استمع إلى الملخص
- التقى السفير الإيراني في موسكو مع نائب وزير الخارجية الروسي لمناقشة البرنامج النووي الإيراني، وأبدت روسيا استعدادها للوساطة بين واشنطن وطهران، وسط تكهنات بأن وزير الخارجية الروسي قد يحمل رسالة أميركية إلى إيران.
- أكد وزير الخارجية الإيراني أن البرنامج النووي لا يمكن تدميره عسكريًا، محذرًا من هجوم إسرائيلي محتمل، بينما أعاد ترامب فرض سياسة "الضغوط القصوى" على طهران.
كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن إرساله خطاباً إلى القيادة الإيرانية، أول أمس الأربعاء، للتفاوض على اتفاق نووي، قبل أن تنفي إيران الأمر، مؤكدة أنها لم تتلقَّ بعد رسالة كهذه. وأكد ترامب أنه يريد التفاوض على اتفاق نووي مع إيران، مضيفاً، في مقابلة مع قناة فوكس بيزنس بُثت اليوم الجمعة: "قلت إني آمل أن تتفاوضوا، لأن الأمر سيكون أفضل بكثير بالنسبة لإيران". وتابع، وفق "رويترز": "أعتقد أنهم يريدون الحصول على هذه الرسالة. البديل الآخر هو أن نفعل شيئاً، لأنه لا يمكن السماح بامتلاك سلاح نووي آخر".
وفي وقت لاحق، قال ترامب في تصريح له إن شيئاً ما سيحدث مع إيران قريباً، مضيفاً أنه يأمل في اتفاق سلام يمنع طهران من امتلاك سلاح نووي.
ويبدو أن الرسالة كانت موجهة إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي. ولم يرد البيت الأبيض على الفور على سؤال بهذا الشأن، وفق "رويترز". وسارعت إيران إلى نفي تلقيها مثل هذه الرسالة من ترامب، وذلك على لسان البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة في نيويورك، التي قالت: "لم نتلقَّ بعد رسالة كهذه".
ونفي البعثة الإيرانية، ليس مطلقاً لوجود مثل هذا الخطاب، فقد قالت إن بلادها لم تتلقَّه "بعد"، ما يعني أن الرسالة ربما تكون قد سُلّمت إلى جهة إقليمية أو دولية لم تسلّمها بعد لطهران. وفي السياق كان لافتاً لقاء السفير الإيراني في موسكو كاظم جلالي، نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، اليوم الجمعة، وفق بيان للخارجية الروسية، التي قالت إن الطرفين ناقشا "مواضيع ذات الاهتمام المشترك الموجودة على جدول الأعمال الدولي، على خلفية الاجتماع الجاري لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وكذلك الجهود الدولية لأجل حل البرنامج النووي الإيراني".
ولم يشر البيان الروسي ما إذا كانت موسكو قد تسلّمت الرسالة من أميركا وسلّمها ريابكوف لجلالي، لكن ما يزيد من هذه الاحتمالية هو إعلان روسيا أخيراً استعدادها للوساطة بين الإدارة الأميركية وطهران. كما أفادت وسائل إعلام أميركية وروسية بأن وزيري خارجية البلدين قد بحثا الملف الإيراني خلال لقائهما الأخير في السعودية، علماً أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف زار إيران، الثلاثاء الماضي، وسط تكهنات بأنه يحمل رسالة أميركية إلى إيران بشأن بدء المفاوضات التي أعلن المرشد الإيراني علي خامنئي الشهر الماضي حظرها.
وجددت إيران هذا الأسبوع تأكيدها أنها لن تتفاوض مع واشنطن تحت الضغوط القصوى. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية فاطمه مهاجراني، الثلاثاء الماضي، إنّ التفاوض "أمر إرادي ولا يمكن لأحد أن يجبر آخر على الجلوس إلى طاولة التفاوض".
وتابعت مهاجراني، في مؤتمرها الصحافي الأسبوعي، أنّ "التفاوض يجب أن يكون على شكل حوار يوصل الأشخاص إلى هدف مشترك"، لافتة إلى أنّ إيران لا تريد أن يحدث لها ما حصل من "إهانات" للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في إشارة إلى لقائه المتوتر مع ترامب الأسبوع الماضي.
عراقجي: لا يمكن تدمير برنامج إيران النووي عسكرياً
وفي سياق الملف النووي الإيراني، أكد وزير الخارجية عباس عراقجي في مقابلة مع وكالة فرانس برس، اليوم الجمعة، أنه لا يمكن تدمير البرنامج النووي الإيراني عسكرياً، عقب تهديد إسرائيلي في هذا الصدد. وقال عراقجي على هامش اجتماع لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة "أولاً، وقبل كل شيء، لا يمكن تدمير البرنامج النووي الإيراني من خلال العمليات العسكرية (...) هذه تكنولوجيا حققناها، والتكنولوجيا موجودة في العقول ولا يمكن قصفها".
وحذر عراقجي من أن شن إسرائيل هجوماً على إيران سيشعل "حريقاً واسع النطاق" في منطقة الشرق الأوسط، قائلاً في المقابلة على هامش اجتماع منظمة التعاون الإسلامي في جدة إن "الإسرائيليين أنفسهم يعرفون... أن أي عمل ضد إيران سوف يتبعه عمل مماثل ضد إسرائيل. أعتقد أنه إذا حدث هجوم على إيران، فإن هذا الهجوم قد يتحول إلى حريق واسع النطاق في المنطقة".
ورغم تأكيده مراراً أنه يفضل اتفاقاً نووياً سلمياً مع إيران، وقّع ترامب الشهر الماضي أمراً يعيد فرض سياسة "الضغوط القصوى" على طهران. وتهدف خطوة ترامب إلى حرمان طهران من امتلاك سلاح نووي وخفض صادراتها النفطية إلى الصفر. وأعادت هذه الخطوة إلى الأذهان السياسة الأميركية الصارمة تجاه إيران التي مارسها ترامب المنتمي إلى الحزب الجمهوري طوال فترة ولايته الأولى (2016-2020). واتهم ترامب سلفه المنتمي إلى الحزب الديمقراطي جو بايدن بإضعاف نهج الولايات المتحدة تجاه إيران.
وقال المندوب الإيراني الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا محسن نذيري أصل، أول من أمس الأربعاء، إن سياسة الضغوط على بلاده "لأجل تنفيذ أحادي للالتزامات النووية لها نتيجة معكوسة"، وأفاد بأنّ بلاده "ستعود عن إجراءاتها التصحيحية (النووية) بعد رفع مؤثر وقابل للتحقق للعقوبات" التي فرضتها الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي وفرنسا وبريطانيا وألمانيا.