ترحيب عربي وغضب إسرائيلي أميركي من تعهد ماكرون بالاعتراف بدولة فلسطين

25 يوليو 2025   |  آخر تحديث: 26 يوليو 2025 - 00:03 (توقيت القدس)
ماكرون وعباس في نيويورك، 25 سبتمبر 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن نية فرنسا الاعتراف بدولة فلسطين، مما لاقى ترحيباً من الفلسطينيين والدول العربية مثل مصر، الأردن، والسعودية، معتبرين الخطوة دعماً لحقوق الشعب الفلسطيني وحل الدولتين.
- حظي القرار بتأييد من دول مثل قطر، الكويت، وسلطنة عمان، والبرازيل، بينما دعت حركة حماس الدول الأوروبية للاعتراف بفلسطين، معتبرة الخطوة ضغطاً سياسياً على إسرائيل.
- قوبل القرار برفض إسرائيلي وأمريكي، حيث اعتبرته إسرائيل تهديداً لأمنها، ووصفته الولايات المتحدة بأنه متهور ويعوق جهود السلام.

ثمّن الشيخ الجهود الدبلوماسية السعودية في الدفع نحو هذا الاعتراف

حماس: خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح نحو إنصاف شعبنا الفلسطيني

روبيو: واشنطن ترفض خطة ماكرون للاعتراف بدولة فلسطينية

أثار إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس الخميس، اعتزام بلاده الاعتراف رسمياً بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول المقبل، سلسلة ردات فعل متباينة على المستويين الإقليمي والدولي، بين ترحيب فلسطيني وعربي واسع، ورفض وغضب إسرائيليين.

وقال ماكرون عبر منصتي إكس وإنستغرام، أمس الخميس: "وفاءً بالتزامها التاريخي بسلام عادل ودائم في الشرق الأوسط، قررتُ أن تعترف فرنسا بدولة فلسطين. سأُعلن ذلك رسمياً خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل".

ترحيب فلسطيني رسمي

رحّب نائب رئيس الوزراء الفلسطيني حسين الشيخ

 بالإعلان الفرنسي، واعتبره "تجسيداً لالتزام فرنسا بالقانون الدولي"، وأكد في منشور عبر منصة "إكس" أن هذه الخطوة تمثل دعماً سياسياً مهماً لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته، مشيراً إلى أن ماكرون وجه رسالة رسمية بهذا الشأن إلى الرئيس محمود عباس. كما ثمّن الشيخ الجهود الدبلوماسية السعودية في الدفع نحو هذا الاعتراف، معتبراً أن التعاون الفرنسي السعودي في هذا الملف يعكس تنسيقاً دولياً فاعلاً لدعم حقوق الفلسطينيين.

بدورها، اعتبرت حركة حماس قرار ماكرون "خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح نحو إنصاف شعبنا الفلسطيني المظلوم، ودعماً لحقه المشروع في تقرير المصير، وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة على كامل أراضيه المحتلة، وعاصمتها القدس"، واعتبرت الموقف الفرنسي "المهم" تطوراً سياسياً "يعكس تنامي القناعة الدولية بعدالة القضية الفلسطينية، وفشل الاحتلال في تزييف الحقائق، أو منع إرادة الشعوب الحرة".

ودعت الحركة "جميع دول العالم، وخاصة الدول الأوروبية والدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين، إلى أن تحذو حذو فرنسا، والاعتراف الكامل بحقوق الشعب الفلسطيني الوطنية، وعلى رأسها حقه في العودة وتقرير المصير، وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة على أرضه وعاصمتها القدس"، مؤكدة أن "مثل هذه الخطوات الدولية تمثّل ضغطاً سياسياً وأخلاقياً على الاحتلال الإسرائيلي الذي يواصل جرائمه، وعدوانه، وحرب الإبادة والتجويع بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، واحتلاله واستيطانه في الضفة والقدس".

مصر ترحب

من جانبها، رحبت مصر، اليوم الجمعة، بإعلان الرئيس الفرنسي، معربة عن "بالغ تقديرها لهذه الخطوة الفارقة والتاريخية والتي تأتي لدعم الجهود الدولية الهادفة لتجسيد دولة فلسطينية مستقلة". وبحسب بيان صادر عن المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، "تحض مصر كافة الدول التي لم تتخذ بعد هذا القرار على الاعتراف بالدولة الفلسطينية، تأكيداً لالتزام المجتمع الدولي بالتوصل لحل عادل ودائم للقضية الفلسطينية".

دعم أردني وسعودي

أصدرت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية بياناً رحّبت فيه بإعلان ماكرون، واصفة الخطوة بأنها "في الاتجاه الصحيح" من أجل تجسيد حل الدولتين وإنهاء الاحتلال. وأكد الناطق الرسمي باسم الوزارة، السفير سفيان القضاة، أن هذا القرار ينسجم مع قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

وشدّد القضاة على أهمية المؤتمر الدولي المزمع عقده في نيويورك برئاسة مشتركة بين المملكة العربية السعودية وفرنسا لدعم الاعتراف بدولة فلسطين، واعتبره فرصة لحشد التأييد الدولي من أجل سلام عادل وشامل في المنطقة.

بدورها، رحّبت السعودية ببيان ماكرون، وقالت وزارة الخارجية في بيان رسمي إن الخطوة تعكس توافق المجتمع الدولي على حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم وإقامة دولتهم المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ودعت جميع الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين إلى اتخاذ خطوات مماثلة.

ترحيب قطري وكويتي

من جانبها، أعربت دولة قطر عن ترحيبها بإعلان الرئيس الفرنسي، مؤكدةً أن هذه الخطوة تمثل دعماً مهماً للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، وتجسيداً لتوافق المجتمع الدولي على ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتمكين الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. واعتبرت وزارة الخارجية القطرية أن "هذا الإعلان يُعد تطوراً إيجابياً ينسجم مع الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ويساهم في تعزيز فرص تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة"، مجدّدة دعوة دولة قطر لجميع الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين، إلى اتخاذ خطوات مماثلة.

كذلك، أعلنت كل من سلطنة عمان ودولة الكويت عن ترحيبهما وإشادتها بإعلان الرئيس الفرنسي، ودعتا بقية الدول إلى اتخاذ خطوات مماثلة.

البرازيل ترحب 

رحبت البرازيل بإعلان باريس الاعتراف بدولة فلسطين و"حثّت كل الدول الأخرى التي لم تفعل ذلك بعد" على اتخاذ القرار نفسه. وقالت وزارة الخارجية البرازيلية، في بيان، إن "اعتراف عدد متزايد من الدول بالدولة الفلسطينية (...) يساهم في تلبية تطلعات السلام في المنطقة والحرية وتقرير المصير للشعب الفلسطيني". واتهم الرئيس البرازيلي اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" في قطاع غزة المحاصر، والذي يعاني الجوع والدمار جراء الحرب المستمرة من 21 شهراً.

غضب إسرائيلي أميركي

وتوالت التعليقات الإسرائيلية الغاضبة من قرار ماكرون، إذ أدان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو

 القرار، زاعماً في منشور عبر منصة إكس أن هذه الخطوة تهدد بخلق "وكيل إيراني آخر"، كما حدث في غزة، زاعماً أن الفلسطينيين يسعون إلى دولة بديلة عن إسرائيل. أما وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، فرأى أن إعلان ماكرون عن نيته الاعتراف بدولة فلسطينية "وصمة عار واستسلام للإرهاب"، وفق زعمه، مشيراً إلى أن الرئيس الفرنسي بدلاً من وقوفه إلى جانب إسرائيل في "هذه المحنة"، يعمل على إضعافها.

وتابع: "لن نسمح بقيام كيان فلسطيني من شأنه أن يضر بأمننا، ويهدد وجودنا، ويمس حقنا التاريخي في أرض إسرائيل. جميعنا متحدون لدرء هذا الخطر الجسيم". من جانبها، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن وزير القضاء الإسرائيلي ياريف ليفين، ومجلس مستوطنات الضفة الغربية، مطالبتهما بفرض "السيادة" الإسرائيلية على الضفة رداً على قرار ماكرون.

من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إن واشنطن ترفض خطة ماكرون للاعتراف بدولة فلسطينية، واصفاً إياها بأنها "قرار متهور". وكتب روبيو في منشور عبر منصة "إكس": "هذا القرار المتهور لا يخدم سوى دعاية حماس ويعوق السلام".