
ترامب يريد "إذعاناً كاملاً" من إيران ويدعو سكان طهران للإخلاء الفوري
استمع إلى الملخص
- دعا ترامب سكان طهران للإخلاء، مطالبًا إيران بالتخلي عن برنامجها النووي، وغادر قمة مجموعة السبع مبكرًا بسبب الأحداث في الشرق الأوسط، مع توجيه مجلس الأمن القومي للاستعداد.
- نفى ترامب ارتباط مغادرته القمة بوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، مؤكدًا على ضرورة تخلي إيران عن برنامجها النووي، مع توجيه حاملة الطائرات "يو إس إس نيميتز" للمنطقة.
بوليتيكو: ترامب يتطلع إلى "إذعان كامل" من جانب إيران
طلب ترامب من مجلس الأمن القومي الاستعداد في غرفة عمليات
ترامب: لا يمكن لإيران امتلاك سلاح نووي
أكد الرئيس الأميركي
دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، أنه لم يتواصل مع إيران من أجل إجراء محادثات سلام بأي وسيلة أو شكل أو صيغة، وأضاف عبر منصته للتواصل الاجتماعي، تروث سوشال "كان يتعين على إيران قبول الاتفاق المطروح على الطاولة". كما قال ترامب في تصريحات للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية، وفق ما نقلته وكالة فرانس برس: "لا أتطلع إلى وقف إطلاق نار، نتطلع إلى نهاية حقيقية للنزاع". فيما أشارت صحيفة بوليتيكو إلى أن ترامب يتطلع إلى "إذعان كامل" من جانب إيران.وقال ترامب للصحافيين في الطائرة الرئاسية التي أقلته من قمة مجموعة السبع في كندا إلى واشنطن، إن ما يريده هو "رضوخ كامل" من إيران من دون أن يوضح ما إذا كان يعني تخليها عن برنامجها النووي أو غير ذلك. وأضاف "لا أتطلع إلى وقف إطلاق نار، نتطلع إلى ... نهاية حقيقية " للنزاع. وجدد تحذيره لطهران من التعرض للقوات أو المصالح الأميركية، متوعداً "سنرد بقوة شديدة، لن يكون هناك أي رادع".
وقال للصحافيين إنه سيكون في غرفة الأزمات في البيت الأبيض باكراً، صباح الثلاثاء، وهي القاعة التي يجمع فيها الرؤساء الأميركيون مجلس الأمن القومي عندما يواجهون أزمات جيوسياسية خطيرة، أو عندما يريدون إصدار أوامر بعمليات عسكرية كبرى. وكتب لاحقاً على منصته "تروث سوشال" أنه لم يتصل بإيران "من أجل إجراء محادثات سلام بأي شكل من الأشكال"، مضيفاً "إن أرادوا التحدث، يعرفون كيف يتصلون بي. كان يجدر بهم القبول بالاتفاق المطروح على الطاولة، لكانوا أنقذوا أرواحاً كثيرة!!!". وأضاف أنه ليس "في مزاج جيد للتفاوض".
وكان ترامب قد دعا، في وقت سابق اليوم الثلاثاء، جميع سكان العاصمة الإيرانية طهران إلى "الإخلاء فوراً". وقال ترامب على منصته الاجتماعية تروث سوشال: "كان يجب على إيران توقيع الاتفاق عندما طلبت منها التوقيع. يا لها من خسارة وإهدار للأرواح البشرية. ببساطة، لا يمكن لإيران امتلاك سلاح نووي. لقد كررتُ ذلك مراراً وتكراراً! على الجميع إخلاء طهران فوراً!". ولم يقدّم ترامب أي تفاصيل حول منشوره.
وبعد وقت قصير من دعوته، أعلن البيت الأبيض أنّ ترامب سيغادر قمة مجموعة السبع في كندا قبل يوم مما كان مقرراً، "بسبب الأحداث في الشرق الأوسط"، فيما أفادت قناة فوكس نيوز بأنّ الرئيس الأميركي طلب من مجلس الأمن القومي الاستعداد في غرفة عمليات. ونقلت "رويترز" عن ترامب قوله: "يجب أن أعود إلى واشنطن في أقرب وقت ممكن لأسباب واضحة".
وأفادت شبكة "سي أن أن" الأميركية بأنّ رسالة ترامب بدت مُصممة لزيادة الضغط على إيران للجلوس إلى طاولة المفاوضات. وقد وجّه ترامب أعضاء فريقه، بمن فيهم مبعوث الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، لمحاولة عقد اجتماع مع مسؤولين إيرانيين في أسرع وقت ممكن، وفقاً لما نقلته الشبكة عن شخص مطلع على الأمر ومسؤول أميركي، في إطار سعيه الحثيث لتحديد مدى جدية إيران في اللجوء إلى الدبلوماسية لحل الصراع مع إسرائيل.
وبعيد الإعلان عن مغادرته كندا، أوضح ترامب أن مغادرته المبكرة قمة مجموعة السبع "لا علاقة لها بوقف إطلاق نار" بين إسرائيل وإيران، آخذاً بشدة على الرئيس الفرنسي تقديمه الوضع على هذا النحو. وكتب ترامب عبر "تروث سوشال": "الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المحب للدعاية الشخصية، قال خطأ إنني غادرت قمة مجموعة السبع في كندا لأعود إلى واشنطن للعمل على (وقف إطلاق نار) بين إسرئيل وإيران. هذا خطأ! لا يملك أي فكرة عن سبب عودتي إلى واشنطن، لكن بالتأكيد لا علاقة له بوقف إطلاق نار. بل أكبر من ذلك بكثير. إيمانويل يخطئ الفهم دائماً. ابقوا على السمع!".
وكان ماكرون قد قال، الاثنين، إنّ الرئيس الأميركي قدّم عرضاً بشأن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران. وقال لصحافيين خلال قمة مجموعة السبع: "هناك بالفعل عرض للقاء والتواصل. جرى تقديم عرض خصيصى للتوصل إلى وقف إطلاق نار ومن ثم بدء مناقشات أوسع نطاقاً".
وأضاف ماكرون أن محاولة تغيير النظام في إيران بالقوة ستكون "خطأ استراتيجياً"، مردفاً "كل من يعتقد أن الضرب بالقنابل من الخارج سينقذ بلداً رغماً عنه فهو مخطئ". ودعا الرئيس الفرنسي إلى وقف الضربات ضد المدنيين في إيران وإسرائيل. وقال "إذا كان بإمكان الولايات المتحدة التوصل إلى وقف لإطلاق النار، فإنه أمر جيد جيداً".
وفي تعليقات له وهو يغادر كندا منتصف ليل الاثنين - الثلاثاء، قال ترامب إنه يريد "نهاية حقيقية" للمشكلة النووية مع إيران، وإنها يجب أن تتخلى تماماً عن برنامجها النووي، وذلك بحسب تعليقات نشرها مراسل لشبكة "سي بي إس نيوز" على منصة إكس. وتوقع ترامب ألا تخفف إسرائيل من هجماتها على إيران. ونقل المراسل عنه قوله على متن الطائرة الرئاسية، وفق "رويترز"، "ستعرفون ذلك خلال اليومين المقبلين... لم يخفف أحد هجماته حتى الآن".
ورداً على احتمال إرسال المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف أو نائب الرئيس جي دي فانس للقاء مسؤولين إيرانيين، قال ترامب "ربما". ونقل المراسل عنه قوله "الأمر يعتمد على ما سيحدث عند عودتي". من جهة أخرى، أفادت وسائل إعلام أميركية بأنّ ترامب وقّع على بيان قمة مجموعة السبع، بعدما كان مسؤول أميركي قد قال إنّ الرئيس لن يوقّع على مسودة البيان.
وفيما أوردت وسائل إعلام إسرائيلية تقارير عن مشاركة أميركية مباشرة في الضربات ضد إيران، بالتزامن مع دوي انفجارات، ليل الاثنين الثلاثاء، في منطقة نظنز التي تضم منشآت نووية، نفى مساعد في البيت الأبيض عبر منصة إكس هذه الأنباء، قائلاً "ليس صحيحاً أنّ الولايات المتحدة تهاجم إيران".
من جانبه، قال الناطق باسم البيت الأبيض أليكس فايفر إن القوات الأميركية تحافظ على "وضعية دفاعية" في الشرق الأوسط، مضيفاً على مواقع التواصل الاجتماعي "سندافع عن المصالح الأميركية" في المنطقة. وفي الأثناء، قال وزير الدفاع بيت هيغسيث لقناة فوكس نيوز "ما ترونه في الوقت الفعلي هو السلام من خلال القوة وأميركا أولاً. نحن في وضعية دفاعية في المنطقة، لنكون أقوياء، سعياً للتوصل إلى اتفاق سلام، ونأمل طبعاً بأن يتحقق ذلك". ومع تصاعد المواجهة بين إيران وإسرائيل، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، في وقت سابق من أمس الاثنين، أنها وجهت حاملة الطائرات "يو إس إس نيميتز" من بحر الصين الجنوبي إلى منطقة الشرق الأوسط.
والاثنين، قال ترامب خلال لقائه رئيس وزراء كندا مارك كارني، على هامش اليوم الأول من قمة زعماء مجموعة السبع (G7) المنعقدة في منطقة ألبرتا الكندية، إنه يجب على إيران أن تعود إلى طاولة المفاوضات. وأضاف أن إيران ترغب في التفاوض، لكنها تأخرت كثيراً، وأن ما يجري مؤلم للطرفين، مشدداً على أن "إيران لن تربح هذه الحرب، ويجب أن تعود إلى طاولة المفاوضات قبل فوات الأوان"، وأشار إلى أنه منح إيران مهلة مدتها 60 يوماً للعودة إلى المفاوضات بشأن برنامجها النووي، إلا أن طهران لم تُبدِ رغبة في التوصل إلى اتفاق.