ترامب يعلن شنّ ضربات أميركية "حاسمة" على الحوثيين في اليمن: انتهى وقتكم

15 مارس 2025
تصاعد الدخان إثر الغارات على صنعاء، 15 مارس 2025 (خالد عبد الله/رويترز)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن ضربة عسكرية ضد الحوثيين في اليمن، متهماً إياهم بالقرصنة والعنف ضد المصالح الأميركية، ودعا إيران لوقف دعمها لهم.
- رد الحوثيون بالإعلان عن غارات أميركية إسرائيلية بريطانية على صنعاء، مما أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين، واعتبروا ذلك عدواناً غادراً، مؤكدين استعدادهم للرد.
- أطلقت القيادة المركزية الأميركية عملية واسعة النطاق ضد الحوثيين، شملت ضربات دقيقة على أهداف مدعومة من إيران، بهدف الدفاع عن المصالح الأميركية واستعادة حرية الملاحة.

غارات أميركية إسرائيلية بريطانية استهدفت صنعاء بحسب جماعة الحوثي

ترامب للحوثيين: لقد انتهى وقتكم ويجب أن تتوقف هجماتكم

"نيويورك تايمز": الضربات نفذتها طائرات من الحاملة هاري إس. ترومان

وجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، السبت، بتنفيذ ضربه عسكرية "حاسمة وقوية" ضد الحوثيين في اليمن، وقال ترامب على منصة تروث سوشال: "اليوم، أمرت الجيش الأميركي بشن عملية عسكرية حاسمة وقوية ضد الإرهابيين الحوثيين في اليمن"، مضيفاً أن الحوثيين "شنوا حملة متواصلة من القرصنة والعنف والإرهاب ضدّ السفن والطائرات والمُسيّرات الأميركية، وغيرها"، وتوجه ترامب إلى الحوثيين بالقول: "لقد انتهى وقتكم ويجب أن تتوقف هجماتكم ابتداءً من اليوم. إن لم تفعلوا، فستُصبّ النار عليكم كما لم تروا من قبل"، مضيفاً في حديث لإيران: "يجب أن يتوقف دعم الإرهابيين الحوثيين على الفور".

وأعلنت جماعة الحوثيين في اليمن، مساء السبت، أن غارات أميركية إسرائيلية بريطانية استهدفت مواقع في العاصمة صنعاء أدت إلى مقتل 13 مدنياً وإصابة تسعة آخرين في حصيلة أولية. ونقل موقع "26 سبتمبر" الناطق باسم وزارة دفاع الجماعة عن مصادر محلية، لم يسمها، قولها إنّ "طيران العدو الأميركي الإسرائيلي شنّ سلسلة غارات جوية على العاصمة صنعاء"، وأشارت المصادر إلى "سماع انفجارات عنيفة جراء الغارات". بدورها، ذكرت قناة المسيرة التابعة للحوثيين أنّ "عدواناً أميركياً بريطانياً بغارات استهدفت حياً سكنياً في مديرية شعوب شمالي صنعاء".

وأشارت "المسيرة" إلى "تضرر عدد من المباني السكنية إثر العدوان الأميركي البريطاني على حي سكني في مديرية شعوب شمال العاصمة"، مضيفة أنّ "فرق الدفاع المدني تواصل جهودها في المنطقة المتضرّرة بالعدوان الأميركي البريطاني شمال العاصمة"، وأفادت مصادر محلية "العربي الجديد" بأنّ الغارات استهدفت عدداً من المنازل بالإضافة إلى مبنى الجامعة التخصصية في حي الجراف، شمالي صنعاء. وفي وقت لاحق، ذكرت قناة المسيرة أنّ "عدواناً أميركياً بريطانياً استهدف مساء السبت شمال مدينة صعدة"، من دون ذكر أي تفاصيل. وتعد غارات اليوم هي الأولى التي تشنّها الإدارة الأميركية الجديدة منذ وصول ترامب إلى سدة الحكم في ولايته الثانية في يناير/ كانون الثاني الماضي.

الحوثيون يتوعدون: العدوان لن يمر دون رد

وفي أول رد فعل، شدد المكتب السياسي للحوثيين، في بيان، على أن "العدوان لن يمر دون رد وأن القوات المسلحة اليمنية على أتم الجاهزية لمواجهة التصعيد بالتصعيد". وأضاف أنّ "استهداف العدوان الأميركي البريطاني الأحياء السكنية في العاصمة صنعاء عدوان غادر وآثم، وأن استهداف المدنيين والأعيان المدنية جريمة حرب مكتملة الأركان". وأردف "استهداف المدنيين دليل مضاف على الإرهاب الأميركي بحق الشعوب والدول المناهضة له، كما أن العدوان الأميركي البريطاني يؤكد أن أميركا كانت ولا تزال تحارب نيابة عن الكيان الصهيوني".

القيادة المركزية الأميركية تطلق عملية واسعة النطاق ضد الحوثيين

وفي السياق، أعلنت القيادة المركزية الأميركية، اليوم السبت، إطلاق عملية واسعة النطاق ضد الحوثيين في اليمن. وجاء في منشور للقيادة على منصة إكس أرفقته بفيديو مصور للطائرات التي شنت الضربات: "في 15 مارس/ آذار، أطلقت القيادة المركزية الأميركية سلسلة عمليات شملت ضربات دقيقة ضد أهداف للحوثيين المدعومين من إيران في جميع أنحاء اليمن للدفاع عن المصالح الأميركية، وردع الأعداء، واستعادة حرية الملاحة".

من جانبها، نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية عن مسؤولين أميركيين قولهم إنّ الضربات على اليمن نفذتها طائرات مقاتلة من حاملة الطائرات "هاري إس. ترومان" الموجودة الآن في شمال البحر الأحمر، وأوضح المسؤولون أنّ طائرات هجومية تابعة للقوات الجوية وطائرات من دون طيار مسلحة أطلقت من قواعد في المنطقة شاركت في الهجوم.

وصرّح المسؤولون الأميركيون للصحيفة بأنّ ضربات اليوم جاءت نتيجة سلسلة من الاجتماعات رفيعة المستوى في البيت الأبيض هذا الأسبوع بين ترامب وكبار مساعديه للأمن القومي، بمن فيهم نائب الرئيس جي دي فانس؛ ووزير الخارجية ماركو روبيو، ومستشار الرئيس للأمن القومي مايكل والتز، ووزير الدفاع بيت هيغسيث، وقائد القيادة المركزية للجيش الأميركي الجنرال مايكل كوريلا، وقد وافق ترامب على الخطة، أمس الجمعة.

ولفت مسؤولون أميركيون إلى أنّ الغارات الجوية ضد ترسانة الحوثيين، المدفون جزء كبير منها في أعماق الأرض، قد تستمر لأيام عدة، ويزداد نطاقها تبعاً لرد فعل الحوثيين، وأضاف المسؤولون الأميركيون لـ"نيويورك تايمز" أن بعض مساعدي الأمن القومي يرغبون في شن حملة أكثر عدوانية من شأنها أن تؤدي إلى فقدان الحوثيين السيطرة على أجزاء كبيرة من شمال البلاد، لكن ترامب لم يُقر هذه الاستراتيجية بعد، خشية توريط الولايات المتحدة في صراع  بالمنطقة تعهد بتجنبه خلال حملته.

وبحسب "نيويورك تايمز"، فإن القيادة المركزية الأميركية، التي نفذت هجمات على الحوثيين بانتظام، شنّت الضربات اليوم على صنعاء من دون مساعدة أي دولة أخرى. وفي الأسابيع الأخيرة، أغضب الحوثيون ترامب بإطلاق صاروخ أرض-جو على طائرة إف-16 تابعة لسلاح الجو كانت تحلق فوق البحر الأحمر، وأخطأها. واختفت طائرة بدون طيار تابعة للجيش الأميركي من طراز إم كيو-9 ريبر فوق البحر الأحمر في نفس اليوم الذي قال فيه مسلحو الحوثي إنهم أسقطوا طائرةً.

وكان المتحدث العسكري باسم جماعة أنصار الله في اليمن (الحوثيين) يحيى سريع، قد أعلن مساء الثلاثاء الماضي، عن استئناف الجماعة عملياتها ضد السفن الإسرائيلية كافة في البحرين الأحمر والعربي وباب المندب وخليج عدن، وذلك حتى فتح معابر قطاع غزة ودخول احتياجاته من غذاء ودواء، وجاء بيان الحوثيين بعد انتهاء المهلة التي منحتها الجماعة لإسرائيل لدخول المساعدات إلى قطاع غزة.

من جانبه، أعلن زعيم جماعة الحوثي، عبد الملك الحوثي، الأربعاء الماضي، أنّ "حظر الملاحة الصهيونية ليس سقف موقفنا إنما هو الخطوة الأولى في موقفنا"، مؤكداً: "سنتجه إلى خطوات تصعيدية أخرى وبسقف عالٍ إذا استمر العدو الإسرائيلي في تجويع الشعب الفلسطيني، ولم يسمح بدخول المساعدات، والخيارات العملية كلّها مطروحة على الطاولة إزاء استمرار التجويع للشعب الفلسطيني".

وأكد الحوثي أنه ستُستهدَف أي سفينة إسرائيلية تعبر منطقة العمليات المعلنة، وهذه خطوة عملية وموقف ضروري، مشيراً إلى أن "ما قام به العدو من منع دخول المساعدات إلى قطاع غزة وإغلاق المعابر يهدف إلى التجويع للشعب الفلسطيني في القطاع"، ومشيراً إلى أن التجويع لمليوني فلسطيني في قطاع غزة جريمة كبرى توصف بكل أوصاف الجرائم الكبرى، فهي جريمة حرب، وجريمة ضد الإنسانية.

المساهمون