تركيا "مستعدة" للمشاركة بقوة حفظ سلام في أوكرانيا

27 فبراير 2025
رجب طيب أردوغان وفولوديمير زيلينسكي، أنقرة 18 فبراير 2025 (يافوز أوزدين/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أبدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استعداد تركيا لنشر قوات حفظ سلام في أوكرانيا، في إطار جهود دولية لإنهاء الحرب، وذلك بعد مناقشات مع الرئيس الأوكراني ووزير الخارجية الروسي.
- تسعى تركيا لتخفيف العبء عن الدول الأوروبية التي تخطط لنشر قوات بقيادة أوروبية، بينما يعارض الكرملين نشر قوات من حلف شمال الأطلسي، وتؤكد تركيا دعمها لسيادة أوكرانيا.
- تبحث بريطانيا وفرنسا خطة لنشر 30 ألف جندي أوروبي في أوكرانيا، مع محاولة إقناع ترامب بدور أمريكي محدود، وتلعب تركيا دورًا بارزًا في المفاوضات.

قالت وكالة بلومبيرغ إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أبدى انفتاحاً على نشر قوات تركية لحفظ السلام في أوكرانيا في حال التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب. وناقش أردوغان الأمر مع كل من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال اجتماعات منفصلة معهما في أنقرة في شهر فبراير/ شباط الماضي.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يسعى للتوصل إلى اتفاق سلام بين كييف وموسكو ينهي الحرب التي بدأت في 24 فبراير 2022، قال إنه يؤيد مشاركة الحلفاء الأوروبيين في قوة حفظ السلام في أوكرانيا وتوفير ضمانات أمنية لأوكرانيا، مع استبعاد دور أميركي مباشر فيها. وكانت فرنسا وبريطانيا أبدتا رغبة بنشر قوة حفظ سلام في أوكرانيا خلال اجتماع أوروبي عُقد في باريس للتباحث بشأن أوكرانيا في 17 فبراير الماضي.

وسيعمل العرض التركي بالمساهمة في جهود حفظ السلام على تخفيف العبء عن الدول الأوروبية التي تخطط لنشر قوة بقيادة أوروبية في أوكرانيا. وتقول بلومبيرغ نقلأً عن مصادر أن العرض التركي مرتبط بضم تركيا إلى مختلف المشاورات والاستعدادات المتعلقة بتشكيل مثل هذه القوة. وتجدر الإشارة إلى أن تركيا تمتلك ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي بعد الولايات المتحدة.

من جهته، أبدى الكرملين معارضته المبدئية لنشر قوة حفظ سلام تضم قوات من حلف شمال الأطلسي في أوكرانيا، وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، في 20 فبراير الماضي، إن أي خطة بريطانية لإرسال قوات إلى أوكرانيا "في إطار مهمة حفظ سلام محتملة ستكون غير مقبولة بالنسبة لروسيا"، وأضاف بيسكوف أن الاقتراح "غير مقبول لأنه ينطوي على مشاركة قوات من دولة عضو في حلف شمال الأطلسي، وبالتالي ستكون له تداعيات على أمن روسيا نفسها". 

وأكد مسؤول روسي مقرب من الحكومة الروسية لبلومبيرغ أن موسكو لم ترد على تركيا بشأن مسألة إرسال قوات إلى أوكرانيا، على الرغم من مناقشة الموضوع مع لافروف خلال زيارته الأخيرة. وقال المصدر إن السؤال لا يعتبر أولوية فورية. من جهته، قال زيلينسكي للصحافيين في أنقرة، في 18 فبراير الماضي، إن السلام "ممكن فقط عندما تكون المفاوضات عادلة، وتمثل أوكرانيا وأميركا وكل أوروبا على طاولة المفاوضات"، وذكر أنه "يجرى تطوير الضمانات"، مشدداً على أنه "من العدل أن تكون تركيا هي هذه الدولة، وهي جزء من أوروبا. أنا ممتن للرئيس أردوغان على تفهمه". ووفقاً لمسؤول أوكراني مطلع على المحادثات التركية الأوكرانية، فإن أنقرة تدعم سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها، وتدعم ضمانات السلام والأمن الموثوقة. 

وكانت صحيفة وول ستريت جورنال نقلت، الأحد الماضي، عن مسؤولين أوروبيين قولهم إن بريطانيا وفرنسا تبحثان خطة لنشر نحو 30 ألف جندي حفظ سلام أوروبي في أوكرانيا في حال توصلت موسكو وكييف إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، مؤكدة في الوقت نفسه أن الاقتراح مرتبط بإقناع ترامب بالموافقة على دور عسكري أميركي محدود لحماية القوات الأوروبية إذا تعرضت للخطر، ولردع روسيا عن انتهاك أي وقف لإطلاق النار. وأشارت الصحيفة إلى أن الخطة الأوروبية لا تتطلب نشر قوات أميركية في أوكرانيا، لكنها ستسعى إلى الاستفادة من القدرات العسكرية الأميركية، مثل تفعيل أنظمة الدفاع الجوي المنتشرة في الدول المجاورة لأوكرانيا، وإبقاء القوات الجوية الأميركية المتمركزة خارج أوكرانيا على أتم الاستعداد في حال تعرض القوات الأوروبية للخطر.

وكانت تركيا حريصة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا على الحفاظ على روابط وثيقة مع موسكو وكييف، ما مكن أنقرة من التحدث مع كلا البلدين، ولعبت تركيا دوراً بارزاً في المفاوضات التي أفضت إلى إقرار اتفاق بين البلدين يتيح لأوكرانيا تصدير حبوبها عبر ممرات آمنة في  البحر الأسود في يوليو/ تموز 2022.

وقال أردوغان، الاثنين الماضي، بعد اجتماع لمجلس الوزراء التركي، إن "العضوية الكاملة لتركيا في الكتلة فقط هي التي يمكن أن تنقذ الاتحاد الأوروبي من المأزق الذي وقع فيه، من الاقتصاد إلى الدفاع ومن السياسة إلى السمعة الدولية"، كما تحدث عن القوة العسكرية التركية وإمكاناتها لتعزيز أمن أوروبا قائلاً إن الطموح طويل الأمد للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي سيفيد جميع الأطراف.

المساهمون
The website encountered an unexpected error. Please try again later.