تركيا: اعتقال رئيس بلدية بشكتاش بإسطنبول وعزل آخر في مرسين

13 يناير 2025
رئيس بلدية بشكتاش رضا آكبولات (يمين) مع أكرم إمام أوغلو (إكس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- اعتقلت السلطات التركية رئيس بلدية بشكتاش في إسطنبول، رضا آكبولات، بتهم تتعلق بتلقي الرشاوى ضمن قضية تشمل 47 متهماً، بينهم رئيس بلدية أسنيورت المعتقل أحمد أوزار، مع اتهامات بتأسيس منظمة إجرامية والفساد.
- أثارت الاعتقالات ردود فعل غاضبة من حزب الشعب الجمهوري، حيث اعتبر زعيم الحزب أوزغور أوزال أن الاعتقالات غير قانونية وتهدف لتشويه سمعة المسؤولين.
- أعلنت وزارة الداخلية التركية عزل رئيس بلدية منطقة آكدنيز بولاية مرسين من حزب "ديم" الكردي بتهم تتعلق بالدعاية لمنظمة إرهابية، وسط جهود لتطبيع العلاقات بين الحكومة والأحزاب الكردية.

اعتقلت السلطات الأمنية في تركيا، اليوم الاثنين، رئيس بلدية منطقة بشكتاش الشهيرة في إسطنبول رضا آكبولات بتهم تتعلق بتلقي الرشاوى ضمن قضية تشمل 47 متهماً، فيما عزلت وزارة الداخلية رئيس بلدية بولاية مرسين من حزب "ديم" الكردي. وبحسب تحقيقات قادتها النيابة العامة في إسطنبول ضمن عدة بلديات، فإنه تم التثبت من تقديم رشاوى لمستويات رفيعة في البلدية مقابل المناقصات الجارية لشركة رجل الأعمال عزيز إحسان أكتاش، التي رتبت المناقصات وتمكن من الفوز بها.

وبحسب التحقيقات تم التثبت من 47 متهماً منهم رئيس البلدية آكبولات، إضافة إلى رئيس بلدية أسنيورت المعتقل أحمد أوزار؛ الذي ورد اسمه بين المتهمين أيضاً. وأفادت النيابة العامة أن التحقيقات مستمرة منذ 3 أشهر، وشملت لائحة الاتهامات رئيس الشركة واعتباره رئيس منظمة إجرامية، و24 عاملاً فيها بتهم مختلقة منها تأسيس وإدارة منظمة إجرامية، وعضوية منظمة إجرامية، وتقديم الرشاوى، والفساد في المناقصات، ومحاولات تبييض الأموال وتهم أخرى. كما شملت لائحة الاتهام 12 موظفاً في البلديات من بينهم رئيس البلدية أحمد أوزار بناء على شهادات ووثائق حصلت عليها النيابة العامة عن كل مراحل الفساد وصدرت أوامر باعتقالهم، فيما وجهت التهمة إلى 10 أشخاص في بلدية بشكتاش من بينهم رئيس البلدية بتهم مختلفة.

وبدأت عمليات التوقيف والاعتقال صباح اليوم، وجرى توقيف 39 متهماً وتجري عمليات البحث عن البقية، وتتواصل التحقيقات الأمنية مع الموقوفين في وقت تم إجراء عمليات تفتيش في منزل ومكاتب آكبولات، حيث اعتقل الأخير من ولاية بالكسير التي كان يوجد فيها وقت صدور القرار، في ظل تعزيزات أمنية بمحيط مبنى البلدية. وعقب عمليات الاعتقال أصدر حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة ردات فعل غاضبة معتبراً أنها غير قانونية.

وقال زعيم الحزب أوزغور أوزال في منشور عبر منصة إكس "إن اعتقال رئيس بلدية بشكتاش رضا آكبولات، هو حلقة جديدة في سلسلة الفوضى في نظام العدالة المسيس، ويعتبر اعتقال رئيس البلدية الذي كان سيأتي للإدلاء بشهادته عندما يتم استدعاؤه محاولة لتشويه سمعته باستخدام أساليب جماعة الخدمة الإرهابية، نقف إلى جانبه وسنكافح مع شعبنا لإحباط هذه المؤامرة".

من جانبه، قال رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو عبر منصة إكس أيضاً: "المسؤولون في القطاع العام ورؤساء البلديات يمكنهم الحضور والإدلاء بتصريحات ومحاسبتهم في أي وقت، ولكن يتم اعتقالهم من منازلهم في الساعات الأولى من الصباح في عملية مكشوفة، ويتم تقديم المعلومات إلى وسائل الإعلام الموالية للحكومة لتشكيل الرأي العام ويتم منع الوصول إلى المعلومات الدقيقة من خلال إصدار أوامر بالسرية".

وأضاف "تم تطبيق الأمر نفسه صباحاً على رئيس بلدية بشكتاش رضا آكبولات وغيره من الإداريين، يجب على من يحاولون خلق تصور بهذا السيناريو أن يعرفوا أنهم لم ولن يتمكنوا من إقناع أي شخص، إذا لم تكن النية قانونية فإن الإجراء لن يكون قانونياً، نقف إلى جانب رئيس البلدية وسنتبع العملية القانونية حتى النهاية ونكشف كل المخالفات".

عزل رئيس بلدية في مرسين من حزب "ديم"

وتأتي هذه التطورات في وقت أعلنت فيه وزارة الداخلية، اليوم الاثنين، عزل رئيس بلدية منطقة آكدنيز بولاية مرسين الجنوبية عن حزب "ديم" هوشيار صاري يلدز، ونائبته نورية أرسلات و3 من أعضاء مجلس البلدية عقب صدور قرار بسجنهم بعد اعتقالهم قبل أيام. وكشفت وزارة الداخلية عن تعيين قائمقام المنطقة زيّد شنر وكيلاً على رئاسة البلدية، حيث وجهت التهمة إليهم بالدعاية لمنظمة إرهابية وعضوية منظمة مسلحة إرهابية، وتقديم الدعم المادي لها.

عملية عزل رئيس البلدية من الحزب الكردي يأتي في وقت يواصل فيه الحزب جهوده ضمن مرحلة لقاءات مع زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان في محبسه من أجل توجيه دعوة إلى مسلحي الحزب الانفصالي بترك سلاحهم وحل الحزب وفق ما تطالب به الحكومة.

وينتظر أن يعلن حزب "ديم" نتائج مشاوراته ولقاءاته مع أوجلان وصلاح الدين دميرطاش والأحزاب السياسية خلال اليوم أو الأيام المقبلة، والكشف عن نتائج المداولات الجارية، واللافت أن الحكومة تمد بيد للسلام وتضرب بيد أخرى عبر الأمن ضد أحزاب المعارضة.

وعاد ملف حزب العمال الكردستاني إلى الواجهة، بعدما شهد شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي مبادرة من زعيم حزب الحركة القومية دولت باهتشلي، وهو حليف الرئيس رجب طيب أردوغان، بمصافحة نواب حزب ديم الكردي، ما فتح الأبواب أمام تطبيع العلاقات بينهما، أتبعها بدعوة وجّهها إلى أوجلان لإعلان حل الحزب وترك سلاحه مقابل الاستفادة من العفو.