تركيا تجدّد تهديداتها بشأن العملية العسكرية البرية شماليّ سورية

تركيا تجدّد تهديداتها بشأن العملية العسكرية البرية شماليّ سورية... وتدريبات للنظام في القامشلي

10 ديسمبر 2022
أكار متحدثاً أمام البرلمان التركي اليوم (عارف أكدوغان/الأناضول)
+ الخط -

جددت تركيا، اليوم السبت، تهديداتها بشأن عملية عسكرية برية شماليّ سورية، فيما تجري قوات النظام السوري تدريبات عسكرية في ريف مدينة القامشلي، الذي تسيطر "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) على غالبيته، شماليّ محافظة الحسكة، بالتزامن مع إرسال تعزيزات عسكرية لقوات النظام والقوات المدعومة من روسيا إلى مناطق "قسد" بريف حلب الشرقي.

وحول العملية العسكرية التركية المرتقبة ضد "قسد" شماليّ سورية، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، اليوم السبت، إنّ "العملية مسألة تقنية وتكتيكات وحسابات، اتخذت قواتنا المسلحة، وستتخذ، جميع الإجراءات اللازمة في المكان والزمان المناسبين لأمن بلدنا وأمتنا النبيلة".

وأضاف في كلمة له أمام البرلمان خلال مناقشات موازنة 2023: "لا ينبغي لأحد، وخاصة البلدان التي تزعزع استقرار المنطقة، أن تتوقع منا أن نتسامح مع الإرهابيين الذين يعشّشون بالقرب من حدودنا"، موضحاً أنه "من أجل ضمان أمن حدودنا، نستخدم أدوات ومعدات تقنية ذات مستوى عالٍ، تتكون من سياج، وخنادق، وجدار إسمنتي، وأنظمة مراقبة".

وأكد، وفق ما أوردته وكالة الأناضول التركية، أنّ "القوات التركية حيّدت، منذ مطلع العالم الحالي، في عملياتها داخل البلاد وفي شمال العراق وسورية، نحو 4 آلاف إرهابي، ودمرت عدداً كبيراً من المخابئ والأوكار والمخازن والأنفاق التابعة للإرهابيين. كذلك مُنع 250 ألف شخص من عبور حدودنا منذ 1 يناير/ كانون الثاني، وسُلِّم 800 إرهابي مع 7 آلاف و600 مهاجر غير نظامي لسلطات إنفاذ القانون".

وبعد أن نقلت قناة "الجزيرة" عن مصادر تركية، مساء الخميس، أن روسيا قدّمت مقترحاً جديداً لتركيا يقوم على انسحاب "قسد" من مدينتي منبج وعين العرب بريف حلب الشرقي، مع الإبقاء على قوى الأمن الداخلي التابعة للأكراد (الأسايش) بعد دمجها بالمؤسسة الأمنية للنظام السوري، قال مصدر تركي لـ"العربي الجديد"، اليوم، إن أنقرة "لا يمكن أن تقبل ببقاء أي جهاز أمني يتبع لقسد في المناطق الحدودية". وشدد على أن الاجتماعات التقنية لا تزال متواصلة بين تركيا وروسيا.

ويبدو أن موسكو تقوم بدور الوسيط بين أنقرة و"قسد" من أجل تنفيذ المطالب التركية، مع استمرار المشاورات التقنية بين البلدين، والتي قد تستهدف التوصل غلى توافقات حول تفاصيل الوضع في الشمال السوري.

وكانت أنقرة قد جددت، خلال مشاورات سياسية مع روسيا في إسطنبول، تطلعاتها إلى تنفيذ بنود مذكرة التفاهم الموقعة مع موسكو بخصوص تنظيم "حزب العمال الكردستاني و"وحدات حماية الشعب" شماليّ سورية.

إلى ذلك، استهدفت مدفعية الجيش التركي مواقع عسكرية لـ"قسد" في قرية الصيادة بريف مدينة منبج، شرقي محافظة حلب، وقرية تل اللبن بريف ناحية تل تمر، شماليّ محافظة الحسكة، بالتزامن مع تحليق طائرة استطلاع تركية في أجواء منطقة "نبع السلام"، شماليّ سورية.

مقتل مسؤول في "قوات تحرير عفرين"

وقُتل مسؤول في ما يُسمّى "قوات تحرير عفرين" التابعة لـ"حزب العمال الكردستاني"، إثر استهدافه من قبل القوات التركية شماليّ سورية.

وقالت وزارة الدفاع التركية، في بيانٍ لها اليوم السبت، إنّ القوات المسلحة التركية تمكّنت من "تحييد فهمي محمد، مسؤول ما يُسمّى قوات تحرير عفرين التابعة لتنظيم حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب".

وقد نشرت الوزارة مقطع فيديو مصوراً يُظهر استهداف المدفعية التركية مواقع عسكرية لـ"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) على تخوم منطقة غصن الزيتون، شماليّ سورية، مؤكدةً "تحييد اثنين من حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب"، مشيرة إلى أن المعركة ضدهما ستستمر بتصميم.

تدريبات للنظام السوري في القامشلي

في غضون ذلك، قالت مصادر من ريف الحسكة، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنّ عدة انفجارات سُمع صداها صباح اليوم السبت، ناجمة عن تدريبات عسكرية بالأسلحة الثقيلة تجريها قوات النظام السوري في قرية حاج بدر القريبة من فوج طرطب جنوب مدينة القامشلي، بريف الحسكة الشمالي، مُشيرةً إلى أنّ التدريبات تجرى بإشراف روسي، وسط تحليق طائرتين مروحيتين روسيتين في سماء المنطقة.

كذلك أوضحت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أن قوات النظام السوري دفعت بتعزيزات عسكرية كبيرة، ضمت مدافع ودبابات وراجمات ورشاشات متوسطة وثقيلة، إلى ناحية عين عيسى التي تُسيطر عليها "قسد" بريف الرقة الشمالي، مشيرةً إلى أن "التعزيزات خرجت من مطار الطبقة العسكري الواقع غربي محافظة الرقة".

وأكدت مصادر عاملة في وحدات الرصد والمتابعة التابعة للمعارضة السورية، في حديث لـ"العربي الجديد" اليوم السبت، أنّ "رتلاً ضخماً يضم عدداً كبيراً من الدبابات يتبع للفرقة التاسعة، والفرقة الرابعة عشرة في جيش النظام، بالإضافة إلى الفرقة الـ25 مهام خاصة المدعومة من روسيا، وصل إلى ريف حلب، وتمركز في محطة المياه التابعة لبلدة الخفسة بالقرب من مدينة منبج بريف حلب الشمالي الشرقي".

وتأتي هذه التعزيزات بالتزامن مع تعزيزات عسكرية أخرى تابعة لقوات النظام وصلت، قبل أيام، إلى أطراف مدينة منبج، وأطراف مدينة عين العرب بريف حلب الشرقي، وأطراف بلدة تل رفعت بريف حلب الشمالي، وناحية عين عيسى بريف الرقة الشمالي، وناحية تل تمر بريف الحسكة الشمالي، شماليّ سورية.

من جهة أخرى، قُتل شاب نازح، ليل الجمعة - السبت، إثر استهدافه برصاص مجهولين بالقرب من مخيمات النازحين على الحدود السورية - التركية شماليّ محافظة إدلب، شمال غربيّ البلاد.

وأكدت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أنّ الشاب خالد إبراهيم الدندل، المنحدر من ريف معرة النعمان الشرقي، قُتل ليل الجمعة - السبت، إثر استهدافه برصاص مجهولين بالقرب من مخيم البردغلي القريب من بلدة سرمدا، شماليّ محافظة إدلب، فيما لا تزال الأسباب الدافعة للقتل مجهولة حتى الآن، بالتزامن مع نقل الجثة إلى مستشفى باب الهوى لاستكمال التحقيقات.

في غضون ذلك، أطلق "جهاز الأمن العام"، الذراع الأمنية لـ"هيئة تحرير الشام" في إدلب، حملة أمنية ضد مروّجي المخدرات في محافظة إدلب وريفها.

وأوضح، في بيانٍ له اليوم السبت، أنه "أطلق حملة ضد مروّجي المخدرات في المناطق المحررة (منطقة إدلب)، وتمكن من إلقاء القبض على عدد من مروّجي المخدرات، وضبطت في أثناء العملية كميات من مادتي الحشيش والكبتاغون المخدرتين".