ترامب يربك المسؤولين الإسرائيليين بتصريحاته وجيش الاحتلال يستعد لاستئناف القتال في غزة
استمع إلى الملخص
- الوساطة الدولية: أبدت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية قلقها من رهان نتنياهو على ضغط ترامب، وأوصت بحل الأزمة مع حماس، مؤكدة دور الوسطاء مثل مصر وقطر.
- استعدادات جيش الاحتلال: أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي استعداده لاستئناف العمليات العسكرية في غزة، مع تعزيز القوات لمواجهة أي سيناريوهات محتملة في حال عدم حل الأزمة.
دعوات إسرائيلية لإتمام الدفعة السادسة من تبادل الأسرى
أثار إنذار ترامب بشأن المحتجزين حالة إرباك في تل أبيب
أعلن جيش الاحتلال أنه يستعد لاستئناف القتال في غزة
تواترت التصريحات الإسرائيلية المتضاربة عقب مطالبة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإعادة "جميع" المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، وسط موقف ضبابي من قبل الاحتلال إزاء استمرار المرحلة الأولى من الصفقة، وإعلان جيش الاحتلال جاهزيته للعودة إلى حرب الإبادة في قطاع غزة واستدعاء قوات الاحتياط تحسباً لأي تطورات. وكشفت وسائل إعلام عبرية عن نقاش إسرائيلي داخلي في جلسات عُقدت أمس، ومطالبة المؤسسة الأمنية المستوى السياسي بمنح فرصة لإتمام الدفعة السادسة من تبادل الأسرى في إطار الصفقة وعدم إحباطها.
وأثار إنذار الرئيس الأميركي بالإفراج عن جميع المحتجزين بحلول السبت، حالة إرباك في تل أبيب، أدّت إلى سلسلة من التصريحات المتناقضة، وكشفت عن الخيط الدقيق بين الرغبة في الاستجابة لمطلب ترامب والخوف من انهيار الصفقة لدى بعض المسؤولين الإسرائيليين، ورغبة آخرين باستعجال العودة للقتال.
وفي البداية، أعلنت دولة الاحتلال أنها ستكتفي بالإفراج عن ثلاثة محتجزين يوم السبت، بموجب الاتفاق الأصلي. ولاحقاً، شددت موقفها وطالبت بالإفراج عن المحتجزين التسعة المشمولين في المرحلة الأولى، فيما أعلن "مسؤول سياسي كبير" لاحقاً - عادة يشار بذلك إلى نتنياهو دون ذكره صراحة - إلى أن إسرائيل "تلتزم بإعلان رئيس الولايات المتحدة بأن يخرجوا جميعاً يوم السبت". وأطلّ نتنياهو لاحقاً في تصريحات علنيّة، تجنّب فيها ذكر عدد دقيق للمحتجزين.
وذكرت القناة 12 العبرية أن ما حدث وراء الكواليس يعتبر محاولة متعمّدة لاستغلال ضغط ترامب لتسريع الإفراج عن المحتجزين التسعة الذين هم على قيد الحياة في هذه المرحلة. ومع ذلك، يبدي مسؤولون في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية قلقاً كبيراً إزاء رهان نتنياهو، الذي قد يؤدي إلى انهيار المرحلة الأولى من الصفقة وليس فقط عدم الوصول إلى المرحلة الثانية.
ونقل مسؤولون كبار في المؤسسة الأمنية رسالة إلى المستوى السياسي في جلسات مغلقة مفادها أن "علينا التحلّي حالياً بضبط النفس لإكمال المرحلة الأولى حتى نهايتها. لا يجوز كسر الديناميكية الخاصة بإعادة المختطفين"، مضيفين أن "الآلية تعمل والوسطاء يضمنون الاتفاق، وليس هناك سبب حقيقي لقطع الاستمرارية حالياً".
وتعارض موقف المؤسسة الأمنية مع دعوة الوزير بتسلئيل سموتريتش لتبني إنذار ترامب بالكامل. من جانبه، أكد المستوى العسكري أنه رغم امتلاكه "أدوات هجومية مهمة"، فإن الطريق الصحيح هو "استغلال تصريح الرئيس ترامب لتحقيق الإفراج عن أكبر عدد ممكن من المختطفين. وإذا لم يكن هناك تقدّم يعيد الصفقة إلى مسارها، ينبغي اتخاذ قرارات". وأفاد موقع والاه العبري، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين كبيرين لم يسمّهما، بأن أعضاء فريق التفاوض الإسرائيلي، برئاسة رئيس الشاباك رونين بار، قالوا في جلسة المجلس الوزاري المصغّر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت)، أمس الثلاثاء، إنه يجب محاولة حل الأزمة مع حماس لإطلاق سراح ثلاثة محتجزين يوم السبت وعدم دفع الوضع نحو الانفجار.
ويقول مسؤولون إسرائيليون، وفقاً للموقع ذاته، إن تصريحات نتنياهو العلنية بعد الاجتماع حددت من جهة ثمناً واضحاً في حال خرق حركة حماس اتفاق الصفقة يوم السبت، ومن جهة أخرى، تركت الباب مفتوحاً لمواصلة تنفيذ المرحلة الأولى من الصفقة إذا أفرجت حماس عن المحتجزين الثلاثة الذين من المقرر أن تفرج عنهم في إطار الدفعة السادسة من المرحلة الأولى للصفقة، وأوضح أحدهم قائلاً: "إذا أطلقت حماس سراح المختطفين الثلاثة يوم السبت كما التزمت في إطار الاتفاق، فإن إسرائيل لن تعود إلى القتال وستواصل تنفيذ الصفقة".
وفقاً للتفاصيل التي أوردها "والاه"، أوصى رؤساء الأجهزة الأمنية وأعضاء فريق التفاوض الذين شاركوا في الجلسة نتنياهو ووزراء "الكابينت" بمحاولة "إنزال حماس عن الشجرة وحل الأزمة". وكانت المعلومات التي نُقلت للوزراء تفيد بأن "زعيم حماس في غزة محمد السنوار كان وراء القرار يوم الجمعة الماضي بتأخير تسليم قائمة المحتجزين المقرر الإفراج عنهم لبضع ساعات، مشيرة إلى أن ذلك كان احتجاجاً على أن أجزاء من الصفقة تتعلّق بالمساعدات الإنسانية لم تُنفذ بالكامل".
وقال مسؤول إسرائيلي كبير إن كبار المسؤولين في حركة حماس الموجودين في قطر هدّأوا السنوار ووعدوه بأن المشكلة ستُحلّ. وذكر مسؤول إسرائيلي كبير أنه خلال جلسة "الكابينت" طالب وزير المالية سموتريتش وعدة وزراء من "الليكود" بتجديد الحرب فوراً، دون الانتظار لرؤية ما إذا كانت حماس ستفرج عن المحتجزين الثلاثة يوم السبت. وعبّر رئيس "الشاباك" رونين بار أمام الوزراء عن اعتقاده بأنه يجب محاولة استكمال المرحلة الأولى من الصفقة وإعطاء الوسطاء قطر ومصر فرصة لحل الأزمة مع حماس.
ونقل الموقع العبري ذاته عن مسؤول إسرائيلي كبير لم يسمّه أن دولة الاحتلال الإسرائيلي أوضحت لمصر وقطر في الأيام الأخيرة أن عليهما "منع حماس من تنفيذ تهديداتها وانتهاك الاتفاق"، مضيفاً أن "فرصة الإفراج عن المختطفين يوم السبت تعرضت لأضرار كبيرة. هذا مقلق جداً. نأمل أن يفهم الوسطاء الموقف وينقذوه".
استعدادات جيش الاحتلال
ووسط كل هذه التطورات، أعلن جيش الاحتلال أنه يستعد لاستئناف حرب الإبادة في قطاع غزة ويحشد المزيد من القوات. وجاء في بيان عممه مساء أمس، أنه "بناء على تقييم الوضع والقرار برفع حالة الاستعداد والجاهزية في منطقة القيادة الجنوبية، تقرر استدعاء إضافي واسع للقوات بما فيها استدعاء قوات احتياط. يأتي تعزيز القوات واستدعاء الاحتياط بهدف الاستعداد للسيناريوهات المختلفة".