استمع إلى الملخص
- شهدت التظاهرات مشاركة قادة المعارضة ورفع الأعلام، وتدخلت الشرطة لمنع المتظاهرين من الوصول إلى ميدان تقسيم باستخدام الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه.
- اتهم الرئيس أردوغان حزب الشعب الجمهوري بالفساد، مؤكدًا أن القانون يسري على الجميع، ومددت ولاية إسطنبول حظر التظاهر لأربعة أيام إضافية.
احتشد الآلاف من المتظاهرين من أنصار المعارضة التركية، اليوم السبت، في رابع أيام الاحتجاج على توقيف رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، على خلفية تهم تتعلق بالفساد والرشوة والإرهاب. ودعا زعيم المعارضة ورئيس حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزال للتظاهر أمام مبنى بلدية إسطنبول بساحة ساراج هانة، مبينا أن أماكن التظاهرات قد تتغير مواقعها بحسب سير الأحداث مساء اليوم. وتتزامن التظاهرة مع نقل رئيس بلدية إسطنبول إلى القصر العدلي بعد استكمال التحقيقات معه، وترقب اتخاذ قرار بحقه سواء بسجنه أو إطلاق سراحه، وهو ما سيوجه التظاهرات وانتقالها إلى ميادين أخرى، بحسب أوزال.
وفي تصريح صحافي له في وقت سابق من اليوم قال أوزال: "ربما نكون في أي مكان الليلة، نلتقي بداية في ميدان ساراج هانة، وبحسب مجريات الأحداث خلال الليلة قد نكون أمام القصر العدلي أو مديرية الأمن، وإذا كانت هناك مزيد من التعقيدات ربما يكون التظاهر بميدان تقسيم". وأضاف: "اليوم نحن في شوارع 81 ولاية دون أن نسبب أي ضرر، دون أن نمس رجال شرطتنا، ولكن دون أن نستسلم، لن نتوقف ولن نلتزم بأي حظر غير قانوني الليلة، حيث لم نلتزم بأي حظر غير قانوني لمدة 3 أيام".
ويشارك زعيم الحزب الجيد مساوات درويش أوغلو الحزب في تظاهرات اليوم، وهي مشاركة لأول مرة منذ 4 أيام، فيما وجه الحزب دعوة لأنصاره للتجمع أمام بلدية إسطنبول.
ووصفت قناة "خلق تي في" المعارضة التظاهرة اليوم بأنها الكبرى منذ 4 أيام، وتشهد إقبالا كبيرا من المتظاهرين، فيما ينتظر إطلاق زعماء المعارضة تصريحات كما جرت العادة في الأيام الماضية.
ورفع المتظاهرون الأعلام التركية والحزبية ورددوا شعارات منددة بتوقيف رئيس بلدية إسطنبول، ومطالبين بالإفراج عنه، متهمين الحكومة بممارسة القمع. ونشر حساب إمام أوغلو على إكس دعوة للتظاهر جاء فيها: "تم التغلب على جدران الخوف، والآن هناك شعب، يلتقي سكان إسطنبول في ساراج هانة مساء اليوم".
وخلال تظاهرة اليوم، حاولت مجموعة من المتظاهرين التوجه من ميدان ساراج هانة إلى ميدان تقسيم الشهير، إلا أن الشرطة منعتها وتدخلت بإطلاق الغاز المسيل للدموع وبخراطيم المياه. وشارك في التظاهرة رئيس حزب البلد، والمرشح الرئاسي السابق والقيادي السابق، محرم إنجه، مقدما دعمه للمتظاهرين.
وفي نفس السياق، تجمع مئات المواطنين من أنصار المعارضة أمام القصر العدلي الذي نقل إليه رئيس بلدية إسطنبول، ويتم فيه استجوابه من قبل المدعين العامين. ومنعت قوات الأمن دخول عدد من المحامين الراغبين بمواكبة الاستجواب في القصر العدلي، ما أثار ردود فعل بينهم وأدى لمناوشات وقعت مع قوى الأمن.
وفي السياق ذاته، اتخذت ولاية إسطنبول تدابير إضافية وأغلقت مزيدا من الطرق المركزية في إسطنبول اعتبارا من مساء اليوم وحتى صباح الأحد. وأعلن وزير الداخلية علي يرلي كايا توقيف 343 شخصا جراء مشاركتهم في تظاهرات بشكل غير شرعي في ولايات إسطنبول وأنقرة وإزمير وأضنة وأنطاليا وتشاناق قلعة، وأسكيشهير وقونيا وأدرنة. وحذر والي إسطنبول داود غول من التحريض وإثارة الشغب في التظاهرات، وأن قوى الأمن ستواصل اتخاذ الإجراءات لمنع تنفيذ أي تصادمات مع قوى الأمن.
واستكملت في وقت سابق من اليوم عمليات استجواب رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو وأكثر من 80 موقوفا من المسؤولين ورؤساء البلديات ورجال الأعمال المتهمين في قضيتين، تتعلق الأولى بالفساد والرشوة، والثانية بالتعامل مع الإرهاب، والمقصود العلاقة مع حزب العمال الكردستاني.
أردوغان يتهم الشعب الجمهوري بتحوله إلى "جهاز غسل أموال"
من جانبه، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم السبت، إن حزب الشعب الجمهوري لا يحمل مطالب ناخبيه إلى البرلمان، بل أصبح جهازاً لغسل أموال حفنة من لصوص البلديات الذين أعمتهم الأموال. كلام أردوغان جاء خلال برنامج إفطار رمضاني وتطرق فيه لتطورات اعتقال رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو وقرابة مائة من المسؤولين في المعارضة، وما رافق ذلك من تظاهرات مستمرة منذ 4 أيام.
وأوضح أردوغان في كلمته أنه "تتدفق كميات كبيرة من الأموال من كل حدب وصوب، ويدور الحديث عن عملية احتيال رهيبة تقدر بمئات المليارات من الليرات التركية في البلديات". واتهم الرئيس التركي المعارضة بالتهديد العلني لمؤسسات الصحافة والإذاعة، والعمل على زعزعة السلام في البلاد منذ 4 أيام، ومهما فعلت المعارضة، فإن الحكومة لن تتخلى أبداً عن المنطق السليم والصبر والهدوء".
وذهب أردوغان إلى أن "هذه الأمور التي تسربت لا تزعج الحكومة والشعب فقط، بل تزعج أيضاً الواعين داخل حزب الشعب الجمهوري، الذي أصبح لعبة بأيدي قطاع الطرق والمنظمات اليسارية". واعتبر أن زعيم حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزال "لا يستطيع أن يقف أمام الشعب ويقول إنه لا يوجد احتيال أو سرقة أو فساد أو مخالفات أو رشوة في الحزب".
ووجه الحديث له بالقول إن "السيد أوزال، ما الذي تخاف منه؟ لماذا تتردد؟ لماذا هذا التسرع وهذا الذعر والعدوانية؟ كنت تقول إنه لا يوجد شك حتى الأمس، ماذا حدث حتى بدأت ركبتاك بالارتعاش؟ الآن من ستصفي ومن ستطعن في ظهره؟ من الذي سوف تقوض قدمه الآن بالوسائل الملتوية؟".
وأكد أن "لا أحد في تركيا خارج نطاق القانون، لا توجد أقلية مميزة في تركيا تتمتع بحرية ارتكاب الجرائم، ولن تكون هناك أبداً". وأوضح أنه "في حين تحاول الحكومة تحويل الأيام المقدسة إلى فرصة لتعزيز الجبهة الداخلية لتركيا، فإن المعارضة تتصرف وفق أجندة معاكسة تماماً، وأرادوا إشعال فتيل الاضطرابات الطائفية من خلال استخدام الأحداث التي تسبب بها فلول النظام القديم في سورية كذريعة وإيقاع العلويين بها، وقد أحبطت هذه الخطة، ولم ينخدع الشعب بها ولم يستسلم للاستفزازات".
وشدد: "لن نتسامح مع أي عمليات تحاول زعزعة الاستقرار في تركيا أو زرع بذور جديدة للخلاف بين 85 مليون نسمة، وسنستمر في العيش معا بوحدة وأخوة". وفي سياق التطورات في تركيا المرتبطة بتوقيف رئيس بلدية إسطنبول وعشرات المسؤولين، مددت ولاية إسطنبول حظر التظاهر والتجمع والاحتجاج في الولاية 4 أيام، حيث كانت قد فرضتها الأربعاء الماضي لمدة 4 أيام، ليتم تمديدها مرة أخرى.