ترامب يرفض خسارة الانتخابات وبايدن يدعوه للإقرار بالهزيمة

ترامب يرفض خسارة الانتخابات وبايدن يدعوه للإقرار بالهزيمة "تفادياً للإحراج"

10 نوفمبر 2020
ترامب يخالف كل التقاليد الرئاسية (أنجيلا وايس/فرانس برس)
+ الخط -

اعتبر الرئيس الأميركي المنتخب، جو بايدن، يوم الثلاثاء، أن رفض الرئيس التي تنتهي ولايته في 20 يناير 2021 دونالد ترامب الإقرار بهزيمته في الانتخابات الرئاسية يشكل "مصدر إحراج" للأخير سيؤثر سلباً على إرثه السياسي.
وأضاف في مؤتمر صحافي عقده بولاية ديلاوير (شرق)، إن رفض إدارة ترامب السماح ببدء العملية الانتقالية الرسمية للسلطة "لا يغير بأي شكل من الأشكال ديناميكية ما يمكننا القيام به".
وفي معرض رده على سؤال بشأن رفض الرئيس المنتهة ولايته ترامب الإقرار بهزيمته حتى الآن، قال بايدن: "أعتقد أن هذا أمرٌ مخزٍ"، حسبما نقلت شبكة "سي إن بي سي" المحلية.
وأضاف بايدن أنه لا يعتمد على "تفويض الحكومة الفيدرالية بتمويل الفترة الانتقالية"، لافتاً أن الجمهوريين في الكونغرس "يتعرضون للترهيب من قبل الرئيس ترامب".
وبعد أسبوع من خسارته الانتخابات الرئاسية، استمر ترامب بمحاولته الترويج لحقيقة بديلة هي أنه على وشك الفوز، لكن بايدن تجاهله وتصرف كرئيس ينتظر التنصيب عبر تلقي سلسلة من اتصالات التهنئة من كافة عواصم العالم.
والثلاثاء تحدث بايدن الى رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، إضافة إلى رئيس وزراء إيرلندا مايكل مارتن، وكذلك مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

لكن ترامب لا يزال يمنع العملية الأخيرة لنقل السلطة إلى بايدن، في الوقت الذي يحاول فيه قلب النتيجة في المحاكم بالاستناد الى مزاعم واهية بحصول مخالفات.
وغرد ترامب على تويتر قائلاً "سنفوز"، ثم أضاف في وقت مبكر الثلاثاء "راقبوا الإساءات الهائلة في عملية فرز الأصوات".

وباتت محاولة ترامب البقاء في السلطة مستنزفة للرجل الذي اعتاد السخرية بشكل علني من خصومه ووصفهم بـ "الخاسرين".
وفي تأكيد على أجواء التصلب، رفض وزير الخارجية، مايك بومبيو، الثلاثاء الاعتراف بفوز بايدن، واعداً بعملية "انتقالية سلسة" نحو ولاية ثانية لترامب.
ومنذ الانتخابات في 3 تشرين الثاني، أصبح ترامب مقلاً في ظهوره العلني ونشاطه إلى درجة بدا كأنه وضع مهامه الرئاسية العادية على الرف.
والنشاط الوحيد المعروف الذي قام به خارج البيت الأبيض كان لعب الغولف خلال عطلة نهاية الأسبوع بعد ظهور النتائج.
أما الإحاطات اليومية التي يتلقاها من الأجهزة الأمنية فقد كانت خارج جدوله اليومي، وهو لم يشر الى تصاعد الإصابات بكوفيد-19 في جميع أنحاء البلاد.

وفجأة اختفت مؤتمراته الصحافية شبه اليومية والمقابلات مع "فوكس نيوز" وجلسات الدردشة المرتجلة مع مراسلي البيت الأبيض.
وبدل ذلك أمضى ترامب معظم وقته في التغريد، غالباً حول ما يزعم أنها انتخابات مسروقة. وفي بعض الأحيان كان يعيد تغريد تعليقات داعمة لمقدمي برامج يمينيين من "فوكس نيوز" واقتباسات من البرامج اليومية للقناة.
وكان الإجراء الرئاسي الهام الوحيد الذي اتخذه ترامب هو الإقالة المفاجئة لوزير الدفاع مارك إسبر الاثنين، والذي أعلنه أيضاً عبر "تويتر".
منع انتقال السلطة
في مثل هذا اليوم الثلاثاء قبل أربعة أعوام، كان ترامب قد حقق فوزه المفاجئ على هيلاري كلينتون وقام بجولة في البيت الأبيض للمرة الأولى بدعوة من الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما.

وهذه المجاملة للرؤساء المنتخبين تقليد قديم يشدد على الاحترام شبه المقدس للتداول السلمي للسلطة.
وترامب الذي تولى منصبه متعهداً قلب ما سماه "الدولة العميقة"، هو الآن يحطم تقليداً آخر.
فهو لم يمتنع فقط عن دعوة بايدن إلى المكتب البيضاوي، بل حتى منعه من الحصول على حزمة التمويل والخبرات والمرافق المخصصة لمساعدة الرئيس المنتخب للتحضير لتولي السلطة.
وتتحكم بهذه الحزمة رئيسة إدارة الخدمات العامة إميلي مورفي، التي عينها ترامب، وهي المسؤولة عن الإفراج عنها.
لكن بايدن الذي فاز بعدد قياسي من الأصوات مع إقراره بأن نحو نصف الناخبين يدعمون ترامب، اختار على ما يبدو تجاهل الفوضى.

فهو نادراً ما يذكر ترامب، بل سارع إلى إنشاء فريق عمل خاص لمكافحة فيروس كورونا، وألقى الثلاثاء أحدث خطاب له تناول فيه مصير خطة الرعاية الصحية "أوباما كير" التي طلب ترامب من المحكمة العليا تفكيكها.
الجمهوريون يدعمون ترامب
تدور تكهنات كثيرة في واشنطن حول من سينبري من داخل دائرة ترامب الضيقة لإقناعه بالإقرار بالهزيمة، هذا إن وُجد مثل هذا الشخص.
فالرئيس الجمهوري الوحيد الذي لا يزال على قيد الحياة جورج بوش الابن هنأ بايدن بفوزه، لكنه ينأى بنفسه عن حزبه الذي يهيمن عليه ترامب.
والاثنين صرح زعيم الغالبية في الكونغرس السناتور ميتش ماكونيل أن ترامب "محق مئة بالمئة" بالطعن في الانتخابات في المحكمة.
لكن يبقى من غير الواضح إلى متى سيستمر هذا المستوى من الدعم، أو حتى إلى متى سيستمر ترامب متشبثاً بالرئاسة.
إذ لا يبدو أن أياً من الدعاوى القضائية لديها القدرة على تغيير النتيجة، وحتى إعادة فرز الأصوات في ولايات مثل جورجيا أو أي مكان آخر من غير المرجح أن تغير الحساب الأساسي.

لكن ترامب أضاف سلاحا جديدا محتملا الى حملته الاثنين بعدما أعطى وزير العدل الأميركي، بيل بار، موافقته على إجراء تحقيقات حول احتمال حصول مخالفات في الانتخابات.
ومع ذلك أقرن بار قراره بتحذير مفاده أن "الادعاءات الخادعة أو التخمينية أو الخيالية أو بعيدة الاحتمال يجب ألا تشكل أساساً للشروع في تحقيقات فدرالية".
تدخل بار غير المعتاد أثار مخاوف من أن ترامب قد يذهب أبعد من ذلك في جهوده، ما دفع بمدعي عام جرائم الانتخابات في وزارة العدل ريتشارد بيلغر إلى تقديم استقالته احتجاجاً.
وسيتم تنصيب بايدن في 20 يناير بعد 71 يوماً من الآن.

المساهمون