تركيا: سجال بين الحزب الحاكم وزعيم المعارضة حول الانقلاب و"إف16"

تركيا: سجال بين الحزب الحاكم وزعيم المعارضة حول الانقلاب و"إف16"

16 يوليو 2022
كلجدار أوغلو: أردوغان يوقع اتفاقيات تتيح دخول ملايين المهاجرين إلى البلاد (Getty)
+ الخط -

على وقع إحياء تركيا الذكرى السادسة للمحاولة الانقلابية الفاشلة في عام 2016، شهدت الأجواء السياسية سجالاً ساخناً بين الحزب الحاكم وزعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض، بسبب الانقلاب ومحاولة عرقلة مجلس النواب الأميركي بيع تركيا مقاتلات إف16.

المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم عمر تشليك، رد اليوم السبت على كلام زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كلجدار أوغلو عن المحاولة الانقلابية الفاشلة، وسياسة الحكومة والرئيس المتعلقة بالسياسة الخارجية.

وقال تشليك، في تصريحاته: "حاول كلجدار أوغلو تناول المحاولة الانقلابية في تغريدة واحدة، وأتبعها بمجموعة من التغريدات التي تناول فيها الرئيس رجب طيب أردوغان، وهو يسعى بذلك لإلقاء الظلال على المقاومة الحاصلة في 15 تموز/يوليو من عام 2016".

ووصف تصرف كلجدار أوغلو بأنه "لم يحيّر الشعب بهذه الكلمات، وهاجم الرئيس أردوغان الذي واجه الانقلابيين بالذات، موجهاً مجموعة من الأكاذيب والافتراءات بحقه، كذلك إن تغريدته بحق الانقلاب لا تثير حفيظة جماعة غولن الانقلابية، من دون ذكر اسم الجماعة في منشوره".

وشدد على أن كلجدار أوغلو "من الواضح أن يسعى لطرق جديدة من أجل تقليل الاعتبار والأهمية للتصدي للمحاولة الانقلابية، وهو الذي مرّ من بين الدبابات يوم الانقلاب (في إسطنبول) حيث وصفها سابقاً بأنها انقلاب مسيطر عليه، ولكن كل من شاهد الانقلاب يدرك حقيقته، ومن المؤكد أن كلجدار أوغلو يسعى لخلط الأجندة وتقليل الاعتبار بالمحاولة الانقلابية".

وكان كلجدار أوغلو قد قال، في وسائل التواصل الاجتماعي: "اللعنة على التنظيم الإرهابي الخائن الذي استهدف الشعب والديمقراطية في 15 تموز/يوليو 2016، أترحم على أرواح 251 شهيداً، وأذكر بمنة الجرحى، وسيجد الحق طريقه ليس فقط عبر النظر للنتائج، بل عند محاسبة كل من جعل البلاد تصل إلى هذه الحالة، وعندها ستسود العدالة".

سجال بالسياسة الخارجية

وتركز السجال أيضاً على السياسة الخارجية، إذ قال كلجدار أوغلو: "قبل أن يجف حبر الاتفاق مع فنلندا والسويد وتصريحاتهم الفضيحة (بحق المطلوبين)، يظهر أن أردوغان لم يحصل على شيء، واليوم هناك فضيحة أخرى تتعلق بقضية شراء مقاتلات إف16".

وأضاف: "لم يكفِ إخراج تركيا من برنامج إنتاج مقاتلات إف35 وعدم استرجاع الأموال المدفوعة، لنرى شروطاً وضعت للأماكن التي ستُستخدَم مقاتلات إف16 فيها"، قاصداً تبني مجلس النواب الأميركي مادة تضع شروطاً على تركيا لشراء المقاتلات.

وتابع: "يوقع (أردوغان) اتفاقيات تتيح دخول ملايين المهاجرين غير النظاميين إلى البلاد، والشعب يدفع الثمن، فأردوغان بخلاف الدعاية الرخيصة لم يقدم شيئاً ملموساً للبلاد، والغرب ليس ضد نظام أردوغان، وأزعم أن الغرب يعرف كثيراً عن أردوغان، لذا يحتفظون به".

هذه التصريحات رد عليها تشليك بقوله: "الرئيس أردوغان يقود العلاقات الدولية لتركيا حفاظاً على شأن الجمهورية التركية وشرفها بكل دراية، ويفاوض ويوقع الاتفاقيات بناءً على ذلك. الاتفاق مع السويد وفنلندا جعل المطالب التركية موثقة، وبفضله دخلت جماعة غولن ضمن التنظيمات الإرهابية بالاتفاق الموقع".

وزاد قائلاً: "حزب الشعب الجمهوري وقف إلى جانب خصوم تركيا في مسائل أمن قومي للبلاد، من مثل شرق المتوسط وليبيا وسورية وإقليم ناغورني كاراباخ، وبالتالي لا صلاحية للحزب بإعطاء دروس بمسائل الأمن القومي الوطني".

وقبل أيام، تبنى مجلس النواب الأميركي مشروع قانون في موازنة الجيش يضع شروطاً على تركيا بشراء مقاتلات إف16، منها أن تكون متوافقة مع المصالح الأميركية، وألا تستخدم ضد الأراضي اليونانية، وذلك بعد ضغوط مورست من اللوبي اليوناني حيث تعترض أثينا على بيع أميركا مقاتلات لتركيا.

وكانت مسألة شراء تركيا مقاتلات إف16 ساحة خلاف سياسي حاد بين أنقرة وأثينا وصلت إلى حد إلغاء أردوغان لقاءاته مع رئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس، بعد أن خاطب الأخير الكونغرس الأميركي بعدم بيع تركيا المقاتلات المطلوبة، حيث وجه أردوغان كلمات مسيئة بحق رئيس الوزراء اليوناني، متهماً إياه بأنه "رجل بلا شرف سياسي".

المساهمون