ترحيب دولي بدعوة أوجلان "العمال الكردستاني" لإلقاء السلاح

28 فبراير 2025   |  آخر تحديث: 15:21 (توقيت القدس)
أكراد في القامشلي بسورية أثناء استماعهم لدعوة أوجلان، 27 فبراير 2025 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- عبد الله أوجلان، مؤسس حزب العمال الكردستاني، دعا لحل الحزب وإلقاء السلاح، مما قد ينهي صراعاً مسلحاً مع تركيا دام أربعة عقود، وقد لاقت الدعوة ترحيباً دولياً واسعاً.
- رحب البيت الأبيض بالدعوة، معبراً عن أمله في تطمين تركيا بشأن شركاء الولايات المتحدة، ووصفتها ألمانيا بأنها "فرصة تاريخية"، كما أبدى العراق وإيران والاتحاد الأوروبي ترحيبهم.
- رغم الترحيب، تبقى تحديات لتحقيق السلام الدائم، حيث أكد المتحدث باسم الخارجية الألمانية على ضرورة خطوات إضافية، بينما رحب قائد "قوات سوريا الديمقراطية" بالدعوة لكنه أكد أن "قسد" غير معنية بها.

لقيت الدعوة التي أطلقها، أمس الخميس، مؤسس حزب العمال الكردستاني في تركيا عبد الله أوجلان إلى حله، ومسلحي المجموعات إلى إلقاء السلاح والانتقال إلى العمل السياسي، ردود فعل دولية رحبت بالخطوة، التي قد تنهي أربعة عقود من الصراع. وقال أوجلان في الإعلان الذي تلاه وفد من نواب "حزب المساواة وديمقراطية الشعوب" (ديم) المؤيد للأكراد، الذي زاره في سجنه في جزيرة إيمرالي، قبالة إسطنبول، إن "على جميع المجموعات المسلحة إلقاء السلاح وعلى حزب العمال الكردستاني حل نفسه"، وأكد أنه يتحمل "المسؤولية التاريخية عن هذه الدعوة".

وتأسس حزب العمال الكردستاني عام 1978، وتعتبره تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي "إرهابياً". وأطلق تمرداً مسلحاً ضد أنقرة عام 1984 لإقامة دولة كردية. وخلّف هذا الصراع أكثر من 40 ألف قتيل منذ 1984. ورأى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في الدعوة التاريخية التي أطلقها أوجلان "بارقة أمل" لتحقيق السلام بين "العمال الكردستاني" والسلطات التركية. وقال ستيفان دوجاريك، المتحدّث باسم الأمين العام، إنّ "غوتيريس يرحّب بهذا التطوّر المهمّ الذي يمثّل بارقة أمل يمكن أن تقود إلى حل صراع طويل الأمد" بين الحزب الكردي المسلّح والسلطات التركية.

البيت الأبيض: نأمل أن يساعد في تطمين تركيا

ورحب البيت الأبيض بدعوة عبد الله أوجلان لحزب العمال الكردستاني لإلقاء السلاح. وقال بريان هيوز، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض: "هذا تطور مهم ونأمل أن يساعد في تطمين حلفائنا الأتراك بشأن شركاء الولايات المتحدة في مكافحة تنظيم داعش في شمال شرق سورية. نعتقد أنه سيساعد في إحلال السلام في هذه المنطقة المضطربة".

ألمانيا: فرصة تاريخية

من جانبها، أبدت وزارة الخارجية الألمانية رد فعل إيجابياً حيال دعوة أوجلان. وقال متحدث باسم الوزارة إن هذه الدعوة تقدم "فرصة تاريخية لكسر دوامة الإرهاب والعنف والانتقام المستمرة منذ عقود، والتي أودت بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص". وأكد المتحدث أن "هناك حاجة إلى مزيد من الخطوات للوصول إلى حل قابل للتطبيق بالنسبة لشعب تركيا"، مضيفاً: "يشمل ذلك، قبل كل شيء، احترام وضمان الحقوق الثقافية والديمقراطية للأكراد في تركيا"، وأشار إلى أن البرلمان التركي يقع على عاتقه "الاضطلاع بدور محوري في صياغة هذه العملية السياسية وترسيخ الحلول التوافقية المتفق عليها بشكل ملزم"، وأضاف: "بصفتنا حكومةً ألمانيةً، نحن على استعداد للقيام بكل ما في وسعنا لدعم مثل هذه العملية".

كما رحّب المستشار الألماني أولاف شولتز بدعوة أوجلان. وقال شولتز في برلين إن "حزب العمال الكردستاني مصنف منظمةً إرهابيةً محظورةً في ألمانيا، وقد تسبب صراعه بالفعل في سقوط عدد كبير جداً من الضحايا". وأضاف أن "دعوة أوجلان الآن توفر أخيراً فرصة للتغلب على هذا الصراع العنيف وتحقيق تطور سلمي دائم للقضية الكردية"، وذكر أن هناك حاجة لاتخاذ مزيد من الخطوات لإيجاد حل قابل للتطبيق للشعب التركي، و"فوق كل شيء، يتضمن هذا احترام الحقوق الثقافية والديمقراطية وضمانها للأكراد في تركيا".

العراق يرحّب

العراق رحب أيضاً بالخطوة في بيان أصدرته وزارة الخارجية، معتبراً أنها "إيجابية ومهمة" لتحقيق الاستقرار في المنطقة. وفي سورية، رحب قائد "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) مظلوم عبدي بدعوة أوجلان، لكنه قال إن "قسد" غير معنية بها، ورأى أن "الموضوع يتعلق بحزب العمال الكردستاني، ونداء إلقاء السلاح لحزب العمال الكردستاني يتعلق به ولا يتعلق بقواتنا" في شمال شرقي سورية. وتتهم تركيا حزب العمال الكردستاني أيضا بالقتال في شمال شرقي سورية ضمن "قوات سوريا الديموقراطية" التي يقودها الأكراد وتلقى دعم واشنطن، وأدت دوراً أساسياً ضد تنظيم "داعش" الإرهابي.

إيران: خطوة مهمة لنبذ العنف

إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقايي ترحيب بلاده بدعوة أوجلان، وقال في بيان مقتضب إن هذا القرار "خطوة مهمة لنبذ العنف"، مؤكدا أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية ترحب بأي مسار يؤدي إلى وقف الإرهاب وتعزيز الأمن في البلد الجار تركيا". وأعرب المتحدث الإيراني عن أمله في أن تكون لـ"هذا التحول آثار إيجابية على صعيد المنطقة".

كما رحّب الاتحاد الأوروبي بدعوة أوجلان، وقال أنور العوني المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي، بحسب ما نقلت وكالة رويترز، إنّ "إطلاق عملية سلام ذات مصداقية تهدف إلى التوصل لحل سياسي للقضية الكردية سيكون خطوة إيجابية للوصول إلى حل سلمي ومستدام"، وأضاف "إيجاد حل عادل ودائم يحترم الحقوق الأساسية وسيادة القانون لن يعود بالنفع على جميع المواطنين الأتراك فحسب، بل سيساهم أيضاً في استقرار المنطقة بأكملها".