تركيا.. إمام أوغلو يطلق حملة ترشح للانتخابات الرئاسية مبكراً

08 مارس 2025   |  آخر تحديث: 23:03 (توقيت القدس)
أكرم إمام أوغلو خلال نشاط انتخابي في إسطنبول، 30 مارس 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أطلق أكرم إمام أوغلو حملته الرئاسية من إزمير، متحدياً الرئيس أردوغان ومعلناً عن "ثورة ديمقراطية" لتغيير الوضع السياسي، وسط انتخابات داخلية لحزب الشعب الجمهوري.
- يواجه إمام أوغلو تحديات قانونية قد تعرقل ترشحه، بما في ذلك دعاوى قضائية وشكوك حول شهادته الجامعية، ويصر على مواجهة هذه التحديات علناً.
- يسعى أردوغان للترشح رغم استنفاد حقوقه الدستورية، ويواجه التحالف الحاكم صعوبات في تعديل الدستور بسبب عدم تجاوب المعارضة، التي تدفع باتجاه انتخابات مبكرة.

أطلق رئيس بلدية إسطنبول عن المعارضة أكرم إمام أوغلو، يوم السبت، حملته للترشح إلى الانتخابات الرئاسية المقبلة بشكل مبكر من مدينة إزمير، في وقت من المقرر أن تجرى فيه الانتخابات بعد ثلاث سنوات. وعلى الرغم من أن موعد الانتخابات الرئاسية هو ربيع العام 2028، إلا أن إمام اوغلو أعلن عن ترشحه بشكل مبكر، في وقت تجرى فيه انتخابات داخلية ضمن حزب الشعب الجمهوري الذي ينتمي إليه لانتخاب المرشح الرئاسي، وهو المرشح الوحيد، وذلك في 23 آذار/مارس الجاري.

واختار إمام أوغلو مدينة إزمير من أجل تدشين حملته، إذ تعتبر الولاية معقل العلمانيين الكماليين وحزب الشعب الجمهوري، حيث عقد تجمعاً جماهيرياً وخاطب أنصار الحزب. وألقى إمام أوغلو خطاباً أمام الجماهير المحتشدة توعد بها الرئيس رجب طيب أردوغان بالهزيمة، موضحاً أنه "يعمل ثورة ديمقراطية تدخل التاريخ، إنه تحدٍّ يضعه أمام الحكومة".

وتأتي حملة إمام أوغلو في ظل مواجهته عدة دعاوى قضائية، وتلقيه حكماً قبل أكثر من عامين، تشمل حرمانه العمل السياسي، ودعوة حديثة تشكك في صحة نيله شهادة جامعية إن ثبتت فستؤدي إلى حرمانه من الترشح للانتخابات بشكل دستوري.

ويسعى إمام أوغلو لقطع الطريق أمام الحكومة في وضع ترشحه مبكراً ليكتسب شرعية شعبية، كما أنه يسعى إلى تجاوز منافسه في الحزب بالترشح، رئيس بلدية أنقرة منصور ياواش. وخلال كلمته، قال إمام أوغلو إن الملايين من المواطنين يعانون من الظلم، حيث "لا يستطيعون الحياة بالرواتب التي يحصلون عليها، وإن هناك ملايين الفقراء الذين لا يستطيعون العيش من دون ديون في ظل عدم مساواة في تلقي الخدمات الأساسية الحكومية".

ووجه إمام أوغلو رسالة للرئيس أردوغان من دون أن يسميه باسمه قائلاً: "أنت أيها الشخص المعني، هو يعرف نفسه، لا يمكنك الهروب من الحقيقة بدفن رأسك في الرمال، الحقيقة تطاردك، يمكنك الهروب إلى حد ما". وأضاف: "يعتقد أنني سوف أرتجف وسأخاف وأهرب، أقول في هذا اليوم المبارك من شهر رمضان، أيها الشخص المعني، لدي أخبار سيئة لك، والله وبالله وتالله لن أتركك في أحلامك أبداً. لن أخاف، لا تعتقد أنني سأنحشر في الزاوية وأبقى هادئاً".

وتحدى إمام أوغلو الادعاء العام في البلاد جراء الدعوات التي تلقاها، مبيناً أنه مستعد لأي استجواب من قبل القضاء عبر البث المباشر على القناة الرسمية في تركيا "تي آر تي"، قائلاً في هذا الصدد: "هل تقبل هذا التحدي وإظهار الوثائق التي لديكم".

وادعى إمام أوغلو أنه سيهزم أردوغان للمرة الخامسة رافعاً إشارة رابعة الشهيرة بتركيا، وهي أربعة أصابع اليد التي يستخدمها أردوغان، مذكراً بأنه "فاز أربع مرات، وأن المرة الخامسة ستكون الأخيرة بعد أن يعود أردوغان إلى منزله"، متهماً الحكومة بالخوف من صناديق الاقتراع.

ومن الواضح أن إمام أوغلو يقصد فوزه بالانتخابات البلدية بإسطنبول عام 2019، ورغم إلغاء النتائج وإعادة الانتخابات، فاز مرة ثانية في العام نفسه، كما فاز إمام أوغلو بانتخابات البلدية في العام 2024، فيما فاز حزب الشعب الجمهوري بعموم الانتخابات المحلية قبل عام، ويبدو أن إمام أوغلو يقصد هذه الانتصارات الأربعة.

ويسعى الرئيس رجب طيب أردوغان للترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة بعد استنفاد حقوقه الدستورية للمرة الثانية بالنظام الرئاسي، ولا يمكن أن يترشح حالياً إلا في حال حصول انتخابات مبكرة، تدفع المعارضة لها، فيما لم يصدر عن الجناح الحاكم سوى انتخابات مقدمة بموعدها خريف العام 2027.

والطريقة الثانية التي يمكن لأردوغان الترشح بها هو تعديلات دستورية أو دستور جديد يطالب به حزب العدالة والتنمية في ظل عدم تجاوب المعارضة، نظراً لصعوبات تتعلق بإقرارها برلمانياً وشعبياً، إذ إن التغيير الدستوري المباشر يحتاج ثلثي البرلمان، أي 400 عضو من أصل 600، فيما يمكن طرحها للاستفتاء الشعبي بموافقة 360 نائباً، وهو ما يفتقره التحالف الحاكم.