ترامب يستقبل رئيس كوريا الجنوبية الاثنين: تطلع إلى تقدم مع الجارة الشمالية

24 اغسطس 2025   |  آخر تحديث: 15:12 (توقيت القدس)
ترامب يتحدث للصحافيين في البيت الأبيض، 22 أغسطس 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- لم ينجح ترامب في احتواء التهديد النووي لكوريا الشمالية رغم لقاءاته مع كيم جونغ أون، بينما تظل منطقة آسيا المحيط الهادئ أولوية للولايات المتحدة.
- في عام 2025، استمرت كوريا الشمالية في تطوير برامجها النووية والباليستية وتحالفت مع روسيا، ولم تنجح محاولات بايدن في فتح حوار معها.
- الرئيس الكوري الجنوبي لي جاي ميونغ يدعم الحوار مع بيونغ يانغ ويعتمد مقاربة من ثلاث مراحل لتخفيف التوتر، تشمل تجميد وخفض وتفكيك البرنامج النووي.

يتفاخر دونالد ترامب بأنه ساعد على إنهاء ست أو سبع حروب في غضون سبعة أشهر، لكنه ما زال بعيداً كلّ البعد عن احتواء التهديد النووي الذي تطرحه كوريا الشمالية، بالرغم من ثلاثة لقاءات مع زعيمها كيم جونغ أون خلال ولايته الأولى. وبغضّ النظر عن التوجّه السياسي للحكومات الأميركية، ديمقراطية كانت أو جمهورية، تعدّ منطقة آسيا المحيط الهادئ الأولوية المطلقة للولايات المتحدة.

ويسعى الرئيس الأميركي يوم الاثنين للإلقاء بثقله على هذا النزاع الذي ما زال قائماً بين الكوريتين والذي يشكّل تهديداً للمنطقة برمّتها، خلال استقباله نظيره الكوري الجنوبي لي جاي ميونغ المؤيّد للحوار مع بيونغ يانغ. ومعروف عن دونالد ترامب، قطب العقارات السابق، الذي ينتهج دبلوماسية شخصية قائمة على الصفقات يصفها بالغريزية "توقه إلى تصدّر عناوين الإعلام"، بحسب ما قال فيكتور تشا؛ الذي كان مستشار الرئيس الجمهوري جورج بوش (2001-2009) المكلّف الشؤون الآسيوية.

وبعد "قمّة في ألاسكا" مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

"لم تسر وفق مبتغاه، قد يكون الرئيس متحمّساً أكثر لهذا اللقاء مع كوريا الجنوبية كي يأتي بنتيجة جيّدة جدّاً"، على ما كشف هذا الخبير في شؤون شبه الجزيرة الكورية، العضو في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) في واشنطن.

واجتمع ترامب بالزعيم الكوري الشمالي ثلاث مرّات في لقاءات تاريخية، أوّلها في سنغافورة في 12 يونيو/ حزيران 2018 وثانيها في هانوي في 28 فبراير/ شباط 2019 وثالثها على خطّ الهدنة منزوع السلاح لعام 1953 في أواخر يونيو 2019 عندما اجتاز الرئيس الأميركي رمزياً الحاجز الفاصل ليخطو خطوات معدودة على أراضي كوريا الشمالية.

"غرام" ترامب وكيم

وبالرغم من "الغرام" القائم بين الزعيمين، على حدّ قول ترامب، لم تُفضِ هذه اللقاءات إلى أيّ تقدّم كبير. وفي عام 2025، باتت كوريا الشمالية مختلفة كثيراً عما كانت عليه الحال في نهاية العقد الثاني من الألفية الجديدة. وصحيح أنها من أكثر بلدان العالم عزلة وعرضة للعقوبات، إلا أن كوريا الشمالية لم تخفّف يوماً من وتيرة تطوير برامجها النووية والباليستية العسكرية، وتحالفت مع روسيا وأرسلت لها أكثر من 10 آلاف جندي وأسلحة لمؤازرتها في حربها مع أوكرانيا، بحسب الاستخبارات الكورية الجنوبية والأميركية.

ولفت تشا إلى أن السبب الرئيسي الذي يجعل "كوريا الشمالية غير مكترثة للحوار مع كوريا الجنوبية والأميركيين، أنها تتلقى كلّ شيء من روسيا". وحتّى جو بايدن (2021-2025)، خلف ترامب في رئاسته الأولى وسلفه في رئاسته الثانية، سعى لمدّ جسور الحوار مع مسؤولين كوريين شماليين، لكن من دون جدوى.

وقد يجد الرئيس الأميركي الجديد الذي قلب في خلال سبعة أشهر النظام الدبلوماسي والاقتصادي على الساحة الدولية في الرئيس لي حليفاً للتقرّب من كوريا الشمالية. وحلّ الرئيس الكوري الجنوبي الجديد خلفاً محلّ يون سوك يول الذي أقيل من منصبه بعد محاولته فرض الأحكام العرفية في البلد.

مقاربة من ثلاث مراحل

ويتّفق لي المحسوب على اليسار مع ترامب على انتقاد الكلفة الباهظة للتحالف العسكري بين الولايات المتحدة وبلده حيث يتمركز 28500 جندي أميركي. لكنه لا يشكّك في جدوى المناورات المشتركة مع واشنطن التي تثير سخط الجارة الشمالية. وقبل واشنطن، زار لي السبت اليابان حيث أعاد تأكيد التزامه التحالف الثلاثي مع الولايات المتحدة، بالرغم من انتقادات اليسار للماضي الاستعماري الياباني في بلده في مطلع القرن العشرين.

وفيما انطلق لي في أوّل جولة خارجية له بصفته رئيساً جديداً لكوريا الجنوبية (ما عدا القمم الدولية)، دخل كيم جونغ أون على الخطّ مجدّداً من خلال الإشراف السبت على تجارب صواريخ دفاعات جوية تستخدم "تكنولوجيا خاصة فريدة من نوعها"، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية. وحذّرت بيونغ يانغ سيول السبت من مغبّة التصعيد، واتّهمت جنودها بإطلاق طلقات تحذيرية الثلاثاء عند الحدود بعد توغّل وجيز لقوّات الشمال.

وفي مسعى لخفض خطر المواجهة بين البلدين اللذين ما زالا تقنياً في حالة حرب منذ النزاع بينهما (1950-1953)، اعتمد الرئيس الكوري الجنوبي مقاربة تستند إلى ثلاث مراحل، هي تجميد البرنامج النووي الكوري الشمالي وخفضه وتفكيكه. ومن شأن هذه المقاربة أن "تلقى استحسان الرئيس ترامب الذي يرغب في التحاور مع كوريا الشمالية"، بحسب ريتشل مينيونغ لي، المحلّلة لدى مركز ستيمسون.

(فرانس برس)

المساهمون