تركيا: حليف الحزب الحاكم يهدد بترحيل السوريين المخالفين للنظام العام

تركيا: حليف الحزب الحاكم يهدد بترحيل السوريين المخالفين للنظام العام

19 ابريل 2022
أكد باهتشلي وجود خطط تحريض في البلاد عبر استخدام ورقة اللاجئين (Getty)
+ الخط -

دخل حزب الحركة القومية اليميني المتطرف في تركيا، اليوم الثلاثاء، في السجال السياسي المتعلق باللاجئين السوريين في البلاد، حيث هدد الحزب المخالفين للنظام العام بالترحيل، مؤكدا بالوقت نفسه وجود خطط تحريض في البلاد عبر استخدام ورقة اللاجئين.

زعيم الحزب القومي دولت باهتشلي وهو حليف الرئيس رجب طيب أردوغان، تطرق لمسألة اللاجئين السوريين في كلمة أمام كتلة حزبه البرلمانية في أنقرة اليوم، بعد أن أطلق حزب الشعب الجمهوري المعارض أمس سجالا جديدا حول اللاجئين وطرق منحهم الجنسية التركية.

وقال باهتشلي في كلمته: "مسألة اللاجئين والنازحين قضية مشتركة للجميع، حيث يقترب عددهم في العالم من حاجز الـ 300 مليون، وهو ما يضع البشرية وجها لوجه أمام مسؤوليات هامة جدا، وتركيا تحاول حل مشكلة اللاجئين، بشكل عادل وإنساني ووجداني وفعال واستراتيجي كواجب وطني".

وأضاف: "نحن مضطرون للتعامل مع مسألة الهجرة غير النظامية بطريقة حكيمة استراتيجية، مع التفكير بالديموغرافيا والاستقلال في البلاد، ومضطرون لتحليل مآلات النفوس في تركيا بعد 100 و500 عام، والمواطن التركي لن يكون اليوم ولا مستقبلا غريبا ومنبوذا في بلده، لهذا يجب وضع الهجرة على أسس واقعية وإخراج الأمر من الأجندة التركية".

باهتشلي تطرق للأحداث الأخيرة المتعلقة بالسوريين قائلا: "في الأيام الأخيرة هناك محاولات تحريضية لتأليب الشارع عبر حجج اللاجئين السوريين، وهذه آلاعيب ماكرة وخطيرة، وواضح أن هناك تأثيرا ودفعا من خارج البلاد لهذه المسألة".

وهدد بالقول: "ما حصل في منطقة باغجلار بإسطنبول بجلوس لاجئ سوري بالطريق أجج الأوضاع، وأحداث منطقة ألتن داغ بأنقرة لم تنسَ بعد، كل من هو تحت الحماية المؤقتة في تركيا ويخلّ بالنظام العام، سيتم ترحيله فورا إلى خارج تركيا، دون النظر إلى حالته لأن تركيا ليست ألعوبة بيد أي أحد".

وقبل أيام وقعت حادثة بمنطقة باغجلار بإسطنبول مع الشاب السوري حمزة حمام، الذي أظهرت لقطات مصورة هجوما عليه، ما استدعى جلوسه أمام دكانه متحديا مهدديه بالتقدم نحوه، وهو ما صُور في الإعلام أنه تحد للمجتمع، فاتخذ قرار بترحيله من قبل دائرة الهجرة، فيما قال ناشطون سوريون إن قرار الترحيل جُمد.

كما شهدت أنقرة قبل أشهر حوادث مأساوية من هجوم مواطنين أتراك على بيوت وممتلكات السوريين بمنطقة ألتن داغ بسبب مشاجرة بين شبان أتراك وسوريين أدت لمقتل شاب تركي.

باهتشلي تطرق في كلمته أيضا إلى مسألة عودة السوريين بقوله: "سياسة حزب الحركة القومية واضحة بأنها ترى الهجرة غير المنظمة عملية استيلاء ويجب ترحيل من يقبض عليهم بشكل فوري، واللاجئون السوريون لا يمكن إرسالهم حاليا إلى بلادهم".

وأضاف: "عندما تتم إزالة الأسباب التي أدت لنزوح ولجوء السوريين من بلادهم سيتم إرسالهم كما جاؤوا إلى تركيا وهي من أولويات الحزب، حيث إن فترة استضافة الضيف محددة، ومن حق كل مواطن أن يعيش داخل حدود بلاده بأمان".

طالب باهتشلي بأن لا يسمح للسوريين المغادرين خلال العيد إلى مناطق الشمال السوري بالعودة مرة أخرى إلى تركيا

وطالب باهتشلي بأن لا يسمح للسوريين المغادرين خلال العيد إلى مناطق الشمال السوري بالعودة مرة أخرى إلى تركيا، وقال في هذا السياق: "لا يوجد أي داع لعودة السوريين القادرين على الذهاب إلى بلادهم خلال فترة العيد، وكل من يساهم من السوريين في تنمية الاقتصاد والمجتمع مكانهم فوق رؤوسنا".

واحتدم النقاش السياسي بين الحكومة والمعارضة التركية، خلال اليومين السابقين حول اللاجئين السوريين مع ارتفاع حدة المواجهة السياسية بين الأحزاب التركية، كلما اقتربت مرحلة الانتخابات البرلمانية والرئاسية.

وتركز المعارضة منذ فترة على موضوع اللاجئين السوريين في خطابها السياسي الموجه لانتقاد الحكومة، وفي أحدث فصولها علق حزب الشعب الجمهوري المعارض، الاثنين، لافتة كبيرة تطالب الحكومة بمجموعة من التوضيحات حول اللاجئين.

اللافتة علقت في مبنى الحزب بأنقرة وحملت عنوان "إما أن تقدّم جوابا أو تقدّم حسابا"، تتضمن 4 أسئلة هي: "هل طلبتم من اللاجئين إثبات معلومات هويتهم الحقيقية؟ ولماذا توزعون الجنسية عليهم إلى ماذا تستعدون؟". وأيضاً "هل تقومون بعمل مسح أمني عند منح الجنسية للاجئين؟ لماذا تسمحون بعبور غير نظامي للاجئين؟".

الرئيس رجب طيب أردوغان رد على حملة أكبر أحزاب المعارضة بالقول خلال حفل إفطار مع سفراء الدول الأجنبية بأنقرة مساء الاثنين: "تركيا تستضيف 5 ملايين لاجئ بشكل مؤقت من بينهم 3.5 ملايين سوري".

وأردف: "على الرغم من أن تركيا تركت وحيدة في مسألة السوريين إلا أنها تعمل بكل جهد من أجل توفير عودة الإخوة السوريين إلى بلادهم بشكل طوعي ومشرف، وبنفس الوقت فإن تركيا تحمي المظلومين الذين بقوا تحت رحمة قصف النظام والتنظيمات الإرهابية".

المساهمون