ترامب يرحب بتصريح بوتين حول أوكرانيا ويؤكد نيته ضم غرينلاند

13 مارس 2025   |  آخر تحديث: 22:54 (توقيت القدس)
دونالد ترامب ومارك روته في البيت الأبيض بواشنطن، 13 مارس 2025 (أندرو هارنيك/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- رحب ترامب بتصريحات بوتين حول وقف إطلاق النار في أوكرانيا، مشددًا على أهمية عدم مهاجمة روسيا لحلفاء الولايات المتحدة، وضرورة التواصل لحل الخلافات.
- أعرب ترامب عن رغبته في ضم غرينلاند للولايات المتحدة لأهميتها الأمنية، مع عدم استبعاد استخدام القوة، مما أثار اهتمامًا عالميًا بالمنطقة الغنية بالموارد.
- أكد ترامب على علاقته الجيدة مع كيم جونغ أون وأهمية المحادثات للحد من الأسلحة، ورحب الناتو بجهوده لتعزيز الإنفاق الدفاعي والتعاون الدولي.

رحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتصريح نظيره الروسي فلاديمير بوتين بشأن وقف محتمل لإطلاق النار في أوكرانيا، وأعرب في حديث مع الصحافيين في البيت الأبيض، لدى استقباله الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته، عن قناعته بأن ضم بلاده غرينلاند "سيحصل" في نهاية المطاف، ما سيعزز "الأمن الدولي".

واعتبر ترامب، اليوم الخميس، أن بوتين أدلى بتصريح "واعد للغاية" بشأن وقف محتمل لإطلاق النار في أوكرانيا، لكنه لم يكن "كاملاً"، وأضاف ترامب أن مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف يجري مناقشات جادة مع روسيا بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا، وقال: "نأمل أن يفعلوا الشيء الصحيح"، معبراً عن اعتقاده أن روسيا لن تهاجم حلفاء الولايات المتحدة: "هذا لن يحدث. سنضمن أنه لن يحدث".

وكان بوتين قال، في وقت سابق الخميس، إن بلاده "تؤيد" الهدنة التي اقترحتها واشنطن لكن هناك "خلافات دقيقة" و"أسئلة جدية" ما زالت عالقة وتحتاج الى تواصل مع الأميركيين. وأضاف بوتين في مؤتمر صحافي في ختام محادثاته مع نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو في موسكو: "نوافق على مقترحات وقف أعمال القتال، ولكننا ننطلق من أن ذلك يجب أن يأتي بصورة تؤدي إلى تحقيق سلام مستدام وإزالة الأسباب الأولية لهذه الأزمة". 

من جهة أخرى، عاد ترامب للحديث عن مسعاه لضم غرينلاند، المنطقة الدنماركية المتمتعة بحكم ذاتي، وقال: "أعتقد أن الأمر سيحصل"، مضيفاً: "نحن بحاجة إليها من أجل الأمن الدولي". ورأى أنّ روته يمكن أن يكون "فعالاً للغاية" في تحقيق هذه الخطوة، وقال: "كما تعلم يا مارك (روته)، نحن بحاجة إلى ذلك من أجل الأمن الدولي. لدينا العديد من الأطراف الفاعلة المفضّلة لنا التي تجوب الساحل، وعلينا أن نكون حذرين"، في إشارة واضحة إلى تزايد الاهتمام الصيني والروسي في المنطقة القطبية الشمالية.

وسلطت تهديدات ترامب بالاستيلاء على الجزيرة الغنية بالموارد الطبيعية أنظار العالم أجمع على هذه المنطقة، لا سيما أن ترامب رفض استبعاد استخدام القوة "للسيطرة على غرينلاند". وتأتي تصريحات الملياردير الجمهوري بعيد انتخابات تشريعية جرت في غرينلاند وصوتت فيها غالبية سكان الجزيرة البالغ عددهم 57 ألف نسمة لصالح أحزاب مؤيدة لاستقلال الجزيرة.

ترامب: لدي علاقة رائعة مع زعيم كوريا الشمالية

إلى ذلك، قال ترامب إنه ما زال يتمتع بعلاقة طيبة مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون الذي اجتمع معه بضع مرات في فترة ولايته الأولى، وأشار مرة أخرى إلى كوريا الشمالية باعتبارها "قوة نووية". وحين سأله الصحافيون عما قد يحمله من خطط لإعادة العلاقات مع كيم، قال ترامب: "لدي علاقة رائعة مع كيم جونغ أون، وسنرى ما سيحدث، لكنه بالتأكيد قوة نووية".

وفي 20 يناير/ كانون الثاني حين تولى منصبه لفترة ولاية ثانية، قال ترامب إن كوريا الشمالية "قوة نووية"، ليثير تساؤلات حول ما إذا كان سيسعى إلى محادثات للحد من الأسلحة بدلاً من مفاوضات نزع السلاح النووي في أي استئناف للاتصالات مع بيونغ يانغ.

من جهته، أكد روته أنه لن يتدخل في أي مسألة تتعلق بانضمام غرينلاند إلى الولايات المتحدة، وقال: "لا أريد جرّ الناتو إلى هذا الأمر"، لكنه لفت إلى أنه "عندما يتعلق الأمر بالشمال الأقصى والقطب الشمالي، فأنت محق تماماً (...) الصينيون يستخدمون هذه الطرق الآن. ونعلم أن الروس يعيدون تسليح أنفسهم. كما نعلم أن لدينا نقصاً في كاسحات الجليد". وأضاف: "من هنا، فإن حقيقة أن تعمل سبع دول، باستثناء روسيا، سبع دول في القطب الشمالي تعمل معاً على هذا الأمر بقيادة الولايات المتحدة، هو أمر بالغ الأهمية لضمان بقاء تلك المنطقة، ذلك الجزء من العالم، آمناً".

ورحّب روته بجهود ترامب لحث أعضاء الحلف الآخرين على زيادة إنفاقهم الدفاعي، وقال للرئيس الأميركي: "أعتقد أنهم يريدون العمل معك قبيل القمة المقبلة لضمان أن يكون لدينا ناتو معزز ومتجدد النشاط تحت قيادتك". وسلّط روته الضوء على دعوة المفوضية الأوروبية هذا الشهر لإنفاق دفاعي جديد بقيمة 800 مليار يورو (874 مليار دولار) من جانب التكتل المكون من 27 دولة، وأشار إلى التزامات حديثة من جانب المملكة المتحدة وألمانيا بزيادة الإنفاق على الأمن في هذين البلدين.

وقال روته: "ما حدث خلال الأسبوعين الماضيين مذهل حقاً"، مع إقراره بأنه لا يزال بإمكان التحالف فعل المزيد. وجاءت تصريحات روته بعد أن هاجم ترامب الأسبوع الماضي الدول الأعضاء في الحلف لعدم الوفاء بهدف إنفاق 2% من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع. وأثار الرئيس الأميركي حتى الشكوك حول التزام الولايات المتحدة ببند الدفاع المشترك في المعاهدة التأسيسية لحلف ناتو، الذي ينص على أن الهجوم على أي عضو في الحلف يُعتبر هجوماً على جميع الدول الأعضاء.

وكرر ترامب مجدداً، اليوم الخميس، ادعاءه بأنه صاحب الفضل في زيادة عدد الدول التي تفي بمستهدف الإنفاق، وذلك بفضل التهديدات التي أطلقها خلال فترة ولايته الأولى، مشدداً في الوقت نفسه على أن عتبة 2% من الناتج المحلي الإجمالي منخفضة للغاية. وكان ترامب قد دعا إلى زيادة الانفاق الدفاعي إلى 5% من إجمالي الناتج المحلي.

(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)