تركيا: تعيينات لمديري أمن ومستشارين في البعثات الدبلوماسية

تركيا: تعيينات لمديري أمن ومستشارين في البعثات الدبلوماسية

07 يوليو 2021
ركزت تركيا على العمليات الأمنية خارج البلاد بعد الانقلاب الفاشل (Getty)
+ الخط -

نشرت الجريدة الرسمية في تركيا، اليوم الأربعاء، قرارات صادرة عن الرئيس رجب طيب أردوغان بتعيين مديري أمن لـ33 ولاية، و27 مستشاراً تابعين لوزارة الداخلية تم تعيينهم في البعثات الدبلوماسية حول العالم.

وبحسب القرار الصادر عن أردوغان فإن 10 مديري أمن جرى سحبهم إلى أنقرة بداية، وثم في قرار ثان تم تعيين بعضهم في بعثات دبلوماسية خارجية، وتعيين مديرين بدلا منهم وتبديل مواقع آخرين، حيث شمل المديرون العشرة ولايات آفيون قره حيصار، وبارتن، ودياربكر، وأرزينجان، وأغدر، وأسبارطة، وكركاليه، ونيده، وتكيرداغ، وطرابزون.

وتم تبديل مواقع 23 مدير أمن في مختلف مناطق البلاد، فيما تم تعيين البقية وهم مستشارون في وزارة الداخلية يعملون في مديريات أمن مختلفة، لشغل المناصب الشاغرة، في حين تم تبديل مواقع البقية.

القرارات الصادرة شملت أيضا تعيين مستشارين تابعين لوزارة الداخلية في 27 بعثة دبلوماسية، حيث عملت تركيا على تقوية وتنظيم عمل وزارة الداخلية اعتباراً من العام 2017، خارج البلاد من أجل فعالية أكبر.

والبعثات التي جرى تعيين مستشارين لها هي البعثات التركية في كل من فيينا، وصوفيا، والبوسنة والهرسك، والخرطوم، وبروكسل، والدوحة، وقبرص، وأثينا، ونيويورك، وواشنطن، وكابل، وبكين، وكوبنهاغن، وباريس، وتفلس-جورجيا، ولاهاي، ولندن، وطهران، وروما، وأوتاوا، وأستانة، وبودابست، وأسكوب-مقدونيا، وطشقند، وبوركش-رومانيا، وموسكو، وكييف.

ومن الواضح في تعيينات البعثات الدبلوماسية أن المعينين وأغلبهم محققون في وزارة الداخلية، مكلفون بمتابعة ملف المطلوبين إلى تركيا بتهم مختلفة وخاصة المرتبطين بجماعة "الخدمة" المحظورة، وعناصر حزب العمال الكردستاني.

وبعد الانقلاب الفاشل في العام 2016، ركزت تركيا على العمليات الأمنية خارج البلاد من أجل جلب واستحضار المطلوبين، حيث اتهمت جماعة "الخدمة" بالوقوف خلف المحاولة الانقلابية، واتهمت أميركا والدول الأوروبية بعدم التعاون في ملف استعادة المطلوبين.

وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل أيام، أن العمليات الأمنية الاستخباراتية خارج تركيا أدت لاعتقال قرابة مائة مطلوب أغلبهم من جماعة الخدمة، من بينهم مقربون من زعيم الجماعة الداعية فتح الله غولن، وكذلك مطلوبون من حزب العمال الكردستاني ومن تنظيم "داعش".

ومن بين أبرز الشخصيات التي جلبت لتركيا صلاح الدين غولن، ابن أخ زعيم الجماعة قبل شهرين، وآخر المستحضرين مسؤول الجماعة في وسط آسيا أورهان إناندي، كما اعتقل سابقا وجلب لتركيا كل من غوربوز سيفلاي وتامير أوجي من أوزباكستان، وهما متهمان بمسؤولية التواصل مع العمال الكردستاني باسم جماعة الخدمة.

من بين أبرز الشخصيات التي جلبت لتركيا صلاح الدين غولن، ابن أخ زعيم الجماعة قبل شهرين

وتظهر التعيينات التي تمت اليوم، تعيين مدير أمن دياربكر السابق شكري يامان، في البعثة الدبلوماسية في فيينا، التي تعرف بأنها مقر لعمل حزب العمال الكردستاني في أوروبا، فيما ولاية دياربكر ذات غالبية كردية وفيها أنصار الكردستاني وحزب "الشعوب الديمقراطية"، ما يظهر تكليفه بمهام تتعلق ضمن إطار متابعات الكردستاني.

كما تم تعيين كبار مفتشين في وزارة الداخلية بالبعثتين الدبلوماسيتين في أميركا، في متابعة لملفات جماعة الخدمة، الذي يتواجد زعيمها وكبار قادتها في أميركا.

وتتبع تركيا عدة أساليب لجلب المطلوبين، منها التعاون الثنائي مع الدول التي ترتبط مع تركيا بعلاقات اقتصادية، أو عبر تقديم مساعدات وتحفيزات لهذه الدول، وخاصة في منطقة البلقان ووسط آسيا، الدول التي تعمل تركيا على استخدام قوتها الناعمة فيها.

وتصنف تركيا جماعة الخدمة منظمة محظورة، وتتهمها بالوقوف خلف المحاولة الانقلابية الفاشلة التي كانت تستهدف إسقاط حزب العدالة والتنمية الحاكم والرئيس رجب طيب أردوغان في العام 2016، ومنذ ذلك الحين تمارس الحكومة عملية ملاحقة بحق جميع المنتسبين إلى الجماعة داخل تركيا وخارجها.

وأدت عمليات الملاحقة هذه لاعتقال وسجن عشرات الآلاف من الأشخاص، وطرد عشرات الآلاف من المؤسسات الحكومية مثل الجيش والتعليم والقضاء والشرطة، ولا يزال عشرات الآلاف في انتظار قرارات المحكمة المتعلقة بوضعهم المعلق، وهو ما أثار حفيظة منظمات حقوقية محلية ودولية باعتبارها محاولة من الحكومة للتضييق على المعارضة.

ونتيجة ضغوط المعارضة والمنظمات الحقوقية والدولية، شكلت في البلاد لجنة للنظر بعمليات طرد موظفي جماعة الخدمة من الوظائف العامة، حيث استغلت الحكومة فرض قانون الطوارئ من أجل طرد الموظفين بشكل قانوني، ولكن لا يزال الموضوع محل نقاش بين الحكومة والمعارضة.

وتشن قوى الأمن بشكل شبه يومي حملات اعتقال وتوقيف بحق مشتبه بانتمائهم لجماعة الخدمة.

المساهمون