ترامب يصف زيلينسكي بالديكتاتور.. وأوكرانيا والاتحاد الأوروبي يردّان

20 فبراير 2025   |  آخر تحديث: 21:54 (توقيت القدس)
ترامب يتحدث إلى صحافي على متن طائرة، 19 فبراير 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- جدد ترامب انتقاداته لزيلينسكي، مشيراً إلى إمكانية التفاوض مع روسيا لإنهاء الحرب، مما أثار انتقادات من الديمقراطيين والجمهوريين الذين يدعمون مقاومة أوكرانيا.
- بوتين أشار إلى أن نجاح المفاوضات يعتمد على الثقة بين موسكو وواشنطن، ورفض الكرملين أي خطة بريطانية لإرسال قوات إلى أوكرانيا.
- ماكرون أكد شرعية زيلينسكي ودعا لتعزيز الجهود الأوروبية، معلناً أن فرنسا لن ترسل قوات قبل إبرام اتفاق سلام.

جدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب انتقاداته للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأربعاء، وقال في مؤتمر في فلوريدا إنه كان بمقدوره الحضور لإجراء محادثات مع روسيا في السعودية لو أراد ذلك. وقال ترامب إنه يأمل في التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا قريبا. وحذر ترامب نظيره الأوكراني من أنه "من الأفضل له أن يتحرك بسرعة" للتفاوض على إنهاء الحرب الروسية ضد بلاده، وإلا فإنه قد يخاطر بعدم امتلاك دولة ليحكمها. كما قال ترامب للصحافييين على متن الطائرة الرئاسية: "أعتقد أنّ الروس يريدون للحرب أن تنتهي... لكنّني أعتقد أنهم في موقع قوة إلى حدّ ما لأنّهم سيطروا على الكثير من الأراضي، لذا فإنّهم في موقع قوة".

وتأتي لهجة ترامب الحادة تجاه أوكرانيا في ظل تصاعد التوتر بين الرئيسين، وتزايد الخلافات بين واشنطن ومعظم الدول الأوروبية بشأن نهج ترامب في تسوية أكبر صراع تشهده القارة منذ الحرب العالمية الثانية. وأثارت تصريحات ترامب القاسية بحق زيلينسكي انتقادات من الديمقراطيين وحتى من بعض الجمهوريين في الولايات المتحدة، حيث حظيت مقاومة أوكرانيا للحرب الروسية بدعم من الحزبين. من جانبه، قال زيلينسكي إن ترامب وقع في فخ الدعاية الروسية، لكن نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس سارع إلى تحذيره من مخاطر انتقاد الرئيس الجديد علنا.

ويسعى ترامب إلى إنهاء القتال وفق شروط تراها كييف مواتية جدا لموسكو، واستخدم منشورا مطولا على منصته "تروث سوشيال" لمهاجمة زيلينسكي، واصفا إياه بأنه "ديكتاتور بلا انتخابات". وقال ترامب في منشوره: "تخيلوا، ممثل كوميدي ناجح بشكل متواضع، فولوديمير زيلينسكي، أقنع الولايات المتحدة بإنفاق 350 مليار دولار لخوض حرب لم يكن بالإمكان الانتصار فيها، ولم يكن ينبغي أن تبدأ أبدا، لكنها حرب لن يتمكن من تسويتها أبدا من دون الولايات المتحدة وترامب". في حين قال الاتحاد الأوروبي رداً على ترامب الذي وصف زيلينسكي بالديكتاتور، إن "أوكرانيا ديمقراطية وروسيا برئاسة بوتين ليست كذلك".

من جهته، أعلن زيلينسكي أنه سيلتقي الموفد الأميركي كيث كيلوغ، اليوم الخميس، مبدياً أمله بعمل "بنّاء" مع الولايات المتحدة. وقال زيلينسكي في مداخلته اليومية، الأربعاء: "من المقرر أن نلتقي الجنرال كيلوغ غداً (اليوم)، ومن الأهمية بمكان بالنسبة لنا أن يحصل هذا الاجتماع، وعملنا مع أميركا بشكل عام بنّاء". وأضاف: "معا، مع أميركا وأوروبا، يمكن تحقيق سلام يعوّل عليه، وذلك هو هدفنا. والأهمّ أنّ هذا ليس هدفنا فحسب، بل هدف مشترك مع شركائنا".

وأكد زيلينسكي أنّ "المستقبل ليس مع (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين، بل مع السلام"، وشدّد على أنه "يعوّل على وحدة أوكرانيا" وعلى "وحدة أوروبا" و"براغماتية أميركا". ولفت زيلينسكي الى أنّ بلاده أرادت نهاية لهذه الحرب منذ "اللحظة الأولى" التي غزت فيها روسيا أوكرانيا في فبراير/ شباط 2022، وأنه يريد اتفاق سلام يضمن عدم شنّ موسكو هجوما آخر، وقال: "أنا واثق من أننا سننهي (الحرب) بسلام مستدام. وبذلك، لن تتمكن روسيا من دخول أوكرانيا مجددا، ويتحرر الأوكرانيون من الأسر الروسي ويصبح لأوكرانيا مستقبل. إنها رغبة طبيعية لدى كل أمة".

في موازاة ذلك، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، إن أوكرانيا لن تُستبعد من مفاوضات تستهدف إنهاء الحرب، لكن نجاح ذلك يتوقف على زيادة مستوى الثقة بين موسكو وواشنطن. كما أعلن الكرملين الخميس، أنه يتفق تماماً مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعدما حث نظيره الأوكراني على "التحرك بسرعة" لإنهاء الصراع في بلاده. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: "هذا الموقف أكثر ملاءمة لنا من الإدارة السابقة، وهنا نتفق تماماً مع الإدارة الأميركية".

كما قال الكرملين إن أي خطة بريطانية لإرسال قوات إلى أوكرانيا في إطار مهمة حفظ سلام محتملة ستكون غير مقبولة بالنسبة لروسيا، مضيفاً أنه يتابع بقلق تصريحات رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر. وذكر بيسكوف أن الاقتراح غير مقبول لأنه ينطوي على مشاركة قوات من دولة عضو في حلف شمال الأطلسي وبالتالي ستكون له تداعيات على أمن روسيا نفسها. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف هذا الأسبوع إن موسكو ترى "تهديداً مباشراً" في فكرة وجود قوات تابعة لحلف شمال الأطلسي على الأرض في أوكرانيا حتى لو كانت تلك القوات تنتشر هناك تحت علم مختلف.

إيطاليا: لا يمكن ضمان أمن أوروبا بدون أميركا

في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاياني، إن أمن أوروبا وأوكرانيا لا يمكن ضمانه إلا إذا أبقت الولايات المتحدة على وجودها في المنطقة. وقال تاياني في مؤتمر صحافي عقد في مقر حزب (إيطاليا.. إلى الأمام) في روما: "أنا مقتنع تماماً بأن أمن أوكرانيا وأوروبا لا يمكن ضمانه دون الولايات المتحدة".

ماكرون: زيلينسكي رئيس شرعي

من جهته، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الخميس، إن نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رئيس "شرعي"، وإنه على خلاف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تولى منصبه من خلال عملية انتخاب حرة. وجاء حديث ماكرون خلال جلسة أسئلة وأجوبة على وسائل التواصل الاجتماعي في إطار الجهود الحكومية الرامية إلى جعل الشعب الفرنسي أكثر وعياً بتأثير حرب أوكرانيا، والدور الدبلوماسي الفرنسي، والتغير الكبير في موقف الولايات المتحدة تجاه الصراع منذ تولى ترامب منصبه قبل شهر.

كما أعلن ماكرون أنّ بلاده لا تعتزم إرسال قوات إلى أوكرانيا قبل إبرام اتفاق سلام بين كييف وموسكو، داعياً الأوروبيين لتعزيز مجهودهم الحربي "لأننا ندخل حقبة جديدة". وقال ماكرون: "لم أقرّر أن أرسل غدا قوات إلى أوكرانيا، كلا. ما نفكّر فيه هو إرسال قوات لضمان السلام بمجرد التفاوض عليه". وأضاف: "أدقّ ناقوس الخطر الليلة لأنّني مقتنع بأنّنا ندخل حقبة جديدة ستفرض علينا خيارات. سيتعيّن علينا أيضاً إعادة النظر في خياراتنا، في خياراتنا المالية وأولوياتنا الوطنية في هذا العالم الذي يبدأ بالتشكّل".

(رويترز، أسوشييتد برس، العربي الجديد)

المساهمون