزيز و"الجيش الوطني" يرفع الجاهزية

05 يوليو 2022
تعزيزات من "الجيش الوطني السوري" إلى جبهة تل رفعت (Getty)
+ الخط -

أرسلت تركيا، فجر اليوم الثلاثاء، مزيداً من التعزيزات العسكرية إلى منطقة عمليات "درع الفرات"، الخاضعة لـ"الجيش الوطني السوري" في ريف حلب شمالي سورية، بينما رفع "الجيش الوطني" جاهزيته العسكرية إلى الدرجة القصوى، وعزز النظام وجوده في مدينة القامشلي، وسط حديث عن اتفاق بين الأخير و"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) يهدف إلى مواجهة الهجوم التركي المحتمل.

وقالت مصادر عسكرية، لـ"العربي الجديد"، إن رتلاً يضم دبابات ومدرعات وراجمات صواريخ ومدافع للجيش التركي وصل، فجر اليوم، إلى ناحية الباب بريف حلب الشمالي الشرقي قادماً من الأراضي التركية من طريق معبر الراعي، وهو الرتل الثاني الذي يصل إلى المنطقة خلال أقل من 24 ساعة.

وأوضحت المصادر أن دخول الرتل سبقه تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع التركية فوق المنطقة وقصف مدفعي على مناطق تخضع لـ"قسد" في محيط قرى توخار والجات والهوشرية شمال ناحية منبج، لم يتبين وقوع خسائر بشرية بسببه، فيما كان هناك هدوء شبه تام على المحور المقابل الخاضع لـ"قسد".

وذكرت مصادر من "الجيش الوطني السوري"، لـ"العربي الجديد"، أن جميع قادة الفصائل المنخرطة في التشكيل وجهوا بلاغاً للوحدات التابعة لهم باتخاذ تدابير الجاهزية القصوى والاستعداد للعملية العسكرية الوشيكة بأي وقت. وذكرت المصادر أن الجيش الوطني وزع الفصائل على محاور القتال المحتملة.

وذكرت المصادر أن الرتل التركي الذي دخل الليلة الماضية، من ضمنه 25 دبابة و10 مدافع ميدانية مع كامل الذخيرة، إضافة إلى راجمات الصواريخ وأجهزة اتصال، وتبعه مباشرة التوجيه لرفع الجاهزية وتثبيت كل فصيل في محور قتال محدد.

وسبق ذلك بساعات وصول تعزيزات عسكرية لقوات النظام السوري إلى مدينة القامشلي بعد ساعات من وصول رتل عسكري للنظام إلى مطار الطبقة جنوب غربي الرقة الخاضع لـ"قسد". وسبق تلك التحركات تعزيزات مماثلة لقوات النظام وصلت إلى ناحيتي منبج في ريف حلب وعين عيسى في ريف الرقة في إطار اتفاق بين النظام و"قسد" برعاية روسية.

وذكرت مصادر مقربة من "قسد"، لـ"العربي الجديد"، أن هناك اتفاقاً بين "قسد" والنظام السوري على دخول قوات الأخير إلى مناطق سيطرة ونفوذ "قسد" من أجل التصدي للعملية التركية المتوقعة ضد "قسد".

وذكرت المصادر أن الاتفاق يشمل مدن القامشلي، عين عيسى، عين العرب، منبج، وهي الأهداف المتوقعة لأي عملية تركية قادمة.

وكان المتحدث باسم "وحدات حماية الشعب" قد أشار، أمس، في تصريحات نقلتها وكالة "سبوتنيك" الروسية، إلى وجود تطور إيجابي في العلاقة مع النظام السوري، وذلك بهدف التصدي للعملية العسكرية التركية المرتقبة.

وقالت المصادر إن "قسد" سرّعت وتيرة التحصين في خطوط التماس، وجهّزت حفراً مليئة بمادة الفيول من أجل إشعالها في حال بدء الهجوم التركي. وذكرت أن هذه الحفر هدفها إنشاء كثافة دخانية قد تعوق حركة الطائرات المسيَّرة في الأجواء، ومن المتوقع أن تكون الطائرات المسيَّرة جزءاً أساسياً في العملية التركية حال حدوثها.

قصف تركي

وفي وقت لاحق، جددت المدفعية التركية ظهر الثلاثاء قصفها لمواقع لـ"قوات سورية الديمقراطية" في تل رفعت ومحيط عفرين شمالي حلب.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن الجيش التركي قصف بالمدفعية عدة نقاط لـ"قسد" في مدينة تل رفعت ومحاور أخرى بمحيط منطقة عفرين في ريف حلب الشمالي. وبحسب المصادر، لم تتبين حجم الأضرار الناجمة مع القصف الذي جاء تزامناً مع استنفار تام لتشكيلات "الجيش الوطني السوري".

وشمل القصف نقاطاً في قرى وبلدات: عقيبة، صوغوناكي، أبين، العلقمية، تل عجار، كشتعار، مرعناز، شوارغةـ تات مرش، تنب، التابعة لناحية عفرين.

وترافق ذلك، وفق المصادر، مع وصول أنباء عن انتشار قوات النظام في قرى قرب الطريق الدولي بناحية عين عيسى شمال غربي الرقة وخطوط التماس مع ناحية تل أبيض، مضيفة أن قوات النظام انتشرت ورفعت أعلامها على مقرات لـ"قسد" في قرى كيج قران، وشاش، وكرك، وشويك، ومتين، وقزعلي.

وقالت مصادر محلية إن القصف التركي طاول نقطة مشتركة لقوات النظام و"قسد" في المحور الغربي لمدينة منبج شمال شرق حلب، موضحة أن هناك أنباءً عن وقوع إصابات بشرية في النقطة المستهدفة.

تدريبات مشتركة

وقالت المصادر إن "قسد" نفذت، مساء أمس، تدريبات مشتركة مع التحالف الدولي في حقل العمر النفطي بريف دير الزور الشرقي. وذكرت أن التدريبات لا علاقة لها بالعملية التركية، إنما تحاكي تنفيذ عمليات ضد خلايا تنظيم "داعش"، وتحاكي التصدي لهجمات من قبل التنظيم.

وكان "الجيش الوطني السوري" قد أجرى، خلال الأيام الماضية، تدريبات مشتركة مع الجيش التركي في ناحية رأس العين بريف الحسكة، وذلك في إطار التحضير لعملية عسكرية محتملة ضد "قسد".

وزادت وتيرة التعزيزات التركية والتعزيزات من قبل النظام السوري في خطوط التماس شمالي سورية عقب تصريحات من رئيس تركيا رجب طيب أردوغان، تؤكد استعداد بلاده لشن عملية عسكرية في شمال سورية في الوقت المناسب.

إلى ذلك، أصيب مدني بجروح جراء انفجار عبوة ناسفة بسيارة مركونة بالقرب من دوار نيروز وسط مدينة عفرين، الخاضعة لـ"الجيش الوطني السوري".

وفي جنوب البلاد، قال الناشط محمد الحوراني، لـ"العربي الجديد"، إن عبوة ناسفة انفجرت بسيارة في بلدة اليادودة في ريف درعا الغربي، ما أوقع جرحى من المدنيين.

فرنسا تتسلّم أطفالاً من مناطق "قسد"

إلى ذلك، قال الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية في "الإدارة الذاتية" عبد الكريم عمر، في بيان له على "تويتر"، إن "الإدارة الذاتية" التابعة لـ"قسد" سلمت، أمس، وفداً رسمياً من وزارة الخارجية الفرنسية 35 طفلاً و16 أمّاً من حاملي الجنسية الفرنسية القابعين في مخيمات تسيطر عليها "قسد" شمال شرقي سورية، وذكر أنه جرى تسليم الأطفال وأمهاتهم بعد توقيع وثيقة رسمية مع الوفد.

وكانت "الإدارة الذاتية" قد سلمت في وقت سابق العديد من الوفود الأجنبية أطفالاً ونساءً من ذوي عناصر تنظيم "داعش"، ودعت الدول إلى تسلّم مواطنيها الموجودين حالياً في مخيمات شمال شرقي سورية، على رأسها مخيم الهول سيّئ الصيت، الذي يضمّ آلافاً من الأجانب والعرب من ذوي عناصر التنظيم.

قتلى للنظام

وفي الجنوب، قالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن مجهولين هاجموا مجموعة محلية تتبع لمليشيا "اللواء الثامن" خلال وجودها على الطريق الواصل بين بلدتي الغارية والمسيفرة في ريف درعا الشرقي.

وقالت المصادر إن الهجوم أدى إلى مقتل عنصر وإصابة ثلاثة آخرين بجروح خطرة، نُقلوا إلى "المشفى الوطني" في مدينة درعا. وأضافت المصادر أن المجموعة المستهدفة يقودها القيادي المحلي أبو علي مصطفى، وتتبع لجهاز الأمن العسكري.

وذكرت المصادر أن المجموعة كانت تعمل سابقاً ضمن "الفيلق الخامس" الذي يتبع "اللواء الثامن" له، لكنها تعمل للأمن العسكري حالياً، ولا تعمل لـ "اللواء الثامن"، رغم أن وجودها في المنطقة تحت راية "اللواء الثامن"، والأخير يضم الآلاف من العناصر والقياديين السابقين في فصائل المعارضة ممن أجروا تسوية ومصالحة مع النظام برعاية روسية.

وأمس، قال الناشط محمد الحوراني، لـ"العربي الجديد"، إن قيادياً سابقاً في فصيل "ألوية قاسيون" التابع للمعارضة سابقاً، يدعى كنان العيد، قتل بهجوم من مجهولين وأصيب مرافقه بجروح خطرة في بلدة جاسم بريف درعا الشمالي.

المساهمون