ترامب يدشن مرحلة الوساطة لإنهاء حرب أوكرانيا بمحاباة بوتين

14 فبراير 2025
جندي أوكراني في شاسيف يار، 7 فبراير 2025 (فولفغانغ شفان/الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تصريحات ترامب وهيغسيث أثارت خيبة أمل لدى الأوكرانيين والأوروبيين، حيث تتماشى الخطة الأميركية لإنهاء حرب أوكرانيا مع الموقف الروسي، مما يضعف الموقفين الأوروبي والأوكراني.
- الرئيس الأوكراني زيلينسكي يأمل في دفع واشنطن روسيا نحو السلام، ويرفض تقديم تنازلات تتعلق بسيادة أوكرانيا، مشيراً إلى أن واشنطن لا ترغب في انضمام أوكرانيا إلى الناتو.
- وزير الدفاع الأميركي هيغسيث يرى أن العودة لحدود أوكرانيا قبل 2014 غير واقعية، ويدعو لضمانات أمنية قوية، مع دور أكبر لأوروبا في ضمان أمنها.

خيّبت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب ووزير دفاعه بيت هيغسيث، أول من أمس الأربعاء، آمال الجانبين الأوكراني والأوروبي، بعدما كشفت أن ملامح الخطة الأميركية لإنهاء حرب أوكرانيا أقرب إلى الموقف الروسي وراعت خطوطاً حمراء رسمها المسؤولون الروس بشأن أي تسوية سياسية تضع حداً للحرب المتواصلة منذ نحو ثلاث سنوات. وعلى الرغم من أن التقديرات الأولية تشير إلى أن الخطة الأميركية لإنهاء حرب أوكرانيا تُضعف الموقفين الأوروبي والأوكراني، تتجه الأنظار إلى عرض خطة أميركية متكاملة لإنهاء الصراع أثناء مؤتمر الأمن في ميونخ، اليوم الجمعة، ونتائج لقاءات المسؤولين الأميركيين مع نظرائهم الأوروبيين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. ودشن ترامب انخراطه بتنفيذ وعوده لوضع حد للحرب في أوكرانيا بمكالمتين هاتفيتين طويلتين، الأولى مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، والثانية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أول من أمس الأربعاء.


كشف ترامب أنه سيلتقي بوتين في السعودية

اتفاق ترامب وبوتين

وبعد أول مكالمة معلنة على مستوى الرئاسة بين روسيا والولايات المتحدة منذ فبراير/ شباط 2022، كتب ترامب على منصته للتواصل الاجتماعي (تروث سوشال): "ناقشنا مسألة أوكرانيا والشرق الأوسط والطاقة والذكاء الاصطناعي وقوة الدولار، والعديد من الموضوعات الأخرى... فكر كلانا في التاريخ العظيم لدولتينا، وحقيقة أننا قاتلنا بنجاح كبير معاً في الحرب العالمية الثانية (1939 ـ 1945)، وتذكرنا أن روسيا فقدت عشرات الملايين من الناس، وبالمثل، فقدنا الكثير! تحدث كل منا عن نقاط القوة في دولتينا، والفائدة الكبيرة التي سنحصل عليها يوماً ما في العمل معاً". وتابع: "لكن أولاً، كما اتفقنا كلانا، نريد وقف الموت في الحرب مع روسيا وأوكرانيا". وخلص إلى أنه: "اتفقنا على العمل معاً من كثب، بما في ذلك زيارة بعضنا لدول البعض. لقد اتفقنا أيضاً على أن تبدأ فرقنا المفاوضات على الفور".

وتنفيذاً لوعده أخبر ترامب زيلينسكي بنتائج محادثته الهاتفية الطويلة مع بوتين. وأكد ترامب في تصريحات للصحافيين أن الرئيس الأوكراني "يريد السلام"، وذكر أنه سيلتقي بوتين في السعودية في إطار الجهود لوضع حد للحرب. وتوقّع الرئيس الأميركي "وقفاً لإطلاق النار (في أوكرانيا) في مستقبل غير بعيد". وفي تصريحات متناغمة مع المطالب الروسية للمفاوضات والتوصل إلى اتفاقات لوقف حرب أوكرانيا قال ترامب إن أوكرانيا ستحتاج في مرحلة ما إلى انتخابات جديدة، وشدد على أنه ليس من "العملي" منح أوكرانيا عضوية في حلف شمال الأطلسي (ناتو).

أما الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي فأعلن، مساء الأربعاء، أنه بحث مع ترامب "فرص التوصل إلى سلام" وإنهاء حرب أوكرانيا المستمرة منذ ثلاث سنوات. وكتب زيلينسكي على منصة إكس (تويتر سابقاً): "ترامب شاركني تفاصيل حديثه مع بوتين". ووصف زيلينسكي المحادثة بأنها "طويلة" و"جوهرية جداً"، قائلاً إنه يأمل في أن تتمكّن واشنطن من "دفع روسيا وبوتين نحو السلام". من جهته، نقل رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية أندريه يرماك عن ترامب قوله لزيلينسكي "إنّه مصمم جداً على بذل كل الجهود لوضع حدّ للحرب التي تشنّها روسيا على أوكرانيا". وأضاف "اتّفق الرئيسان على مباشرة فريقي عمل" البلدين الجهود نحو التوصل لاتفاق ينهي الحرب، لافتاً إلى أنّ العمل جار لترتيب لقاء ثنائي بين زيلينسكي وترامب. لكن يرماك شدّد على أنّ أوكرانيا ما زالت تعارض تقديم أيّ تنازلات في ما يتّصل باستقلالها وسيادتها ووحدة أراضيها. وأكد زيلينسكي، أمس الخميس، أنه "لن نقبل أي اتفاق بين موسكو وواشنطن من دون كييف". وكشف أنه "لم أناقش الانضمام إلى ناتو مع ترامب لكنني أعلم أن واشنطن لا تريدنا عضواً في الحلف".

وفي تصريحات أكثر وضوحاً، كشف وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث في اجتماع مجموعة دعم أوكرانيا في بروكسل، أول من أمس الأربعاء، عن رؤية بلاده لشكل التسوية المتوقعة في أوكرانيا. وفي أول اجتماع لحلفاء أوكرانيا بمشاركة ممثلين عن أكثر من 40 بلداً، قال هيغسيث إنه "من غير الواقعي" توقع عودة أوكرانيا إلى حدود ما قبل عام 2014، حين استولت روسيا على شبه جزيرة القرم في البداية، واحتلت مجموعات انفصالية مدعومة من روسيا أجزاء في مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك، شرقي أوكرانيا. وفي تناغم مع شروط روسيا بأنه يجب الانطلاق من الوقائع على الأرض، قال هيغسيث إنه لن يكون من الممكن إقامة "سلام دائم" إلا من خلال "تقييم واقعي لساحة المعركة". وخلص إلى القول "نحن نريد، مثلكم، أوكرانيا ذات سيادة ومزدهرة، ولكن يجب أن نبدأ بالاعتراف بأن العودة إلى حدود أوكرانيا ما قبل عام 2014 هو هدف غير واقعي... إن السعي وراء هذا الهدف الوهمي لن يؤدي إلا إلى إطالة أمد الحرب والتسبب في المزيد من المعاناة".


شولتز يرفض سلاماً مفروضاً على أوكرانيا

إبعاد أوكرانيا عن "ناتو"

ومع تشديده على أن أي سلام دائم في أوكرانيا يجب أن يشمل "ضمانات أمنية قوية لضمان عدم اندلاع الحرب مرة أخرى"، أكد هيغسيث أن "الولايات المتحدة لا تعتقد أن عضوية أوكرانيا في ناتو هي نتيجة واقعية لتسوية تفاوضية". وبدلاً من ذلك، يجب أن تكون الضمانات الأمنية مدعومة "بقوات أوروبية وغير أوروبية قوية"، مشدداً على أنه "إذا تم نشر هذه القوات بصفة قوات حفظ سلام في أوكرانيا في أي وقت، فينبغي نشرها باعتبارها جزءاً من مهمة غير تابعة لناتو ولا ينبغي أن تكون مشمولة بالمادة الخامسة (التي تنصّ على أن أي اعتداء على دولة عضو في ناتو، ستدفع جميع الدول الأعضاء إلى الدفاع عنها).

ومثلت تصريحات الوزير الأميركي تراجعاً واضحاً عن تعهدات سابقة في قمة واشنطن العام الماضي وعد فيها قادة الحلف بأن انضمام أوكرانيا لـ"ناتو" "طريق لا رجعة فيه"، كما كشف عن التأكيد على أن نشر أي قوات على خطوط التماس في أوكرانيا لن يكون جزءاً من مهمة تابعة لـ"ناتو"، وعدم الاشارة إلى وجود قوات من بلاده ضمنها، وتشديده على أنها غير مشمولة بالبند الخامس المتعلق بالدفاع المشترك، وأن واشنطن غير معنية بصدام مباشر مع روسيا مقصوداً كان أو نتيجة أي خطأ في التقديرات. وأمس الخميس، أكد هيغسيث في بروكسل أيضاً، أن محادثات ترامب مع بوتين "ليست خيانة"، مشيراً قبل اجتماع لوزراء دفاع الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي إلى أن "ثمة اعترافاً بأن العالم والولايات المتحدة مهتمان بالسلام، سلام عن طريق التفاوض، كما قال الرئيس ترامب، ووقف القتل".

تصريحات هيغسيث تنسجم مع الموقف الأميركي السابق المحدد بنقاط أساسية، تنطلق من ضرورة عدم الانجرار إلى حرب مباشرة مع روسيا تكون الولايات المتحدة أو "ناتو" طرفاً فيها؛ وعدم السماح لروسيا بالانتصار الكامل في حرب أوكرانيا وعدم إلحاق هزيمة كبرى بالكرملين تدفعه إلى استخدام السلاح النووي. لكن الجديد في تصريحات هيغسيث هو رغبة إدارة ترامب في رؤية دور أكبر لأوروبا في ضمان أمنها، ودفعها إلى زيادة النفقات الدفاعية إلى نحو خمسة في المائة من الناتج المحلي الإجمالي. وفي اجتماع بروكسل، قال هيغسيث: "يجب أن تكون حماية الأمن الأوروبي ضرورة حتمية للأعضاء الأوروبيين في ناتو، يجب على أوروبا أن تقدم الحصة الأكبر من المساعدات الفتاكة وغير الفتاكة لأوكرانيا في المستقبل". ودافع الوزير الأميركي عن دعوات ترامب لحلفاء "ناتو" لزيادة إنفاقهم الدفاعي إلى خمسة في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي، قائلاً إن الهدف الحالي البالغ اثنين في المائة "غير كافٍ". وعلى الرغم من الارتياح الروسي لنتائج المكالمة الهاتفية بين بوتين وترامب، وأجواء التفاؤل بأن موقف إدارة ترامب سيزيد ضعف أوكرانيا والشقاق بين جناحي "ناتو" عبر المحيط الأطلسي، ويمهد لاتفاق يراعي مطالب موسكو، فإن الشروط الروسية لإنهاء حرب أوكرانيا قد تواجه برفض أوكراني وأوروبي، وتنسف إمكانية التوصل إلى اتفاق مرضٍ لجميع الأطراف.

الارتياح الروسي لطروحات ترامب ووزير دفاعه عبّر عنه المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أمس الخميس، بقوله "نحن معجبون أكثر بموقف الإدارة الحالية، ومنفتحون على الحوار". وتابع أنه "ثمة حاجة بالتأكيد لأن يعقد الاجتماع سريعاً (بين ترامب وبوتين). ثمة أمور كثيرة على الرئيسين البحث فيها". وأكد في تصريحات صحافية أن "المفاوضات مع الولايات المتحدة يجب ألا تقتصر على أوكرانيا، بل أن تشمل أيضاً الأمن في أوروبا ومخاوف موسكو التي طالبت بتراجع حلف شمال الأطلسي في القارة الأوروبية إلى حدود العام 1997". وأوضح بيسكوف أنه "من المؤكد أن كل المسائل المرتبطة بالأمن في القارة الأوروبية، ولا سيما الجوانب التي تهم بلدنا روسيا الاتحادية، يجب أن تناقش مجتمعة ونتوقع حصول الأمور على هذا النحو". وفي إجابة عن سؤال عمّا إذا كانت روسيا قد بدأت تشكيل فريق للتفاوض حول أوكرانيا، أجاب: "بالطبع، لقد بدأنا ذلك، وفور أن يتخذ الرئيس القرار المناسب سنبلغكم". وأكد أنه "حتى الآن، لا توجد اتفاقيات ملموسة حول زيارة المفاوضين الأميركيين إلى روسيا"، وأنه "لم يتم التطرق إلى موضوع رفع العقوبات في حديث بوتين وترامب، لكن روسيا تعتبرها غير قانونية". وأكد بيسكوف أنه "لم تتم مناقشة موضوع الاعتراف بشبه جزيرة القرم وسيفاستوبول والمناطق الأربع الجديدة خلال المكالمة الهاتفية بين بوتين وترامب". ودعا إلى "عدم التسرع في تحديد معالم معينة لتسوية الأزمة الأوكرانية والانتظار حتى تظهر نتائج أولية للعمل بين روسيا والولايات المتحدة".

أما نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف فاعتبر، أمس الخميس، أن الاتصال بين بوتين وترامب أظهر أن أي آمال للغرب في هزيمة موسكو لن تتحقق أبداً. وقال ميدفيديف على صفحته على منصة تليغرام: "لا توجد وليس من الممكن أن تكون هناك دولة رئيسية واحدة وحاكمة عليا للكوكب... وعلى النُخب الأميركية المتغطرسة أن تتعلم هذا الدرس". وأضاف "من المستحيل أن نستسلم. وكلما أدرك خصومنا هذا الأمر في وقت أقرب، كان ذلك أفضل".

شروط روسيا لوقف الحرب

واستناداً إلى تصريحات سابقة للمسؤولين في الكرملين ووزارة الخارجية، فإن الاتفاق الذي ستقبله موسكو يجب أن يتضمن عدة نقاط، أهمها اعتراف أوكرانيا والدول الغربية بضم "الأراضي الجديدة"، بما في ذلك مناطق زابوريجيا ودونيتسك ولوغانسك وخيرسون، بالإضافة إلى القرم، إضافة إلى انسحاب القوات الأوكرانية من منطقة كورسك الروسية، وتقليص أوكرانيا قواتها المسلحة وقدراتها الدفاعية وفقاً للمطالب الروسية، بحسب تفاهمات إسطنبول غير المكتملة في ربيع 2022. يضاف إلى ذلك انتخاب قيادة جديدة في أوكرانيا يعتبرها الكرملين شرعية بدلاً من زيلينسكي "غير الشرعي" حسب موسكو منذ مايو/ أيار الماضي، والبدء التدريجي برفع العقوبات الغربية المفروضة على روسيا منذ بداية حرب أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط 2022. ومن المرجح أن تطالب روسيا الولايات المتحدة وحلف "ناتو" بالعودة إلى مناقشة مسودات المعاهدات الخاصة بشأن ضمانات الأمن التي اقترحتها موسكو في 15 ديسمبر/ كانون الأول 2021 وعودة "ناتو" إلى حدود 1997، أي إنهاء عضوية السويد وفنلندا وسلوفاكيا وسلوفينيا ورومانيا وبولندا ومقدونيا الشمالية ومونتينيغرو وليتوانيا ولاتفيا والمجر وإستونيا وجمهورية التشيك وكرواتيا وبلغاريا وألبانيا. ويعني ذلك خفض عدد دول الأطلسي بنسبة النصف من 32 دولة إلى 16.


أبدى زيلينسكي أمله في ان تدفع واشنطن الروس للسلام

وبقراءة أولية، فإن تصريحات ترامب ووزير دفاعه أضعفت موقف كييف التي خسرت حتى الآن قرابة خُمس أراضيها في الحرب المتواصلة مع روسيا والانفصاليين منذ 2014، وأثارت مخاوف أوروبا المتوجسة من أن روسيا يمكن أن تعيد تقوية جيشها وتشن هجوماً على إحدى دولها في غضون ما بين خمسة وثمانية أعوام، وأن أي اتفاق مع بوتين يتضمن التنازل عن أجزاء من أوكرانيا لن يكون مختلفاً عن الاتفاق مع الزعيم النازي أدولف هتلر بشأن التنازل عن إقليم السوديت في تشيكوسلوفاكيا (أصبحت دولتي جمهورية التشيك وسلوفاكيا في عام 1993)، في عام 1938، وبالتالي تشجع بوتين على استهداف دول أخرى. في المقابل، فإن رهانات روسيا تنصب أساساً على أن سلسلة اجتماعات بين بوتين وترامب يمكن أن تؤدي إلى صوغ اتفاقات جديدة، على شاكلة اتفاقات بوتسدام في عام 1945 (حين التقى الزعيم السوفييتي جوزيف ستالين مع الرئيس الأميركي هاري ترومان)، ومالطا (في عام 1945 أيضاً، وجمعت ستالين مع الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت)، بعد الحرب العالمية الثانية لإعادة تقاسم النفوذ في العالم. وبين هذا وذاك تسابق أوكرانيا الزمن وتسعى لإرضاء ترامب عبر مخاطبته بلغة الأرقام التي يفضلها، وتعرض عليه صفقات لاستثمار المعادن النادرة وتبدي استعداداً لتوقيع اتفاقات بهذا الخصوص، كما تطلق تحذيرات للأوروبيين بأن انهيارها العسكري في حرب أوكرانيا يعني انهيار منظومة الأمن الأوروبية وهيمنة روسيا على القارة العجوز.

شروط إنهاء حرب أوكرانيا

في السياق، اعتبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، أمس الخميس، أن أوكرانيا يجب أن تشارك في أي محادثات سلام وأن أي اتفاق لإنهاء حرب أوكرانيا يجب أن يكون "مستداماً". وقال روته لصحافيين قبل اجتماع بروكسل: "من المهم عندما نتحدث عن أوكرانيا أن تكون أوكرانيا منخرطة بشكل وثيق في كل ما يتعلق بأوكرانيا". كما أعرب المستشار الألماني أولاف شولتز، أمس الخميس، عن رفضه "سلاماً مفروضاً" على أوكرانيا. وقال لموقع بوليتيكو الإخباري: "ليس من الواضح حتى الآن تحت أي شروط ستكون أوكرانيا مستعدة لقبول اتفاق السلام". وأعرب وزير دفاعه بوريس بيستوريوس، أمس الخميس، عن أسفه لـ"التنازلات" التي قدمتها واشنطن لموسكو "حتى قبل بدء المفاوضات".

بدورهم، أكد وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبولندا وإيطاليا وإسبانيا وبريطانيا وأوكرانيا، في بيان مشترك، مساء الأربعاء، أن أوروبا وكييف ينبغي أن "تشاركا في أيّ مفاوضات" لوقف حرب اوكرانيا بين موسكو وكييف. وأضاف البيان: "نرغب في أن نتباحث مع حلفائنا الأميركيين في الطريق الواجب اتخاذه" لوقف الحرب. وذكّر البيان بالتزام الدول الأوروبية بـ"استقلال وسيادة وسلامة أراضي" أوكرانيا "في مواجهة العدوان الروسي"، مشدّداً على أن "أوكرانيا يجب أن تستفيد من ضمانات أمنية قوية"، وأن "تحقيق سلام عادل ودائم في أوكرانيا هو شرط ضروري لأمن قوي عبر الأطلسي".