ترامب ينتقد بوتين وزيلينسكي ويحذر من التراجع عن اتفاق المعادن
استمع إلى الملخص
- حذر ترامب زيلينسكي من "مشاكل كبيرة" إذا تراجع عن اتفاق المعادن النادرة، وهدد بفرض رسوم على النفط الروسي، لكنه خفف لهجته لاحقاً.
- تلقى زيلينسكي نسخة جديدة من اتفاق المعادن النادرة، تثير مخاوف أوكرانيا، حيث تمنح واشنطن سيطرة على مشاريع الطاقة والمعادن دون ضمانات أمنية.
أبدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب انزعاجه، أمس الأحد، من الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي في ظل استمرار تعثر جهود استئناف محادثات وقف إطلاق النار التي تجري بوساطة أميركية وتلميحات أوكرانية بعدم الرضى عن مسودة جديدة لاتفاق المعادن النادرة في أوكرانيا. ويسعى ترامب منذ توليه منصبه إلى إنهاء سريع للحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات في أوكرانيا، ولكن إدارته فشلت في التوصل إلى اختراق حقيقي حتى الآن.
وحذر ترامب الرئيس الأوكراني من أنه سيواجه "مشاكل كبيرة" في حال تراجع عن إبرام اتفاق يتيح للولايات المتحدة استغلال المعادن الأوكرانية النادرة. وقال ترامب للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية: "أرى أنه يحاول التراجع عن اتفاق المعادن الأرضية النادرة. في حال فعل ذلك فسيواجه بعض المشاكل. مشاكل كبيرة، كبيرة جداً"، وأضاف "اتفقنا على صفقة بشأن المعادن النادرة، والآن يقول، حسنا، كما تعلمون، أريد إعادة التفاوض على الصفقة. إنه يريد أن يكون عضوا في حلف الناتو. حسنا، لم يكن أبدا لينضم إلى الناتو. إنه يفهم ذلك. لذا، إذا كان يتطلع لإعادة التفاوض على الصفقة، فستكون لديه مشاكل كبيرة".
كما انتقد ترامب نظيره الروسي وقال إنّه "غاضب جداً" من بوتين، مهدداً بفرض رسوم جديدة على النفط الروسي، وقالت المذيعة على شبكة "إن بي سي" كريستين ويلكر إن ترامب اتصل بها، صباح الأحد، للتعبير عن غضبه من تشكيك بوتين بمستقبل زيلينسكي بصفة قائد، ونقلت عنه تحذيره من أنه "إذا لم نتمكن، أنا وروسيا، من التوصل إلى اتفاق لوقف حمام الدم في أوكرانيا، وفي حال رأيت أنّ ذلك كان خطأ روسيا، فسوف أفرض رسوماً جمركية ثانوية على النفط الذي يخرج من روسيا". وأشارت ويلكر إلى أنّ ترامب قال لها إنّه "كان غاضباً جداً ومنزعجاً" عندما بدأ بوتين بالإدلاء بتعليقات بشأن صدقية زيلينسكي وأخذ يتحدث عن قيادة جديدة في أوكرانيا، وأشار إلى أنّه سيتحدّث الى الرئيس الروسي خلال الأسبوع المقبل.
ولكن ترامب خفف من لهجته لاحقاً تجاه بوتين وقال للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية خلال عودته إلى واشنطن من منزله في مارآلاغو بفلوريدا: "شعرت بخيبة أمل بطريقة ما"، معرباً عن انزعاجه من تشكيك بوتين بمصداقية زيلينسكي، لأنه "من المفترض أن يعقد صفقة معه، سواء أعجبك أم لا". وأضاف ترامب: "لذلك لم أكن سعيداً بذلك. بالتأكيد لن أرغب في فرض رسوم جمركية ثانوية على روسيا".
ورفض بوتين خطة أميركية أوكرانية مشتركة لوقف إطلاق النار لمدّة 30 يوماً، واقترح، يوم الجمعة، أن يتنحى زيلينسكي في إطار عملية السلام وإخضاع أوكرانيا لإدارة مؤقتة للسماح بإجراء انتخابات جديدة وتوقيع اتفاقيات رئيسية بهدف التوصل إلى تسوية. وكثيراً ما شكّك بوتين، الموجود في السلطة منذ 25 عاماً والذي انتخب عدة مرات من دون وجود منافس فعلي في وجهه، في "شرعية" زيلينسكي بصفة رئيس بعد انتهاء ولايته، التي استمرت خمسة أعوام، في أيار/مايو 2024. ووفق القانون الأوكراني يتمّ تعليق إجراء انتخابات خلال فترة النزاعات العسكرية الكبرى، في حين أعلن جميع معارضي زيلينسكي المحليين أنه ينبغي عدم إجراء انتخابات قبل انتهاء الحرب.
وكان زيلينسكي قد أعلن، يوم الجمعة، أنه تلقى من الولايات المتحدة نسخة جديدة من الاتفاق حول المعادن النادرة في أوكرانيا، لكنه أشار إلى أن مسودة اتفاق المعادن الجديدة التي اقترحتها الولايات المتحدة "مختلفة تماماً" عن إطار عمل سابق، مشيراً إلى أنها ستتطلب تقييماً قانونياً إضافياً. وأضاف أن بلاده لا تعتبر المساعدات العسكرية الأميركية التي تمت الموافقة عليها في السابق قروضاً يجب سدادها.
من جهتها، قالت صحيفة واشنطن بوست نقلاً عن مسؤولين أوكرانيين إن إدارة ترامب قدمت مقترحاً جديداً لصفقة المعادن بتغييرات جذرية، مشيرة إلى أن مسودة الاتفاق الجديدة توحي بأن أوكرانيا خسرت الحرب مع واشنطن وعليها تعويضها، على حد وصف المسؤولين. وأكد المسؤولون الأوكرانيون للصحيفة الأميركية أن مسودة صفقة المعادن الجديدة "تثير مخاوف كييف وتصنف المساعدات الأميركية خلال الحرب قروضاً تسدد بفوائد"، وأضافوا أن الصفقة الجديدة "تمنح واشنطن سيطرة على كل مشاريع الطاقة والمعادن، ولا تشمل أي ضمانات أمنية".
ويسعى ترامب إلى عقد اتفاقية مع كييف تضمن للولايات المتحدة الوصول إلى موارد أوكرانيا من المعادن الاستراتيجية والنادرة واستغلالها، ويطالب ترامب بهذه الاتفاقية مقابل المساعدة العسكرية والمالية التي قدمتها الولايات المتحدة لأوكرانيا منذ ثلاث سنوات، كما يمارس الرئيس الأميركي ضغوطاً على زيلينسكي لإبداء مرونة أكبر والتجاوب مع مساعي واشنطن للتوصل إلى وقف الحرب الروسية على أوكرانيا.
وكان زيلينسكي قد زار واشنطن في 28 فبراير/شباط الماضي لتوقيع الاتفاقية ولكن لقاءه مع ترامب تحول إلى مشادة عنيفة أمام وسائل الإعلام بين الرجلين، واشترك فيها نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، وانتهت تلك المشادة في البيت الأبيض إلى مغادرة الوفد الأوكراني دون توقيع الاتفاق، واعتبر ترامب أن زيلينسكي "قلل من احترام" الولايات المتحدة في المكتب البيضاوي، وأضاف أن زيلينسكي "يمكنه العودة عندما يكون مستعداً للسلام".
(فرانس برس، أسوشييتد برس، العربي الجديد)