استمع إلى الملخص
- أكد دميرطاش دعمه للمرحلة الحالية عبر منشور على منصة إكس، مشدداً على أهمية الدعم الشعبي والشفافية، وضرورة اتخاذ خطوات ملموسة لتعزيز الثقة، مع تأييده لأوجلان في حال اتخاذه زمام المبادرة.
- أطلق زعيم حزب الحركة القومية دعوة للسلام تزامناً مع زيارة أردوغان لديار بكر، وتصف الحكومة المرحلة بأنها "تركيا خالية من الإرهاب"، مع مبادرات لتطبيع العلاقات بين حزب "ديم" وحزب الحركة القومية.
التقى وفد من حزب "ديم" الكرديّ، اليوم السبت، زعيم حزب الشعوب الديمقراطيّ السابق صلاح الدين دميرطاش المعتقل بتهم تتعلّق بتحريض الشعب لأعمال الشغب في العام 2014 إبّان هجوم "داعش" على مدينة عين العرب السوريّة.
زيارة اليوم من الوفد الكرديّ تأتي ضمن سلسلة من اللقاءات التي تجري في تركيا مؤخّراً، وتهدف إلى إحلال السلام في البلاد عبر إطلاق زعيم حزب العمّال الكردستانيّ عبد اللّه أوجلان دعوة إلى مسلّحي الحزب لإلقاء السلاح والاستفادة من العفو.
وأجرى حزب "ديم" لقاءات مع معظم الأحزاب البرلمانيّة خلال الأسبوعين الماضيين منها أحزاب في التحالف الحاكم، لتكون محطّة اليوم في سجن ولاية أدرنة ولقاء دميرطاش في محبسه ضمن هذه المرحلة الهامّة في تركيّا، فيما يلتقي غداً الوفد من الرئيسة المشتركة السابقة لحزب الشعوب فيغان يوكسك داغ المعتقلة أيضاً بتهم مشابهة لتهم دميرطاش.
وتكون وفد حزب ديم من النائب سرّي سريا أوندر، ورئيس البلديّة المعزول أحمد تورك، والنائبة بريفان بولدان، ويطلق عليه اسم وفد "إمرلي" وهو اسم الجزيرة التي يمضي فيها أوجلان عقوبة السجن المؤبّد منذ أكثر من عقدين.
واستغرق اللقاء في السجن ثلاث ساعات، وبعده تحدّث عضو الوفد النائب أوندر بالقول "صحّة دميرطاش ومعنويّاته كانت جيّدة جدّاً، وهو الشيء الأكثر أهمية بالنسبة لنا، أراد منّا أن ننقل مساهمته ودعمه الكامل لهذه المرحلة، ليس لدينا إلّا شيء واحد لنقوله هناك تكهّنات حول هذه القضيّة خاصّة على شاشة التلفزيون هناك انتقادات بأنّ العمليّة ليست شفّافة".
وأضاف: "ليس هناك حاجة إلى هذه الأمور، فهي ليست تخدم السلام القادم، ما حدث منذ أربعين عاماً ليس ضربة ريشة رسّام أغمسها ثمّ أخرجها، نحن نحاول توفير الجهد لذلك لا داعي للقيام بأيّ إجراء من شأنه أن يفسد العمليّة، أو يشكّك فيها".
وأكّد في حديثه: "إذا حللنا القضيّة الآن، فسنحلّها مع الطرفين، إذا ضيّعنا هذه الفرصة، فإنّ 72 طرفاً سوف يتدخّلون في هذه القضيّة، اجتمعنا لأوّل مرّة على هذا الأساس الواسع بكلّ قوّة لوفدنا وحزبنا وأصدقائنا، وكلّ إخواننا وأخواتنا في الرأي العامّ والمثقّفين والفنّانين الذين يؤيّدون هذه العمليّة من كلّ التوجّهات السياسيّة".
وكشف أوندر أنّه عقب لقاء يوم غد سيعقد اجتماعاً في أنقرة تكشف فيه التفاصيل، فيما موعد الزيارة الثانية لأوجلان في محبسه بجزيرة إمرلي غير معروف في الوقت الحاليّ، وصدرت تصريحات من بقيّة أعضاء الوفد بالطلب لدعم هذه المرحلة.
من جانبه، نشر دميرطاش منشوراً عبر منصّة إكس عقب الزيارة أعرب فيها عن دعمه لهذه المرحلة بالقول: "المسألة الأكثر حساسيّة في هذه الفترة هي الدعم الشعبيّ، وبالتّالي فإنّ الشفافيّة مهمّة وضروريّة للغاية، ومن الجدير بالذكر أنّ وفدنا سيطلع الأحزاب السياسيّة في البرلمان حسب ما تقتضيه الشفافيّة، وسيطلع منظّمات المجتمع المدنيّ والأوساط السياسيّة والاجتماعيّة في الأيّام المقبلة".
وأضاف: "ورغم أنّنا نتجنّب باستمرار إطلاق اسم على هذه العمليّة، إلّا أنّنا من وجهة نظرنا نرى أنّ هذه العمليّة هي عمليّة الديمقراطيّة والسلام والأخوّة، باعتبارنا أطرافاً فاعلة تشارك في السياسة على أسس ديمقراطيّة وسلميّة، فإنّنا نرغب ونطالب وندعم وضع نهاية دائمة للصراعات والعنف".
وأوضح دعمه لأوجلان وللمرحلة الحاليّة بقوله: "نؤكّد أنّنا سنكون مع أوجلان إذا ما اتّخذ زمام المبادرة في هذه القضيّة عندما تتوفّر الظروف المناسبة، ومسؤوليّة إيجاد الأساس القانونيّ والسياسيّ لمثل هذه الدعوة تقع على عاتق الحكومة والبرلمان، ونحن نقدّم كافّة أنواع الدعم لمبادرات السلام في هذه المرحلة". ولكنّ دميرطاش شدّد بأنّه "لكي تتشكّل هذه العمليّة على أرض الواقع، لا بدّ من اتّخاذ خطوات ملموسة وسريعة من شأنها أن تؤدّي إلى تعزيز الثقة".
وفي الإطار نفسه، كشف زعيم حزب الحركة القوميّة مطلق المرحلة الحاليّة عن اسمها عبر منشور على حسابه بمنصّة إكس، قائلاً فيه "الجميع يكسب بالسلام". وجاء في المنشور صورة باهتشلي مع علم تركيّا وفي الخلفيّة خريطة تركيّا إضافة لأجزاء كبيرة من سوريّة، ومن العراق وفلسطين، فيما وضعت عبارة "الجميع يكسب بالسلام" فوق خريطة تركيّا وسوريّة.
وجاء منشور باهتشلي اليوم قبل زيارة أردوغان لولاية ديار بكر ذات الغالبيّة الكرديّة، فيما تصف الحكومة المرحلة الحاليّة بأنّها مرحلة "تركيا خالية من الإرهاب".
وعاد ملفّ حزب العمّال الكردستانيّ إلى الواجهة، بعدما شهد شهر أكتوبر/تشرين الأوّل الماضي، مبادرة من زعيم حزب الحركة القوميّة دوّلت باهتشلي، وهو حليف الرئيس رجب طيّب أردوغان، بمصافحة نوّاب حزب ديم الكرديّ، ما فتح الأبواب أمام تطبيع العلاقات بينهما، أتبعها بدعوة وجّهها إلى أوجلان لإعلان حلّ الحزب وترك سلاحه مقابل الاستفادة من العفو.
والتقى وفد من "ديم" مع أوجلان في سجنه في 28 ديسمبر/كانون الأوّل الماضي، قبل أن يجري الوفد سلسلة اجتماعات مع أحزاب وشخصيّات سياسيّة تركيّة شملت رئيس البرلمان نعمان قورطولموش، ولأوّل مرّة على نحو رسميّ مع باهتشلي وبقيّة الأحزاب خلال الأسبوعين الأخيرين.
وفي موازاة الحراك، يواصل حزب العدالة والتنمية توجيه رسائله في هذا الإطار، منها إعلان أردوغان، في كلمة له بولاية سامسون شمال البلاد، السبت الماضي، أنّ هناك طريقين أمام حزب العمّال الكردستانيّ لا ثالث لهما. قائلاً: "إمّا أن يتخلّى المسلّحون الانفصاليّون عن أسلحتهم في أسرع وقت ممكن، أو سيدفنون مع أسلحتهم. لا يوجد طريق ثالث".
وذهب بعض السياسيّين، تحديداً من حزب العدالة والتنمية الحاكم، إلى تحديد مواعيد أوليّة لـ"خطوات إيجابيّة تغيّر تركيّا" تتراوح بين فبراير/شباط ومارس/آذار المقبلين، تزامناً مع فترة عيد النوروز.