استمع إلى الملخص
- يواجه المشروع انتقادات حادة لعدم قابليته للتنفيذ وارتفاع تكلفته، حيث وصفه البعض بأنه "احتيال" لإنفاق أموال دافعي الضرائب على استراتيجية غير مثبتة الفعالية.
- يشير الخبراء إلى أن المشروع يختلف عن "القبة الحديدية" الإسرائيلية، حيث أن حماية الولايات المتحدة الشاسعة تتطلب أنظمة فضائية قد تستغرق 7-10 سنوات لإنشائها.
كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن خطط بناء درع صاروخية باسم "القبة الذهبية" بهدف حماية الولايات المتحدة من هجمات خارجية مؤكدا أنها ستوضع في الخدمة في نهاية ولايته الثانية. وقال ترامب في البيت الأبيض: "خلال الحملة الانتخابية وعدت الشعب الأميركي بأني سأبني درعا صاروخية متطورة جدا" مضيفا: "يسرني اليوم أن أعلن أننا اخترنا رسميا هيكلية هذه المنظومة المتطورة". وقال إن الكلفة الإجمالية للمشروع تصل إلى "حوالى 175 مليار دولار" عند إنجازه.
وفي 28 يناير/كانون الثاني الماضي، وقع ترامب قراراً رئاسياً وجّه فيه وزارة الدفاع لتطوير نظام دفاعي شامل يعتمد على أجهزة استشعار فضائية لرصد الصواريخ فرط الصوتية المتقدمة، مثل تلك التي تطورها الصين، والتي يمكنها الإفلات من أنظمة الرادار الأرضية التقليدية.
وفي خطاب لاحق، شدد ترامب على الحاجة إلى نظام دفاعي شبيه بنظيره الإسرائيلي، قائلاً: "أطالب الكونغرس بتمويل مشروع القبة الذهبية، وهو نظام دفاع صاروخي متطور يُنتَج بالكامل داخل الولايات المتحدة، من أجل حماية بلادنا". بدوره، وصف العضو السابق في الكونغرس جون تيرني، فكرة ترامب بأنها "احتيال يرمي إلى إنفاق أموال دافعي الضرائب على استراتيجية دفاعية غير مثبتة الفعالية".
وواجه مشروع "القبة الذهبية" الدفاعية الذي تبناه ترامب، انتقادات حادة بدعوى أنه غير قابل للتنفيذ لحماية المجال الجوي للولايات المتحدة، فضلًا عن تكلفته الباهظة. ونقل تقرير نشرته شبكة "سي أن أن" الأميركية في مارس/آذار الفائت عن مصادر عدّة، أن مشروع "القبة الذهبية" الذي يهدف إلى حماية المجال الجوي للولايات المتحدة "لا يحمل أي معنى استراتيجي".
واعتبرت المصادر نفسها أن المشروع يمثل محاولة لإعادة طرح خطط غامضة سابقة من إدارة ترامب لإنشاء نظام دفاع صاروخي مشابه لـ"القبة الحديدية" الإسرائيلية، وأشار التقرير إلى أن المشروع يأتي في وقت تسعى فيه وزارة الدفاع الأميركية "بنتاغون" لتقليص النفقات، بينما توجه انتقادات لإدارة ترامب على خلفية إدراج بند تمويلي جديد لهذا المشروع ضمن موازنة الأعوام 2026 ـ 2030.
ورأى عدد من الخبراء أن التشبيه بين القبة الحديدية الإسرائيلية و"القبة الذهبية" المقترحة "غير دقيق"، موضحين أن حماية دولة الاحتلال الإسرائيلي التي تعادل مساحتها تقريباً ولاية نيوجيرسي، من تهديدات قصيرة المدى، يختلف تماماً عن حماية دولة شاسعة مثل الولايات المتحدة. وأشار الخبراء إلى أن الأنظمة الفضائية المراد استخدامها في المشروع المقترح، ستكون عرضة للهجمات المعادية، كما أن إنشاءها قد يستغرق ما بين 7 و10 سنوات، ولن تكفي سوى لحماية المدن الكبرى والمنشآت الفيدرالية الحساسة.
(فرانس برس، العربي الجديد)